السلام على اهل المضايف ورحمة الله وبركاته ،،،
العمود الفقري والطب الحديث ،،،
بات الكثيرون يشتكون من آلام الظهر خاصة ممن يتطلب عملهم جهدا ً حركيا ً أو من يتعرضون لحركات جسمانية لم يعتادوا عليها من قبل ويحملون أجسامهم ما لا تطيقه في أوقاتمفاجئة، أو بسبب زيادة في أوزانهم مما يسبب ضغطا ً على منطقة أسفل الظهر وإحداث آلام مستمرة يشكو منها المرضى باستمرار مما يعرضهم لما يعرف بالانزلاق الغضروفي أو(الدسك)، فتجد ان نسبة كبيرة منهم تهمل علاج هذه الآلام فينتج عن هذا الإهمال أعراضا ً كبيرة، وقد يكون هذا الإهمال ناتجا ً عن خوف المريض من الذهاب للطبيب تفاديا ًلإجراء عملية جراحية أو ما شابهها بالرغم من ان العمليةاليوم وفي ظل التطورات الحديثة لم تعد مشكلة فالطب الحديث وصل إلى مرحلة لا يمكن لمريض ان يتراجع عن عرض حالته على طبيبه ، حيث إن الوسائل الطبية الحديثة والتقنية المتطورة جعلت عملية العمود الفقري لا تستغرق وقتا ً طويلا ً بعدها يستطيع المريض العودة لعمله
الاعتيادي دون الشعور بأدنى ألم.
- العمود الفقري يتركب من مجموعة من العظام غير منتظمة الشكل، وتتكون على شكل حلقات واحدة فوق الأخرى تسمى الفقرات (Vertebrae) وعددها (33) فقرة، منها (24) فقرة
تتصل كل منها مفصلياً بالفقرة التي تسبقها والفقرة التي تليها. لذا تكون هذه الفقرات متحركة، أما باقي الفقرات وعددها (9) فتكون ملتصقة ببعضها وغير متحركة، ويوجد بين كل فقرتين متتاليتين وسادة مرنة (قرص) تتكون من نسيج غضروفي ليفي تعطي العمود الفقري المرونة اللازمة للحركة بمقدار محدد، أما الغضروف فهو نوع من الأنسجة الضامة، ويدخل في تركيب بعض أعضاء الجسم البالغ، مثل صيوان الأذن والحلقات الغضروفية في جدران القصبة الهوائية والأقراص
الغضروفية بين الفقرات أي بين كل فقرة وأخرى يوجد مادة لينة تسمى (غضروف) والغضاريف جزآن: صلبة ومرنة، وتركيبة النسيج الغضروفي يتلاءم مع وظيفته فوجود أملاح الكالسيوم تكسبه صلابة، وتحدث تلك الصلابة عندما يقل إفراز السائل الهلامي اللزج وخاصة في المفاصل، حيث تبدأ أملاح
الكالسيوم بالترسب على السطح الغضروفي، وذلك يؤدي إلى صعوبة الحركة خاصة عند كبار السن، أما الحبل الشوكي فهو يقع داخل القناة الفقرية المكونة من تجاويف الفقرات، وهو أنبوب يتكون من نسيج عصبي وطوله الإجمالي حوالي 43 سم، ويتفاوت طوله من شخص لآخر حسب طول القامة وقصرها. ويمتد من قاعدة الدماغ إلى نهاية الفقرة القطنية الأولى. ويخرج
من الحبل الشوكي 31 زوجاً من الأعصاب الشوكية لنقل المعلومات الحسية من وإلى الحبل الشوكي، ويتكون الحبل الشوكي من مادة رمادية اللون والتي تحوي أجسام الخلايا
العصبية ومادة بيضاء تحوي الألياف العصبية فقط، أما الانزلاق الغضروفي فهو ناتج عن زيادة الضغط على العمود الفقري والإثقال عليه نتيجة ذلك الضغط الزائد على عظام العمود الفقري، ويجبر الغضروف بالانزلاق من مكانه إلى يمين العمود أو يساره وبذلك يضغط على الأعصاب، ويتسبب في
الآلام الشديدة وتتفاوت شدة الآلام وتنقلاتها من مكان إلى آخر حسب شدة ضغط الغضروف على أعصاب الحبل الشوكي.
