[align=center]قرأته واختلطت مشاعري بين الفخر والاعتزاز وبين الأسى والحزن ,, الفخر لأن حفيد معشي الذيب هو نسخة طبق الأصل من جده معشي الذيب ,, فهذا الشبل من ذاك الأسد ,,
والحزن لأنه لايزال أسير زنزانته لأكثر من عشرين سنة ,, وخلالها لم يطلب من أحد شفاعة ولا وساطة ,, فهو يعلم أن الأمر كله بيد الله ثم بيد أهل القتيل ,, أترككم مع المقال المنشور في جريدة الجزيرة ,,
(( طالعتنا (الجزيرة) بعددها الصادر 11519 ليوم الاثنين الموافق 22-2-1424هـ بحوار موسع ومن
داخل قضبان سجن حائل مع السجين عبدالله فندي غازي السعيَّد أحد أحفاد معشي الذئب
والمعروفون بهذا اللقب الذي يدل على سخائهم وكرمهم وجودهم حتى مع الذئاب التي يحترس
منها والقصة مشهورة ومعروفة.
ولقد لفت نظري بهذا الحوار أنه أثناء زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير
منطقة حائل لسجن حائل ولقائه مع السجناء ومن ضمنهم ابن سعيد ليستمع ما لديهم من مطالب
أو معاناة إلا أن ابن سعيد آثر على نفسه ونقل معاناة أحد السجناء ومن كبار السن والذي تفاعل
معها الأمير على وجه السرعة ونسي نفسه ومعاناته التي هي أشد من معاناة كبير السن وهذا
يدل على أصالة معدنه ونبل أخلاقه .
كما كان له دور في تهدئة ما حدث في سجن حائل من أحداث من خلال تعاونه مع أحد رجال الأمن
الذين استطاعوا السيطرة على الوضع بطريقة ودية وهذا يدل على مكانته داخل السجن وأنه
محبوب من جميع زملائه كونه أكثرهم مكوثا من وراء القضبان.حقيقة تأثرت لمعاناته وبقائه أكثر من
20 سنة وهو يستقبل داخلين ويودع خارجين من هذا السجن وهذا يدل على إيمانه العميق بقضاء
الله وقدره وأن ما ارتكبه لم يكن عن قصد ولكن كان بحضرة شيطان على الرغم أنه يرتبط بعلاقة جيدة
مع ذوي القتيل.
وأهل القتيل هم من القبائل المشهورة التي تتمتع بكثير من الصفات الحميدة كالكرم والجود والنخوة والفزعة والعفو وقد ساهم العديد من ذوي المكانة بحائل كالشيخ عبدالله الجبرين والشيخ ماجد السعيد رحمه الله وغيرهم من أهل الخير بمساعي حثيثة لدى الكثير من أهل الوجاهة ومحبي الخير للصلح والتوفيق من أجل إعتاق رقبته ولكن لم يكتب لها النجاح وما زال الأمل موجوداً ما دام أهل القتيل هم أهل مروءة وشهامة وليس بمستغرب عليهم إن هم عفوا وأعتقوه لوجه الله.
وكما هو معروف أن أهل البادية يتمتعون بصفات حميدة توارثوها عن آبائهم وأجدادهم ومنها العفو والصفح وتاريخهم يشهد بذلك.
من هنا نناشد أهل القتيل بأن يعتقوه لوجه الله وأن ما قضاه القاتل طيلة عشرين سنة داخل
السجن لا شك أنه نادم أشد الندم وأن ما ارتكبه لم يكن عن قصد وتربص وتعمد لكن الشيطان
اللعين دائما يستغل مواقف الغضب.
وندامة السجين التي تهز مشاعر كل من قرأ الحوار بدليل قوله (إن المرء منا يندم على كلمة أحيانا فكيف من هو في مثل وضعي ولو قدر لي أن أعيد عقارب الزمن إلى اللحظة المشؤومة لعانقت القتيل وما كان ما كان) وهذه عبارات مؤلمة ومحزنة تؤكد قمة الندم لما فعله..
كما أنه أطلق نداء خاصاً لذوي القتيل بالعفو عنه والصفح ولم يطلق نداء يتوسل لدى الآخرين بالقيام بمساعي خيرة لدى أهل القتيل كونه مدركا أن الأمر بيد الله أولا ثم بيد ذوي القتيل.
وكلنا نناشد أهل ذوي القتيل بأن يعفوا ويصفحوا عنه وأن يعتقوه لوجه الله فما عند الله هو خير
وأبقى وهنا لا يمنع أن يسعى أهل الخير من ذوي المكانة والوجاهة بالتوسط والشفاعة لدى أهل
القتيل وأن السعي في مجالات الخير والصلح بين الناس هي من الصفات التي تميزنا عن غيرنا كما
أن ديننا الإسلامي أصلها فينا.نسأل الله أن يحقق آماله وآمال أبنائه وزوجته وآمال كل الخيرين وأن
يعجل له بالفرج والفرح وعلى أيدي ذوي القتيل. ))
ناصر بن عبدالعزيز الرابح/مشرف تربوي بتعليم حائل
أترك لكم حرية التعليق [/align]
المفضلات