[align=center]
ما نراه اليوم وما نسمعه يجعلنا نقف وقفة تأمل لنستعيد بها دراسة واقعنا الثقافي والاجتماعي، والاتجاه السلوكي الذي يسير به مجتمعنا. ولربما هنالك آراء متعددة، فما تراه مجموعة معينة شيئاً خطئا، يراه آخرون عين الصواب. لكن يبقى هناك مقاييس للأشياء، وهذه المقاييس يحددها المجتمع والامتداد التاريخي والثقافي لهذا المجتمع. فإما أن يرفض وإما أن يقبل هذه الأفكار. وهذه الاحتياجات الفكرية التي تغزونا كل يوم في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ولقاءاتنا وسهراتنا وشوارعنا، جعلتنا شعباً مستهلكاً للأفكار بامتياز، نقبلها بسرعة فائقة، نرفع شعاراتها، نخاصم ونعادي من أجلها. وذلك دون إعطاء أي فرصة لذاتنا، لتحليلها وتقييمها أو لطرحها على طاولة القبول أو عدم القبول، فتتراكم المشاكل وتصبح آفاق الحوار سطحية غير نابعة من خلفية عقائدية أو ثقافية فكرية. فبقدر ما تكون الفكرة سطحية وسخيفة يكون لها رواج وانتشار سريع. لذلك نتساءل: هل أصبحت عقولنا خاضعة للأفكار السطحية والسهلة؟! هل تعودت على هذا النمط من السخف؟! أم أن المشكلة أكبر من ذلك؟!
الواقع إن شعبنا قد تجاهل النتاج الفكري والإبداعي الذي قدمه هذا المجتمع، وطمس ذكرى مئات المفكرين والمبدعين، فتناسى ما قدمه وما ضحّى به رجال المقاومة وشهدائنا الخالدون ... واستبدل ذلك الكنز "بثقافة جديدة" ثقافة البرامج واستغنى عن اللقاءات والندوات الثقافية والأمسيات الشعرية بالمسلسلات المكسيكية والأغاني الصاخبة، والمثول لساعات وساعات أمام شاشة(Computer). وإذا تساءلت: ما الذي يشغل شبابنا إلى هذا الحد؟ ترى إنها لعبة جديدة .(Game)
يا له من حدث عظيم! لعبة جديدة تدمر وتقتل وتحارب وتقسم إلى فريقين وتغذي روح العدائية. إنها لعبة (Counter Strike). ما أعظم هذه اللعبة التي تجمع الشباب وتشغلهم إلى منتصف الليل، حيث تصبح أحلامهم قتالاً بقتال. ولكن ماذا؟ إلا أنه لا يوجد ما يشغلهم، أو ما يصارعون من أجله؟! اجل، فأوضاع البلاد على ما يرام، لا مشاكل اقتصادية وسياسية، ولا صراع مع العدو. فرص العمل متوفرة، والجامعات أبوابها مفتوحة، لا تظاهرات ولا إضرابات. شأننا شأن الدول المتقدمة.
يجب أن نعلم جيداً إننا لسنا بالاتجاه الصحيح. إننا أمام صراع مع العدو، بالسلاح كما بالفكر، نحن أمام مواجهة أفكار معلبة تعليباً صهيونياً. يزرعون أفكارهم في عقولنا، ونتماشى مع هذه الأفكار باعتبارها من متطلبات العصر. كل هذا ونحن أمام واقع سياسي اتجه إلى قمة الازدراء. وإذا دخلنا في تفاصيل واقعنا السياسي وأداء المسئولين فلن ننتهي لأنه بحاجة إلى مجلدات ومجلدات تحت عناوين مختلفة، من الفضائح إلى الهدر والسرقة المنظمة والرشوة والقمع في جميع القطاعات...
ألا يجب ان نتساءل جميعنا الى اين نحن متجهين ؟؟؟!!!
تقبلوا تحياتي ..
جــواهــر
[/align]
المفضلات