* أسباب الآلام :
هناك الكثير من الأسباب المحدثة لآلام أسفل الظهر:-
- الانزلاق الغضروفي (انزلاق القرص)، (انفتاق القرص اللبي) ويحدث ذلك بسبب رفع أثقال خاصة بطريقة غير صحيحة، أو بعد مجهود للعمود الفقري وقد يتكرر بعد حركات معينة
كالانحناء على الأرض وذلك عند المرضى الذين سبق وأن أصيبوا بالانزلاق الغضروفي أو الذين عندهم قابلية لمثل هذه المشكلة، وعند حدوث هذا الانزلاق، يضغط الغضروف علىالعصب مسبباً ألماً أسفل الظهر أو ألماَ بالساق، وقد يُحدث أيضا أعراضاً عصبية كالتنميل ونقص الإحساس وضعف
العضلات بل قد يؤدي في بعض الحالات لفقدان التحكم بالبول أو البراز مما يشكل حالات إسعافية تحتاج للتدخل العلاجيالسريع.
- تنكس الأقراص أو الالتهاب العظمي الغضروفي التنكسي للعمود الفقري، وهي أكثر التغيرات حدوثاً بالعمود الفقري، فمن الطبيعي ان تحدث مع تقدم العمر تغيرات بالغضاريف (الأقراص) وكذلك الأربطة والعظام المكونة للفقرات مما يسبب آلام الظهر وصعوبة بالمشي.
- تضيق القناة العصبية في الفقرات القطنية، وتحدث غالباً نتيجة التغيرات التنكسية بالفقرات القطنية والتي تحدث مع تقدم العمر مما يسبب بجانب آلام أسفل الظهر، الآلام العصبية وصعوبة المشي أيضا.
- الانزلاق الفقاري، وهو انزلاق فقرة للأمام ويحدث لأسباب عدة منها ما يحدث في سن مبكرة وأخرى مع تقدم السن وهناك قابلية خاصة عند بعض الناس أو العائلات لحدوث هذا الانزلاق الفقاري وتختلف أعراضه على حسب سن المصاب به ودرجة الانزلاق الفقاري.
* مخاطر آلام العمود الفقري :-
- آلام الظهر تعتبر من أهم المشكلات التي تواجه الملايين من البشر، فقد وجد في آخر الإحصائيات ان حوالي 80 بالمائة من السكان يعانون أو عانوا من آلام الظهر في فترة ما من حياتهم، وتعتبر أحد الأخطار الرئيسية التي تواجه العالم من الناحية الاقتصادية والجهود البشرية
والإنتاج فهي تشكل عبئاً اقتصادياً كبيراً على المريض وأسرته والمجتمع ككل حيث ينقطع المريض عن عمله، وقد تتراوح فترة الانقطاع من أيام إلى شهور وقد تزيد إلى سنوات، كما ان تعاطي الدواء بصفة مستمرة والعلاج الطبيعي والاستشارات الطبية يؤدي إلى تدمير كيان الإنسان الاجتماعي والنفسي لزيادة الأعباء الاقتصادية وعدم القدرة على الإنتاج والعمل، ويشتكي العديد من المرضى من إصاباتهم بآلام الظهر وقد يراجعون بسببها الأطباء الذين قد يصفون لهم بعض المسكنات التي قد تخفف من حدة الألم ولكن ما إن تختفي الآلام حتى تعود مرة أخرى منذرة بوجود
أعراض أخرى قد تترتب على هذه الآلام، ولا بد من عمل فحوصات متقدمة بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي ويمكن ان تجاوز فحص العمود الفقري إلى أعضاء أخرى تكون مصدر المرض كالأورام الخبيثة أو الالتهابات.
