[align=center]
مقدمه ..
من كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن , وفي روايةٍ للكلبي " أن حرب بن أُمية ( والذي أخذت عنه قريشٍ الكِتابةَ ) , وفيها يقول عوانة " أول من كتب بخطنا هذا وهو الجزم , مرامر بن مره وأسلم بن سدره وكذا عامرة بن جدره , وهم من عرب طيء , تعلموه من كاتب الوحي لسيدنا هود عليه السلام ( الخلجان بن الموهم ) ثم علموه أهل الأنبار , ومنهم انتشرت الكتابة في العراق والحيرة وغيرهما ( إلى أن وصلت قريش )
فهؤلاء هم أهل الأنبار , قد حق لهم الفخر في نشرهم الكتابة , وحق لهم الآن أن يفخروا في نشرهم الروع والجزع في قلوب المحتل لبلادهم ..
قيل بأن خميس ( يُقبل التصحيح في الاسم ) بن ضاري يرحمهما الله , حينما أطلق النار من نافذة الخان " خان النقطه " المقابل لمركز الشرطه , والذي كان يقف أمامه أبيه ضاري وبجانبه يقف الكولونيل لجمان المسؤول البريطاني السياسي لبادية الأنبار , وهو مزهوٍ بعظمته حينها وبسطوته ، وقبل أن يُجهز عليه بطل الثوره ضاري , إستند جيلمان بيده على جدار المركز وهي ملطخةٌ بدماءه , فكانت تلك البصمه تُجدد بالصبغة الحمراء , كلما أثرت عليها عوامل التعرية والقِدم .. حتى تكون شعاراً لكل أبيٍ وشجاع يرى في نفسه الشكيمةَ والبطوله , ويرى طريق ضاري المحمود شيخ زوبع يومذاك , خير الطريق ونِعم المنهج .
من أهازيج العراق الثوريه ..
[align=center]عاينوله للكاتل لجمن
هز لندن ضاري وبكاها
منصورة يا ثورة ضاري
ساعة ومضمومة يا لندن
الدنيا غدارة يا ابن العم
نام هنيه يا كاتل لجمن
يا شيخ اتهنه بها النومة[/align]
في موقع الإتجاه الآخر , كان لإباء الزوبعي رداً على رشيد الخيون الكاتب الكاذب , وهو كاذبٌ بسبب نقصٍ في تكوينه كماده وكمعنى لهذه الماده :-
" أتساءل منذ حصول الاتفاق بين اهالي الفلوجة وقوات الاحتلال عن اسباب الحقد الذي لمسناه من البعض على أهالي الفلوجة الابطال وعجبت كثيراً من الخيون الذي حاول في مقالته المنشورة في جريدتكم الغراء العدد 174 النيل من الرموز الوطنية العراقية فبالرغم من ان ما ورد بالمقال لا يستحق الرد لكون العراقيين يعرفون من هو الشيخ ضاري وما هو دوره في ثورة العشرين ولا يغير من الحقيقة شيئاً ما ذهب اليه الكاتب المأجور الذي أقر في نفس المقال بأن الحكومة البريطانية لم تشمل الشيخ ضاري بقرار العفو الصادر عام 1921 ورصدت جائزة مغرية لمن يلقي القبض عليه فلو لم يكن قد هز لندن لما اهتمت الحكومة البريطانية بالقبض عليه . ولو لم يكن حفيد الشيخ حارث من الأهمية بمكان لما حاول الكاتب الحاقد النيل منه اما الحقد الذي لمسناه من الكاتب وامثاله على أهالي الفلوجة فاعتقد بان سببه الرئيس هو لانهم ابطال ليس الا "
[align=center]نعـــم .. لأنهم أبطال أشاوس ..[/align]
[glow=FF0000][align=center]اسطورة المقاومه في العراق ( القصه ) [/align][/glow]
زار الفلوجه رمز المقاومه في الحادي والعشرين من يوليو 2003 , ليُكمل كتابه " قصة سقوط بغداد " , إلا أنه وجد المدينة وقد إرتدت ثياب الحداد وقد كان الحُزن يُخيمُ على أهلها , وحينما تسائل عن السبب , قيل له إن أبا سُميةَ قد استشهد في الأمس , بسبب انفجار لُغمٍ كان يعده لقافلةٍ أميركيه !
فقال لهم , ومن هو ..
[glow=009900]ابو سُميه ؟![/glow]
وهُنا القصة , ولكن بعد أن نرفع التعازي إلى إبنة الشهيد نور الدين الزوبعي , بل وحفيدة الشهداء , وأن نسأل الله لأبيها حياةَ النعيم والخلود في جناتٍ عدنٍ تجري من تحتها الأنهار ..
