[frame="7 80"][align=center]حسبنا الله ونعم الوكيل !!
قد لا تتصور إحدى الفتيات وهي تنزلق في مزالق المعاكسات مع الشباب العابث
ما قد يصل إليه أمرها من
السوء والخطر الجسيم، حيث تجد نفسها يوماً من الأيام في مأزق عظيم لا مفرّ منه ولا مناص.
ولو أنها تصوّرتَ ونظرت إلى هذه الخطوة الجريئة من جميع جوانبها لما أقدمت عليها…
لأن العلاقات المحرّمة المسمّاة زوراً وبهتاناً بــ ( الحبّ) المصير والمآل الذي تؤل إليه معروف…
فإما فضيحة وخزي وعار يلحق بهذه الفتاة وأهلها، وقد يصل الحال إلى أن يقوم أهلها بقتلها.
وهذا حدث وليس بدعاً من القول…
وإما أن يصرف عنها المعاكس نظره، لأنه إذا حصل على مطلوبه فإنه ليس بحاجة إلى أن يتزوج
امرأة ( خائنة) …، خانت نفسها ومن ثم أهلها وثقتهم بها.. ولو حدث وتزوجها فإنه مع ذلك لا يحس بطمأنينة
معها، لأنه غالباً ما يعيش خائفاً أن تكرر ذلك الفعل مع غيره..
كما قال القائل:
من أطلعوه على سـرّ فبـــاح به
لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا
ولكن يجب أن تعرف الفتاة المعاكسة.. أن الأصل فيها أنها مرحلة عبور، ووسيلة لقضاء وقت
الفراغ.. فلا تطمع بأكثر من هذا.
ولو تصوّرت نفسها بغير هذه المنزلة فهي ( مخطئة) .. وهذا قول الشباب أنفسهم
الذين مرّوا بهذه التجربة.
والحقيقة أن هناك أمرا يفعله بعض الشباب المعاكس، الذين لا يرجون الله واليوم الآخر، وتغفل عنه
الفتيات الساذجات، لأنهن لا يحطن علماً بما يراد بهن، ولا يعلمن بما وصل إليه هؤلاء الشباب من
المكر والكيد والخديعة. وهذا الأمر الخطير هو:
أن بعض الشباب، وأثناء مكالمة هاتفية مع ( صديقة الغفلة ) يقوم بتسجيل شريط كاسيت بما يدور
بينهما من الحديث الغرامي والكلام الفاحش، بل وأحيانا يكون الكلام من أشنع الكلام أقبحه ، وخالياً
من الحياء والعفّة، ثم يحتفظ هذا ( الوغد) بذلك الشرط معه.
فإذا فكّرت هذه الفتاة أن تُنهي علاقتها معه، وأخبرته بذلك، أظهر ذلك الشريط وهددها به !!
وهنا تنقلب حياتها رأساً على عقب، وتصطدم بجدار الحقيقة، وتصحو من سباتها العميق، ويحيط بها
الخوف والحزن من كل جانب، وتعضّ أصابع الندم على قبيح فعلتها، ولكن حين لا ينفع الندم، فتعيش
صراعاً مريراً، وهي لا تعرف كيف الخلاص ؟ .
فإذا أرادت الزواج هدّدها بالشريط: ( إن تزوجت أخبرت زوجك بالشريط).
والأدهى من ذلك إن كانت متزوجة.. فما إن تفكّر بإنهاء علاقتها معه، إلاّ هدّدها بأن يفضح أمرها،
أو
أن تبقى صديقة له لتلبّي غرائزه البهيمية !! .
وإذا أرادت التوبة، وترك هذا الطريق الموحش، والرجوع إلى الله، والاستغفار عمًا كان منها…
هددها بالشريط..
حتى إنه ليقف حائلاً بينها وبين التوبة، فتتعالى منها الصرخات المدوّية من أعماقها…
(… نعم ، أنا أذنبت، ولكن لماذا تقف بيني وبين التوبة؟ …)….
وَتَمُرُّ هذه الصرخات على مسامعه وكأنه لا يسمع شيئاً :
( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلاّ كالأنعام بل هم أضل سبيلاً).
ولعلها في ساعة يأس وضعف إيمان، وملل من حياة الهمّ والخوف والحزن من أي حركة تدور
بجانبها، لا تجد حلاً إلا أن تتخلص من حياتها، فتُقدم على قتل نفسها، لترتاح من هذا الجحيم الذي لم
تطقه !! .
