[align=justify]هو ردٌ على سؤالٍ كانت منذ مدة قد طرحته قناة الجزيرة على الفضائية يلح عليّ ولم يتسنى لي أو أتمكن من التقاط خط الهاتف حينها لأدلو به للدكتور فيصل !! وهو مذا فعلت القبائل وما هو دورها الوطني إزاء الإحتلال الإستعماري في بلادٍ هي أوطانها وكأنه يريد أن يحجب نور الشمس عن الحقيقة بكفه الصغير !!!! طبعاً وبالتأكيد لم يقصِّر الشيخ حميدي دهام الهادي الجربا في الرد عليه فأعقب مؤكداً على ما ذكره الشيخ حميدي الدهام وفضيفاً رايي المتواضع والمختصر بالآتي :
أيها القارىء الكريم و الى كل من يهمه التاريخ الحقيقي أقول إن هناك مؤامرة خطيرة دنيئة وخطط منظمة من كثيرٍ من الحكومات هدفها تفتيت القبائل الكبيرة بل حتى الأسر التي يزيد عدد أفرادها عن رقمٍ محدد متفق عليه !!! بأسلوب تعدِّد لقب القبيلة الواحدة وتشكيله بإسم الجد الثاني أو الثالث ليكون أولاد العم وأحياناً الأخوة الأشقاء كل منهم بكنية مختلفة وشهرة مغايرة عن ما عند الآخرين !! ثم ليأتي بعد ذلك هضم حقوق تلك القبائل وعدم إعطائها نصيبها بالمجتمعات من مواقف بطولية وجرأة وطنية فاقت بها كل شرايح تلك المجتمعات !! كما هذا الطمس للتاريخ وراءه العلمانية التي لايناسبها التجمعات القبيلية لما لها من مردود سلبي قد يكون على كراسي سيّاسها وحكامها ؛ وأنا بدوري أقول للجزيرة ان معظم الثورات الشعبية والتي طردت بالأمس الإستعمار عن بلاد العرب والمسلمين كانت بجهاد القبائل وبسالة شبابها وشيبها ففي العراق الحبيب وأيام اإستعمار البريطاني لم يقف في طريق خططهم التوسعية الاّ القبائل وعلى رأس تلك القبائل كانت شمَّر بكل بطونها وأفرادها ؛ و للجربا تحديداً دورٌ كبير في دحر اإحتلال الإنجليزي وطرده الى حيث منه أتى !! أو تنكر ذلك يا دكتور أو هل أحدٌ من الشعب العراقي بكل طوائفه وأعراقه وقبائله ينفي ذلك !!؟؟ وفي سوريا ولبنان وتحديداً في مدينة تلكلخ قلعة الضياغم من عبدة شمر وهم الدنادشة ( اخوات زرقا ) كانت الثورة الأولى والشعلة التي أشعلت فتيل الثورات الأخرى التي تصدت للجيوش الفرنسية بالأخ وأخيه وعمٍ وخال حتى وصل العلم لباريس وكان الملك فيصل يفاوض الحكومة عسى الحرب تنجال عن ديرة الشام وهو في حالة إحباطٍ شديد من مواقف الكتل و الأحزاب السياسية وقتذاك وميوعتها في اتخاذ قرار صارم واضحٍ من الوجود الصليبي المحتل علىأرض الشام و ما بلغه ذاك العلم أن الدنادشة تصدوا للجيش الفرنسي وأحرقوا علمهم بعد أن أنزلوه عن سراي تلكلخ ثم رفعوا العلم العربي وهم معهم بين كر وفر والقتال دائر !! ويرى بعينيه إرباك المسؤولين بالحكومة وكبار الضباط وهو عندهم بباريس إثر الأخبار التي تلقتها الحكومة عن ثورة الدنادشة الضياغم من شمر لجيوشهم في أرض الشام حتى انتفض الشريف منتخياً منتشياً رافعاً رأسه مشرئباً قائلاً ( وعز الله يا الدنادشة بارودكم طب خشومهم إلين فرنسا ) . فيقولها الشريف وكأنه يريد بها أن يحط على عين تلك الأحزاب المرتزقة المأجورة للغير بولائها !! وكيف ننسى موقف الشيخ دهام وأبيه الهادي في الجزيرة بسوريا لما عرضت عليهم فرنسا أن تكون لهم مملكة هم ملوكها بشرط أن يتعاونوا معها على العرب كونهم شيوخ شمر ولهم سطوتهم ونفوذهم قي المنطقة كلها كما لهم تأثيرهم على سائر القبائل ! فأبى الأبطال بكل أنفة وما ساوموا وما نافقوا وما لانوا على حساب وطنيتهم النابعة من أخلاق القبيلة والفطرة اإسلامية السليمة .
إعلم أخي الحبيب وليعلم الناس أن الأحزاب السياسية في بلاد المسلمين وقد غزا الغرب بها بلادنا بعد القضاء على الخلافة الإسلامية ما أتت إلاّ بالذل والعار لهذه الأمة وبالإنهزامية المعنوية والحسية على أرض الواقع وكانت تستغل الفطرة السليمة والحمية والشجاعة عند جموع القبائل العربية من شعوبها لتحقيق بطولات تنسبها لنفسها وقامت ونمت وذاع صيتها بهذه الأساليب الملتوية والحيل المدروسة عن سابق تصميم وتخطيط ! والحديث عن هذا الموضوع طويل وطويل جداً وأنا لا أريد الاّ أن أقول لكل القبائل لعربية اتحدوا وتعاونوا على البر والتقوى وعودوا إلى دينكم فهو سبب عزكم وأنتم بسلمكم والإسلام كل شيىء وبدون الإسلام يضيع سلمكم وتصبحون بين الأمم لاشيء .
وبالمناسبة أحب أن أنقل بعضاً من التاريخ بأبياتٍ من الشعر الشعبي أرجو أن تفي بالغرض أو بشيءٍ منه :[/align]
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=3 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
ولا فخرٍ أنا أخو زرقا خوالي من عمام
والساس من شمَّر والحمولة ضيغمية
دندشي وعزَّنا من أجا حتى نقرة الشام
لطّامة العدى وسلومنا حاتمية
نكرم الضيف ودخيلنا أبد ما انضام
نعطيه الصدر نسترخص الغالي له فديّة
وإن تبي زودٍ عن تاريخنا وتكشف لثام
حنّا من تحلّى بالروح التحرّريّة
تلكلخ عرين النشامى والدندشي الهمام
وهي أول من تصدّى للجيوش الفرنسية
وأبو ذباح قايدها الصقر الحرّْ القطام
ثورْةً أشعلت فتيل الثورات الوطنية
ثورة سلطان وعظِم مع هنانو العظام
وخْتامها الثورة الكبرى العربيّة
ليولّي الغاصب عقبها بذل وإنهزام
وترجع كرامة العرب إلى فوق الثريّة
ثورة الدندشي المخفيّة بوسايل الإعلام
يا ما قدَّمت من عطايا وصدقْ رْجالٍ أبية
وتفاني ووفا وكانت للجهاد السنام
جبان اللّي مايطريها بأشرف ثورةٍ سورية [/poem]
[align=center]أيمن نواف الدندشي[/align][/poem]
المفضلات