[align=center]
يشير الدكتور ستيفن أيدلسون من مركز أبحاث التوحد بولاية سالم – أوريجون إلى أن إحدى الطرق المساعدة لفهم سلوك الأشخاص التوحديين هي الأخذ بالاعتبار السن العاطفي الاجتماعي ، وبالتحديد يمكننا أن نتساءل: كيف يتصرف المصابون بالتوحد في المواقف العاطفية والاجتماعية ، وعند أي سن تصبح هذه التصرفات مستقرة ومتلائمة مع المواقف ؟
إن السن الذي يستطيع فيه الشخص التفاعل اجتماعيا هو نفس السن الذي يستطيع أن يتفاعل فيه عاطفيا، لذا عندما يتحدد السن العاطفي الاجتماعي فإنه يمكننا أن نستوعب بسهولة السبب الذي يجعل الشخص يتصرف بطريقة معينة ويمكننا أن نحدد الطرق المثلى للتعامل مع هذا الشخص . بداية ربما تكون هناك صعوبة في تحديد السن العاطفي الاجتماعي للشخص ويتعين علينا بشكل أساسي أن ننظر بعين الاعتبار إلى طريقة استجابة الشخص للمواقف الاجتماعية ،على سبيل المثال: كيف يلعب ذلك الشخص مع الآخرين وكيف يستجيب الشخص للمواقف العاطفية وعلى سبيل المثال : كيف يتصرف ذلك الشخص عندما يقال له كلمة "لا" ، وعلى سبيل المثال : عند سن الثانية من التطور الاجتماعي والعاطفي فإنه يتوقع من الشخص في هذا السن أن يرفض بعض ما يطلب منه وأن يكون عنيدا وأنانيا أما الشخص الذي هو في سن الخامسة من الناحية الاجتماعية والعاطفية فإنه يكون على الأغلب مؤدبا وحسنا في تفكيره , ويمكن أن يشترك في اللعب مع أقرانه ولكنه لا يزال يفكر بشكل فردى (غير معني بالمجتمع ) وأما الشخص الذي يكون في سن الثامنة اجتماعيا وعاطفيا تتسم صفته بتقليد الأشخاص الأكبر سنا والبالغين وتطبيق الأنظمة حرفيا (وربما كان لديه صعوبة في فهم استثناءات الأنظمة ) وعلاوة على ذلك فإن الطفل في عمر الثماني سنوات يحاول بشكل نموذجي أن ينجز الأشياء المتعلقة بالدراسة0
في بعض الأحيان يكون لدى الحاصلين على الرعاية توقعات غير واقعية لتصرف شخص ما , وهذا يمكن أن يؤدى إلى الإحباط لكلا الطرفين القائم على الخدمة والشخص المصاب بالتوحد0 و ممكن أن يحدث هذا عندما تكون توقعات الحاصلين على الخدمة مبنية على المستوى الفكري للشخص وليس على المستوى الاجتماعي العاطفي0 وهذا مبني على أن في بعض الأحيان يفترض أن المستوى الفكري للشخص متطابق للمستوى الاجتماعي العاطفي0 و ليست هذه هي القضية بالضرورة0 و يمكننا إيجاد مثال في مكان عمل التوحدى البالغ الذي يمكن أن ينجز أعمالا مكتبية كحفظ المستندات بشكل جيد جدا حيث يمكن أن تطرأ عليه نوبات غضب مزاجية عند مواجهة مشاكل بسيطة وهى مشابهة في طبيعتها لسلوك الطفل في سن الخامسة ، ومصاب آخر يمكن الإشارة إليه هو طالب مدرسة ثانوية حيث يتوقع من هذا الشخص أن يتفاعل مع أقرانه بشكل طبيعي داخل الفصل الدراسي , ولكن بدلا من ذلك يبدأ الطلاب الآخرين بمضايقته وعدم التفاعل معه لأنه يتصرف كشخص أصغر سنا اجتماعيا وعاطفيا0
"د. مارغرت بومان" اكتشفت دليلا عصبيا يدعم بشكل غير مباشر العلاقة بين عمل الدماغ والسن العاطفي الاجتماعي حيث أجــــرت د. مارغرت بومان تشريحا لأدمغة الأطفال والبالغين التوحديين فوجدت بأن هناك عدم نضج متماثل في منطقة اللوزة AMYGDALA وقرين آمون HIPPOCAMPUSفي المخ وكلاهما جزءان من الجهاز الحوفي LIMBIC SYSTEM ، حيث أن منطقة اللوزة مسئولة عن عدة أوجه من سلوك الإنسان بما فيها التصرفات العاطفية والعدائية والحسية وقرين آمون مسئول عن عدة أشياء منها التعلم والذاكرة ودمج المعلومات الحسية ، ومن وجهة نظر الدكتورة "مارجريت بومان" فإن منطقي اللوزة وقرين آمون يعملان لدى الأشخاص التوحديين ولكنهما أقل تطورا ، فعلى سبيل المثال : الطفل التوحدى في سن العاشرة لديه منطقة لوزة مماثلة لشخص طبيعي في سن الثالث، وبشكل مثير للاهتمام فإن الأشخاص الذين لديهم متلازمة أسبيرجر ASPERGER لديهم خلل في منطقة اللوزة ولديهم خلل أقل أو لا يوجد لديهم خلل في قرين آمون وبمعنى آخر فإن العمل الفكري (المرتبط بقرين آمون) يوجد فيه تلف بسيط ولكن الوظيفة العاطفية المرتبطة باللوزة يوجد فيها تلف ربما تكون السبب في ردود الفعل العاطفية غير الناضجة في المواقف الاجتماعية إذا أخذنا بعين الاعتبار السن العاطفي الاجتماعي لشخص ما وليس السن الفكري ، و يمكننا أن نستوعب بشكل أسهل سبب تصرفاتهم بطريقة أو بأخرى0 بالإضافة لذلك يمكن تطوير طرق لمساعدة الأشخاص الذين لديهم خلل بين المستوى العاطفي الاجتماعي والمستوى الفكري ، وبادراك الاختلافات المحتملة فإنه يمكننا أن نعلم كيف يتصرف هؤلاء الأشخاص بشكل مناسب في المواقف الاجتماعية العاطفية المختلفة0 [/align]
المفضلات