بدأت القصة في يوم 27 مايو 2003 , بعملية نقل للسلاح والعِتاد من الفلوجه إلى الرمادي , وقد كان الشهيد بإذنه تعالى نور الدين الزوبعي , يرافقه ثلاثةً من المجاهدين في سيارةٍ لهم , وقبل أن يُبادروا بهذه العملية , أرسلوا دوريةً لهم لتتفحص الطريق قبل أن يسلكوه , ولما وجدوه آمناً , حملوا العتاد وقاد السيارة نور الدين , لكن وعند عبورهم للجسر متجهين للرمادي , فوجئوا بدوريةٍ أميركيه تضمُ سيارتين وثلاثةَ عشر جندياً , حيث كانت تقف أسفل الجِسر , بمكانٍ لم يكن يسمح لهم بالتراجع , إذ إن فعلوا , فستطلق الدورية عليهم النار , فأخذو طريق المواجهه مهما كانت النتائج , وفي تقدمهم صوب الدوريه التي كانت تُفتش السيارات القادمه , أمر أبا سمية رفاقه بأن يكونوا في موضع الأُهبة والإستعداد ..
وعندما وقف هؤلاء الأشاوس بسيارتهم , أحاط بهم سبعةً من الجنود من كلا الجانبين , فأمر أحدهم من هؤلاء الإخوةِ أن يخرجوا من السيارةِ رافعين أيديهم , وقد كانت تلك هي لحظة البدء والإنطلاق , لملحمةٍ قل أن نسمع بها في وقتنا الحاضر , فأطلق الجميع نيران رشاشاتهم على الجنود الأميركيين , الذين فتحوا بدورهم نيران أسلحتهم صوب السيارة , وقد ساد عليهم الإرتباك مع أنهم مُدربين وذو جاهزيةٍ خارقه كما صوروها لنا في أفلامهم , لكنها أفلام وهمٍ وخيال , يُظهرها لنا على صورتها الحقيقية أشاوس العراق وأُسودهم ..
تمترس كل طرفٍ في جانب واشتد وطيس المعركة , مما جعل الأميركان يستمدون المدد من دورياتٍ أُخرى مجاوره ..
استشهد رفقاء نور الزوبعي , واستطاع واحدٌ منهم أن ينسحب مع نهاية المعركه .. أما بطلنا ..
فقد اختفى بين أشجار النخيل المُحيطة والتي تملأ المكان , أما الأميركان فقد اعتقدوا بأن المعركةَ قد انتهت , فجاءة طائرة مروحيه لنقل الجرحى .. الجرحى فقط ؟!
والقتلى أيضاً , لكن نور أو نور الدين زنكي , كان مستعداً لها بسلاح الآر بي جي , حيث أُعلن في تاريخ 27 يوليو 2003 , سقوط طائره مروحيه وقد قُتل من فيها , ثم انسحب البطل وهو يجر قدمه التي كانت تنزف بشده , ليصل إلى بيت أحد الفلاحين , الذي رفض استقباله أولاً , لولا أن أشهر نور سلاحه الرشاش بوجهه , ولما أُدخل البيت , فقد وعيه من شدة التعب والأعياء وأيضاً بسبب الدماء الزكية التي نزفت منه ...
فذهب أهل البيت إلى القوات الأميركية وأبلغوها الخبر ( ولا يلزم أن تكون مدينة الجهاد خاويةً من الأنذالِ والخونة ) فألقوا القبض عليه , ونقلوه تحت حراسةٍ مشدده إلى أقرب مشفى " المستشفى الأُردني الميداني " حيث حظي نورنا ونور الجهاد , بالحفاوة مِن قِبل الأطباء الأُردنيين , حيث لم يستطيعوا أن يكتموا إعجابهم ببطولات هذا البطل , حتى أن احد الأطباء قد احتضنه بشده وأخذ يُثني عليه وعلى ما قام به , وكل ذلك أمام أمام القوات الأميركيه , مما جعلها في غضبٍ من تصرفه , حتى وقع تلاسن بين الطبيبِ وقوات الإحتلال , مِما أقلق القوات الغازيه من بقاء نور الدين في المشفى , فنقلوه الحمقى إلى مستشفى الفلوجه العام ..
ولم يهن نورنا على رجاله في أن يبقى بين أيديهم , فعملوا على التخطيط للوصول إلى الطريقة الناجعه لتخليصه , فقاموا بدراسة الموقع , وحجم القوات المرابطه , وطبيعتها , وكيفية التعامل معها في حال الإشتباك , وكذلك مواعيد الأطباء وأيضاً المواقيت التي يرون فيها الخفارات في وضعٍ متراخٍ ومتهاون ...
تحت جُنح الليلِ , قامت مجموعةٌ من المقاومين بالتسلل إلى المشفى , وقاموا بتقييد العاملين العراقيين داخله , ثم حملوا رفيق دربهم في قِصةٍ بطوليه وشبه اسطوريه , وقد لا يُصدقها من قعد بين أحضان الإحتلال مترنماً وطربانا ..