وهذا ليس حلاً، بل إنه لا يزيد الأمر إلا سوءاً وتعقيداً.
وقد توعّد الله جل وعلا فاعله بالعذاب الشديد، والخلود في النار، كما جاء على لسان نبيه :-
( من قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يتوجّأُ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومن
شرب سُماً فقتل نفسه، فهو يتحسّاه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً أبداً ، ومن تردّى من جبل فقتل
نفسه، فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ).
فتأمل جيداً ما يمكن أن تتسبب به مكالمة تلفونية، هي في نظر كثير من الناس- وبالأخص الفتيات-
شيء تافه، ووسيلة لقضاء وقت الفراغ. وانظر إلى ما قد يتسبب به ذلك المعاكس إذا ما هو أوصد
جميع الأبواب في وجه تلك الغافلة، حتى كان سبباً في قتلها نفسها.
و… ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
.. نعم ، هي أخطأت وارتكبت فعلاً فاحشاً، ومعصيةً عظيمة، ووثقت بمن هو ليس أهلاً للثقة،
وهذا هو جزاء من عصى الله تعالى … ولكن هل يعني ذلك أن يقف هذا المعاكس عثرة في طريقها،
ويغلق في وجهها أبواب التوبة والندم؟
ثم لتفكّر هذه المرأة.. هل ستبقى أسيرة لهذا الشريط طوال حياتها، وتستجيب لنزوات هذا الفاجر،
كلما اشهر سلاحه في وجهها وهددها به.. أو ما ذا تفعل ؟!.
يجب أن تعرف تلك المرأة التي وقعت في ذلك المأزق العظيم، أن الذي يلزمها فعله بادئ بدء هو:
التوبة إلى الله تعالى والإنابة إليه ، وان تعرف أن هذه الخطيئة لا تكون حائلاً بينها وبين التوبة.
فإن كثيراً من الناس من كان لهم ماضٍ تعيس، مليء بالمعاصي والآثام، فرجعوا إلى ربهم وأنابوا
إليه، ولم يحجبهم ذلك الماضي عن التوبة...
ثم لعل الله جل وعلا إن علم منها إخلاصاً وصدقاً في التوبة أن يخلّصها من مشاعر الخوف والقلق
الذي تعيش فيه، ويسهّل لها طريق الخلاص من ذلك الفاجر، كما قال - تعالى- :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا . ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه
إن الله بالغ أمره قد جعل لكل شيء قدراً ).
فلعل الله أن يُلقي في قلبه الخوف والرعب، أو يهدي قلبه فيُتلف ذلك الشريط الذي يهدّدها به
او
يقصف عمره بحادث او غيره.
وأما إن رأت استمرار ذلك ( المجرم الأثيم) بتهديدها، فعليها أن تلجأ إلى شخص تثق به، وتصارحه –
بالأسلوب الحكيم- بمعاناتها.. ولكن يجب أن تتوخّى الحذر في اختيار الشخص القريب لها ذي الرحم
المحرم الذي ستعطيه ذلك السِّر، وان يكون ذا شهامة، متحلّياً بالحلم والحكمة، يستر وينصح، ولا
يُشَهِّر ويفضح، وأن تكون خشية وقوع المفسدة بعيدة.. وإلا فلا داعي لهذه النقطة، خوفاً من أنها
تفسد أكثر مما تصلح.
ولتعلم أنها مهما ضاقت عليها السُّبل، وأُغلقت في وجهها الأبواب، فإن هناك باباً لا يُغلق أبداً، وهو
باب الله سبحانه تعالى.. فعليها بصدق اللجوء إلى الله، والبكاء بين يديه، فهو سبحانه القادر على
تذليل الصعاب، وإزالة العقبات.. وعليها بالدعاء في جوف الليل إذا نام النائمون وغفل الغافلون
فإنه سلاح لا يخطئ.. قال النبي ينزل ربنا وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل
الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ، ومن يسألني فأعطيه؟ ، ومن يستغفرني فأغفر له؟ )
أتهزأ بالدعــاء وتـزدريــه
وما تدري بـما فعل الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكـن
لها أمـد وللأمـد انقضـــاء
حسبنا الله ونعم الوكيل
ومن نقل داه برداه جعل ربنا ما يقاه
وبعدين وين يروح من الجزاء والي هو من جنس العمل ،،
ومثل ما يحرق قلوب بتكثر عليه حروب ،،
(( إهداء إلى كل شاب له ناب ))
ســـــارا الـريــاض [/align][/frame]
المفضلات