* تجنب آلام الظهر
- يمكن تجنب حدوث آلام الظهر بالمحافظة على وضع الجسم، فالوضع الخاطئ للظهر نتيجة السمنة المفرطة يؤدي إلى إجهاد دائم لمنطقة أسفل الظهر مما ينتج عنه حدوث ألم متكرر في منطقة أسفل الظهر والمحافظة على الوزن السليم للجسم حيث ان كل كيلو زيادة في منطقة البطن تقابله عشرة كيلوات إجهاد في منطقة أسفل الظهر، واستعمال الظهر بطريقة صحيحة في أنشطة الحياة اليومية والحرص على أداء التمرينات الآتية بنظام: تمرينات الإطالة للعضلات والتي
تنتج عنها مرونة للعضلات (عضلات الظهر والأطراف السفلى) حتى تعمل بكفاءة تامة مما يقلل حدوث التقلص بها ويقلل من حدوث آلام أسفل الظهر، ويعتمد تشخيص آلام الظهر على الفحص الدقيق والفحص الإشعاعي بالرنين المغناطيسي لمعرفة ما إذا كان هناك إصابة بالعظام أو شد بالعضلات أو الأربطة.
* التشخيص والفحوصات :
- قبل ان يبدأ الطبيب بوصف العلاج لآلام أسفل الظهر يجب ان يتم التشخيص وذلك عن طريق أخذ التاريخ المرضي والكشف السريري وقد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات المخبرية والشعاعية والكهربائية وذلك للحصول على تشخيص دقيق للحالة.. وقد تقدمت هذه الفحوصات بشكل كبير في الفترة الأخيرة مما يساعد الطبيب على التشخيص وبالتالي العلاج، ويمكن العلاج الصحيح لآلام أسفل الظهر في التشخيص الصحيح ويكون العلاج غالباً علاجاً تحفظياً وهو العلاج بدون تدخل جراحي.. ولكن هناك حالات لا تتجاوز مع العلاج التحفظي خاصة إذا صاحبت الحالة أعراض عصبية وهنا يكون الاحتياج للتدخل الجراحي، وهناك العديد من الخيارات
الجراحية اعتماداً على التشخيص وحالة المريض ومنها: إزالة القرص (الغضروف) لإزالة الضغط من العصب، رفع الضغط عن الأعصاب باستئصال الأجزاء الضاغطة، توسيع القناة العصبية التي تجري لتمديد الفتحة التي يمر خلالها العصب، دمج الفقرات وتثبيتها بأدوات معينة ومختلفة.
* تشوهات العمود الفقري :
تحدث في العمود الفقري قد تكون منذ الولادة إلا أن أعراضها لا تظهر إلا بعد نمو الجسم، وان كان أكثر الحالات تعاني من آلام الظهر نتيجة التغيرات التي تحدث مع تقدم العمر أو نتيجة الإصابات، ويعتمد تشخيص آلام الظهر على فحص دقيق إضافة للفحص الشعاعي لنعرف ما إذا كانت هناك إصابة للعظم أو أن الألم يعود إلى شد بالعضلات أو الأربطة أو تمزق بها أو وجود نتوء في الغضاريف الموجودة بين الفقرات حيث يضغط هذا النتوء على الأعصاب الخارجة من النخاع الشوكي، أما العلاج فان علاج مثل هذه الحالات في أول الإصابة من الأهمية بمكان حتى لا تحدث
مضاعفات يكون من الصعب علاجها، وفي الحالات الشديدة التي لا تستجيب إلى علاج دوائي أو الراحة فيجب استشارة الطبيب المعالج.
* العلاج :
- معالجة آلام العمود الفقري لا تكون بالجراحة في كل الأحيان بل هنالك العلاج الطبي والعلاج الطبيعي وآخرها العلاج الجراحي إذا وجد مريض يحتاج إلى جراحة ولم يستجب للعلاجات الأخرى.
في الوقت الحاضر بدأت تنتشر بصوره اكبر المعالجه في إزالة الغظروف بواسطة الليزر أو الموجات المترددة ...
دمتم بصحة وعافية ،،،
ولكم التحيــــــــــــــــــــــة ...
المفضلات