أهلاً بأخي عبدالرحمن ...
في البدايه لي أن أقول بأن الشعب وإن عظُم , إن كان راضٍ بالإحتلال , مهما كانت الأسباب والأحوال , فهو شعبٌ خائنٌ جبان نرجوا من الله أن يديم عليه ما كان يتمنى .
لكن ولله الحمد فنحن كمسلمين أولاً وكعرب ثانياً , نرفض الإحتلال ولا نعول عليه بأية مصلحه تُجبرنا على التعاون معه أو الرقص طرباً والهز نشوةً لذات اليمين يوماً وللشمال آخراً , والعراقيين قد أثبتوا رفضهم للإحتلال ومجابهته بالقوة التي ملكوها أو أُتيحت لهم , ولا شك من شعبٍ كهذا أن يكون منه ذلك الفعل , فهم أحفاد المثنى والمعتصم وصلاح الدين . ومنهم وإليهم خرجت الفتوحات والعلوم والحكمة التي أضاءوا بها آفاق الأرض قاطبه .
بالنسبة لمقتدى الصدر , وقولي هو تعقيبٌ لما تفضلت به وبما أظن , ولا عجب إن كان هناك خلافٌ في ما نظن لكننا في صفاءٍ إن شاء الله فيما نعتقده ونؤمن به .
مقتدى الصدر إن قلنا بأن الثروات الحيدريه كان دافعاً له في هذا التحرك , بحجة إهدارها ( كما يُشاع ) فإن أباه محمد الصادق قد أشاع هذا الأمر علناً وخص الكليداريين والسدنة بل وبالإسم ذكر المرجع الثالث في العراق بشير النجفي أو الباكستاني كما يسميه , وذكر بأن له دوراً ومنافعاً ومزارع للأبقار لا يُدرى من أين أتى بها . فإن كان المقتدى شاباً ذو مطامع , فهل نقول عن أباه كذلك وقد مات وهو شيخاً طاعناً وذو شأن أيضاً ؟!
الصدر عربي أولاً وأخيراً , وهو الأحق بالخوف على العراق من ذوي المطامع والميول القميه , كما إنه وبعكس غيره كأبناء الحكيم وخصوصاً عبدالعزيز الذي أعلن بأن لإيران ديناً على العراق مقداره 100 مليار دولار ( والعراق محتل ومحتاج !! ) كما أن الحكيم وفيلقه قد آذوا العراق أبان الحرب الإيرانيه العراقيه , وكان أن تمكنوا من الحضره الحيدريه بالقوة بعد أن سقط العراق , قبل أن يفعل الصدر .
لنأخذ الأمور بحياديه , وبصراحه , وبوضوح , وبشفافيه , وأرجوا أن لا أُحفز بقولي أحداً أو أن أُغضب من أحبتي أحداً , فبعض وسائل الإعلام الكويتي وبعض الوسائل العراقيه الحزبيه ( نصرةً لأحزابها ) , هي من وصمت الصدر بكل ما يحدث وإن كان منها براء , وحتى شيخ الطائفة الكويتي ( المهري ) , فقد أخرج سلسلةٌ من الأمور الغير صحيحه عن الصدر وعن الداخلين من الخارج وعن أمورٍ عده , وحتى المساجد الثمانية عشره التي تتبع الطائفه السنيه , والتي أعلن عن إحتلالها عبدالسلام الكبيسي والحارث الضاري , فقد ذكر المهري بأن الصدر وجماعته هم الفاعلين , بينما المساجد ليست بالمناطق التي يتواجد بها الصدر .. بل هي تابعةٌ للحكيم ! وليت المهري لو أن يكُف عن العراق وأهله .
عموماً أخي الغالي , ومع نفوري الدائم عن الحديث الطائفي أو المِللي , إلا أن من يدعوا لفك الُلحمه بين الطوائف في العراق هي إيران والموالين لها حتى من رأس الشيطان الطلباني , ( ولا أنفي تبعية الصدر لإيران ولا أؤكدها أيضاً ) وليس ما ألمحت به عن الدول العربيه التي تود أن تديم الإحتلال خوفاً من أن تكون التاليه , وهذا ما أراه من أقوال بعض المفكرين السياسيين الكويتيين .. آسفاً .
معك في حساسية الشعب العراقي من القوات الأجنبيه , ومعك في أن تقف الدول العربية مع العراق وأهله , لكنني لست معك في أن تقوم الدول العربيه بإرسال قواتها إلى العراق لتحل محل القوات الغربيه , فهذا هو العار الأعظم والأعم , ولا أود أن يأتي اليوم الأسود الذي نرى ذلك يحدث فيه .
المفضلات