مما أذهل القوات الأميركيه , ففتحوا تحقيقاً إعتقلوا فيه أحد الضباط العراقيين المسئولين عن المشفى , لكن نور الدين كان يكمل علاجه في هذا الوقت عند أحد الأطباء العراقيين من الغيورين ...
أترون نور الدين قد إكتفى بما قدم من عملياتٍ خاطفه ودقيقه قد أربكت المحتل ؟!
لم يكن ذلك .. فتاريخ الأبطال يريد نهايةً يُسجلها , تكون كالبداية تماماً أو أشد منها ..
وهو لم يزل لا يستطيع الحركة بشكلٍ طبيعي ورغم نصيحة طبيبه له بعدم الحركة واللجوء إلى الراحه , إستأنف بطلنا مقاومته للإحتلال , وذلك بعملياتٍ نوعيةٍ جديده , مما أدى إلى اشتعالِ المقاومه في الرمادي والفلوجه , والذي جعل من وسائل الأعلام العالميه بأن تفتح مكاتباً لها هناك ...
قبل ذلك وفي العاشر من يوليو , قام بطلنا ( عفواً ) بطل الأُمه .. ( بل عُذراً ) .. بطل التاريخ الذي إنتقاه مع أبطال العُرب والإسلام , ليكون بجانب من سبقوه , ورمزاً لمن انتهجوا نهجه , وشعاراً للاحقين به .. ( أعود ) .. قام بطل التاريخ والأُمه , بتفجير مركز الشرطه في الفلوجه , والذي كان مقراً للقوات الأميركية , مما دفع بهم إلى إعلان اليوم الذي يلي يوم التفجير , موعداً للإنسحاب من الفلوجه إلى خارجها ( عشرون قتيلاً أميركياً ) ..
كان نور التاريخ ومجده , يتحرك بضرباته الموجعه في دائرةٍ قُطرها 300 كيلو متراً , وكان يتَّبع طُرق المباغتة والتحرك السريع مما صعُب على أعداءه أن يصلوا إليــــــــــه ..
نهاية بطل .. إلا من التاريخ , الذي أوسع له باباً كان قد زُخرف بماء الذهب ..
في يوم الأحد 20 يوليو 2003 , تناقلت وكالات الأنباء والصحافة العاليمه , نبأ انفجار سيارةٍ ملغومه في مدينةِ هيت , ومقتل من فيها !! قيل قد قُتل من فيها !! هكذا .. ولم يعلموا بأن الذي قُتل فيها هو البطل المقاوم " نور الدين الزوبعي "
حيث كان قد فخخ السيارة وأعدها لتنفجر في رتلٍ أميركي كان يترقبه , لكن الله قدر أن يكون هناك خطأٌ يقع في هذه العملية .. ليرى الجنود الأميركيون , كيف يموت أمامهم من أوقع الخوف والهربة والجزع في قلوبهم .. وهم يرونه كانت قلوبهم أيضاً في أوج فزعها وخوفها وتأملها ليومٍ يعودون فيه إلى مواخير أميركا بحثاً عن أُمهاتهم .
[align=center]استشهد نور الدين , والشهيد في سبيل الدين , بعد أن أدرج الفلوجه والرمادي في قواميس التلفزه العالميه ..
استشهد نور الدين , الذي أجبر الأميركان على الخروج من الفلوجه ..
استشهد الذي كانت قصة إصابته وقصة هروبه عجيبةٌ لوحدها ..
استشهد صاحب الأساطير المشرفه لكل عراقي وكل عربي وكل مسلم وكل من يبتغي الخلاص من الإحتلال ..[/align]
نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو ر الدين
لم يكن مهندساً أو طبيباً أو كان مِن من يُشار له بالبنان , كان عاملاً بسيطاً في السادسةِ والعشرين من عمره , ويعول ثلاثةَ عشر فرداً , ومن أُسرةٍ بدا من المنزل الذي كانوا يستقبلون أهله العزاء فيه , وصراخ سميةَ الرضيعة تدوي بين أركانه وزواياه , بحثاً عن أبيها .. أنها أُسرةٌ فقيره إلا من العِفة والكرامه ..
رحــــــــــــــــــمك الله أيها البطل ..
القِصة الحقيقه مأخوذةٌ من كتاب أحمد منصور ليكون هو أيضاً شاهداً على العصر , وقد كان مني أن صِغتها على غير ما أوردها قليلاً , بصورةٍ لا تمس حقيقتها ولا مضمونها ..
زار احمد جميع الأماكن التي وقف عليها نور الدين , المشفى ومركز الشرطه والجسر وقابل الشهود من المواطنين والأطباء وأهل الفقيد ..
فجزاه الله خيراً على مجهوده المبارك ..[/align]
المفضلات