[align=center]
كنت في ثلاثية الحارة التي نجتمع فيها مع الجيران كل أسبوع
وظهر برنامج عرضته أحد القنوات الفضائية عن الراحل أبو نواف غفر الله له وتقبله فيمن عنده، كنا نتابع فقرات البرنامج وكلُ منا يعلق برأيه ويدلي بدلوه وبعد نهاية البرنامج، حدثنا أحد الحاضرين وهو أحد أشهر رجال الأعمال السعوديين في المنطقة الشرقية ورجل دين يعرفه الجميع هنا بدينه وتقواه وأعماله الصالحة (أحتفظ باسمه كي لا تكون دعاية له ) فقال:
يا إخوان وللأمانة سأحدثكم بما رأته عيناي ولم ينقله أحد لي عن هذا الرجل:
فأصغينا وهو يتحدث، قال:
في رمضان المنصرم، وفي العشر الأخيرة كنت أذهب كل عصر إلى سطح الحرم أمكث هناك أصلي ما يكتبه الله لي وأقرأ القرآن ثم نفطر هناك وننتظر صلاة التراويح،،
ولفت انتباهي أن من بين المتواجدين في ذلك المكان،
رجل معتدل الطول، معتدل الجسم، تعلو وجهه ابتسامة طفولية دائمة، وتبدو عليه آثار العز والنعمة
كان هذا الرجل يأتي إلى السطح قبل المغرب بساعتين تقريباً فيتفقد السفر ويشرف بنفسه على وضع الافطار عليها ويوزع التمر والعصير والماء، وأراه بنفسي وهو ممسكاً بترمس القهوة يصب للصائمين وينتقل من كان لمكان يعاينهم وكأنهم أبناءه أو ضيوفه.
وعندما يفرغ الجميع من الافطار يذهب إلى زاوية ويجلس وحده وأحياناً يكون بقربه صبي صغير، فيكمل افطاره ببعض تمرات وفناجين قهوة ثم ينصرف ولا أراه إلا في اليوم التالي بنفس الوقت ويتكرر نفس الحدث أمامي.
في اليوم السادس والعشرين أو ربما السابع والعشرين لا أذكر جيداً
رأيته يتحدث في هاتفه بعد المغرب فلم أعر الأمر اهتماماً لأن ذلك لا يعنيني ولكن أذكر أنني سمته يذكر أمور مثل تذاكر، تجهيزات الرحلة معدة وأمور من هذه،،
إلى هذه اللحظة لم أعرف من هذا الرجل وأخذني فضول شديد لمعرفة من يكون
فسألت أحدهم:
من هذا الرجل يا أخي
فقال لي: لا تعرفه؟
قلت : لا لا اعرفه ولكن وجهه مألوف وكأنني رأيته من قبل
فقال لي: هذا طلال الرشيد هل سمعت عنه؟
فقلت : الشاعر؟
قال لي: نعم
قلت: سبحان الله وهل من عادته أن يفعل هذا (أعني الاهتمام بالصائمين وتأمين افطارهم في رمضان في الحرم) ؟؟
قال: تسنطيع القول أنه يفعل ذلك كل سنه ما لم يعقه أمر ما
فقلت : سبحان الله العظيم
فقال لي: لماذا تستغرب يا أخي، هل تعتقد أن كل الشعراء فاسقين و ,
فقلت له: لا يا أخي ولكن ...
قال لي: دعك من لكن وها أنت نظرت بعينك أخي فلا تصدق كل ما تسمع أو ما ينقل لك
فقلت له: صدقت أخي والله قد نقل عني الكثير وأسعرني بالألم ما يقال على لساني ولم أقله، وأعتقد أن هذا الأمر يعاني منه الكثير.
فانتهي حواري مع هذا الرجل وذهبت إلى الفندق ومرت الأيام وعدت إلى بيتي بعد أداء العمرة هناك
وفي الأخبار رأيت وسمعت عن مقتل طلال رحمه الله
وأول ما سمعت أنه قتل خارج السعودية تذكرت تلك المكالمة التي في مكه فقلت في نفسي سبحان الله
لقد رتب أمور رحلته من مكه !!
ترى لو كان يعلم أنه سيموت هناك ، هل ذهب إلى تلك الأرض !!!
بعد أن سمعت الخبر - يقول هذا الرجل - شعرت برغبة في البكاء وأحسست أنني أعرف هذا الرجل معرفة قوية جداً فما رأيته منه على سطح الحرم أخبرني الكثير عنه ،،
أسأل الله أن يكون قد تقبل عمله في تلك الليال وأن يكون قد رحل على طاعة وختم له على خير.
انتهى حديث الرجل هنا.
========
كنت قد وعدتكم فيما سبق بذكر القصة وما كان تأخيري إلا للسؤال والتثبت وقد سمعت هذه القصة من أكثر من شخص مع اختلاف بسيط في التفاصيل، لهذا تأكدت منها وها أنا أضعها هنا لكم لتعرفوها وبالأخص لكل من يحب الملتاع صاحب القلب الكبير.
منقول عن ثقه
ريم شمر [/align]
المفضلات