صيد الخاطر ...
مفرق الجماعات ..... وهادم اللذات..
ايها الأحبة إن الموت كلمة حين تسمع أو تقال تحدث في نفس كل واحد منا صدمة ووحشة .
صدمة من هذا الواقع الذي لابد أن يأتي – وهو لا يأتي إلا فجأة – ووحشة من ذلك العالم الذي سننتقل إليه فجأة و دون أدنى استعداد .
ولكن دعونا نتساءل بصدق ألم ينبهنا الله عز وجل إلى هذه الحقيقة في الوجود ؟
من منا لم يدرك مصيبة الموت وهي تفجعه في أقرب الناس إليه ؟ ومن منا لم يسر في جنازة أحد أحبته أو أقربائه ، ومن لم يقف على شفير قبر لعزيز على نفسه وهو يلحد في التراب ...ومن ...
أو ليس كل ذلك أجراساً تقرع بتنبيهنا إلى هذه الحقـيقة الـمرّة ؟!
على صعيدي الشخصي كان للموت في نفسي حضور في أوقات ليست بالقليلة ، ولعل المرة اللتي استشعرت فيها مرارة الموت وفقد الأحبة هما الأكثر حضوراً ..
وذلك حين فقدت عمي وهو في ريعان الشباب وقد توفَّاه الله إثر حادث اليم ، وكنت و هو عائدا من مسقط رأسه بعد أتم جميع إجراءات الخطوبة مع أهل العروس عندها لم أجد بدأ من أن أكون مسلماً لإرادة الله ليقيني بأن الآخرة – لمثله – خير من الأولى .
داعياً المولى – عز وجل – أن يجعله في روح وريحان وجنة ورضوان .
الموت والحياة وجهان لحقيقة واحدة,ألا وهي حقيقة الخلق,والموت سبق الحياة,ويلحقها ويكتنف بها،ولو أننا تأملنا جيداً لرأينا الموت يتعقب الحياة,كما الظل يرافقك,الموت يلاحق الحياة ,ويقضم منها قضمة ،قضمة حتى يأتي عليها جميعاً .
أرأيت أين مضى صباك وشبابك , وأسمك الذي تلاشى في محطة الزمن,حتى لم يعد إلا ذكرى , وستتلاشى الذكرى أيضاً بعد برهة من الزمن .
وأنت مندفع إلى موتك ,تحت ضغط تيار الزمن ،كل يوم يحرقه منك الزمان هو خطوة واسعة نحو أجلك , فأنت تفر من الموت نظرياً ,وتندفع نحوه عملياً,أليس كذلك ..!! تعال إذاً نفهم الموت الذي نفر منه ونتعرف عليه , ونستمع إلى وقع خطواته حولنا ,نستمع إلى صرخات المفجوعين بأعزتهم ,نستمع إلى آهات الثكلى ونفثات الأيتام ,,, إننا أصداء خطوات الموت ,تعالوا نتصرف بهذه الحقيقة لنحسن التعامل معها , ولكن كيف نتعرف عليها ؟
هل من معين وعلى هذا التساؤل من مجيب ؟؟
المفضلات