بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد :
في مخيلة الزوج صورة مثالية لزوجته ..
انه يحلم بإمرأة يجد في عينيها الحنان ،،
وبين يديها الراحة والإطمئنان ،،
وفي قلبها الحب والآمان..
فهل ترغب المرأة في أن تجعل حلم زوجها حقيقة !!؟؟
إذا أرادت ذلك ،،
فعليها أن تقترب من وجدانه ، وتتعايش مع أحلامه ،
لتعرف تصوراته وآراؤه وتتآلف مع افكاره ..
وهذه بعض ملامح الزوجة التي تسكن فؤاد زوجها ؛
إن هي تجنبت ثلاث صور لا يحبها الزوج ...
الصورة الأولى: الأسرار الزوجية ..
نجد بعض النساء إذا حلت بهن مشكلة قمن بإذاعتها ونشرها بين
الأهل والأصدقاء بحجة المشورة أو الفضفضة عن النفس ،
ويقمن أثناء السرد بإخراج ما في جعبتهن من مساوئ الزوج ـ مع إخفاء المحاسن ـ
فترتسم في الأذهان صورة مشوهة لذلك الزوج المسكين ،
مما يؤدي إلى نفور الأهل والأصدقاء منه . وقد تعود المياه إلى مجاريها بين الزوجين
ولكن الصورة السيئة لذلك الزوج تظل في الأذهان..
كما أن كثرة الإستشارات والآراء في المشكلة قد تؤدي إلى تعقيدها .
لان كل من يدلي برأيه يكون بعيدا عن العواطف التي تربط الزوجين ،
كما أنها قد تؤدي إلى التندر بالمشتكية ، وإتخاذها وحياتها الأسرية
مصدرا للتفكّه ، مع لومها في غيبتها على إذاعتها لأسرارها .
ومن النساء من تصب كل صغيرة وكبيرة في إذن أمها ، حتى تصبح
الابنة آلة توجه برادار الأم ، فكأن الحياة حياة أمها وليست حياتها الخاصة ،
وقد فات الزوجة أن الرجل يريد أن يتعايش مع زوجته وان يتعامل مع عقليتها
لا مع عقلية أمها ، وهذا من أقوى الأسباب التي تدفع الزوج إلى الهروب من البيت.
فالزوجة العاقلة ؛ هي التي تحفظ أسرار بيتها ، وتقوم بحلها بينها وبين زوجها .
ولكن إذا تأزمت الحال ، ونفدت كل الخطط ، لها أن تلجأ الى من يوثق بدينها
وخلقها وأمانتها فتستشيرها .
ومن المستحسن أن تعرض المشكلة على أنها لشخص "ما" دون البوح بخصوصيتها ..
الصورة الثانية: النزف المادي ..
يكد الزوج ويتعب لجمع قوت العيال ، وتأتي الزوجة في خفة ودلال
لتضيع في ساعة ما جمعه الزوج في سنة . فزوجته قد رأت مفرش طاولة عند أختها
يساوي مرتب شهر ، والأطفال قد امتلأت خزائن ملابسهم بجميع الماركات العالمية ،
وهناك موديلات جديدة قد خطفت بصرها ، هذا كله والزوج المسكين ينظر إلى ماله
الذي قد تعب وسهر في جمعه يتسرب من بين يديه ليصب في جيب غيره وهو
لا يستطيع أن ينطق بحرف إعتراض |509|فهو إن إعترض أغرقته دموع زوجته ونكدها ،
وان أبدى وجهة نظر ، إنطلق لسان زوجته ليُسقط كل رأي ،
وليت هذا كله قد اسكن نفسها ومالت إلى زوجها بكلمة شكر ،
ولكن عدم القناعة وشراهة الإقتناء لكل ماهو جديد ؛ زرعت في داخلها القلق .
فهي دوما عابسة ساخطة على مستواها المعيشي .
والتربية المحمدية تأبى أن تكون المرأة بهذه الصورة السيئة ، فهذّبت طباعها
وصقلت أخلاقها ، فقال صلى الله عليه وسلم حين سئل أي النساء خير
قال : (( التي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر )) ولا تخالفه في نفسها ولا في ماله بما يكره ..
الصورة الثالثة:الغيرة الحمقاء ..
الغيرة في الحياة الزوجية أمر مطلوب من كلا الطرفين ، فهي دليل
على الحب ، وتشعر الطرف الأخر بمكانته ، مما يثري العلاقة الزوجية وينميها ،
هذا إذا كانت الغيرة تسير في مسارها الطبيعي . أما إذا تعدته إلى تكبيل الطرف
الآخر بالقيود ، والحد من التصرفات الشخصية ، والسؤال عن كل كبيرة وصغيرة ،
وأخيرا الوصول إلى مرحلة الشك التي تدفع صاحبها إلى تتبع العورات
فيتحرك الخيال المريض ويمد صاحبه بصورة وهمية ليس لها أساس في الواقع ،
فهي غيرة حمقاء ومذمومة .
وكثيرا ما تقع الزوجة نتيجة عاطفتها الفياضة في شباك مرض الغيرة ، فما أن
تنبس شفاه زوجها بإسم امرأة في موضوع عارض ؛ إلا ويصور لها خيالها أن
بين صاحبة الاسم وزوجها علاقة !! وتبدأ في تصيد حركاته ، وسكناته ،
والاتهامات الصريحة لزوجها وعفته . وأمام هذه الغيرة يشعر الزوج انه سجين
محاصر ، فيحاول الهروب من هذا الجحيم ، وبهذا تكون الزوجة قد هدمت بيتها
وحرمت نفسها السعادة التي تصبو إليها .
وتعتقد المرأة التي تتصيد خطوات زوجها ؛ أن الفضل في ذلك يعود إلى ذكائها
وهي لا تدري بان ذكائها هو أول ما يذهب عنها إذا اشتدت غيرتها ..
فالمرجو من الأخوات العزيزات اخذ الحيطة والحذر من فرط ذكائهن|14|!! لأنه سيؤدي
بهن الى الهاوية|86|
تمنيـــــــــــــاتـــي للجميـــــــــع بحياة زوجيــــة سعيــــــــــدة ..
|89|
المفضلات