[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير من أرسل للعالمين ,, وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد انعدم في هذا الزمن من يقرض القرضه الحسنه
ولله في ذلك حكمه .. ويكثر الدين من البنوك وغيرها
وقد تفننت بعض البنوك بالتحايل على كثير من الناس
بتسميات متنوعه والغرض واحد ( تسليف )
ويعلم الكثير من الناس أن الهدف الربح وليس الخدمه
وحكم الربا معلوم وليس بمجهول ويكفي أنه
محاربة لله عز وجل
ولكن هناك فئه مازالت مستمره على النهج القديم
وهو إحضار :كفيل غارم
وهذا الكفيل أحد أثنين إما محرج ممن ( نخاه )
أو سبق له أن كفله ويريد أن يرد الدين بمثله
وحسب ما نسمع ونشاهد فقد أدت بعض الكفالات
إلى السجون والمصحات بسبب هذه الكفاله
وقد قال أحدهم
الكفاله :
أولها شهامه
وأخرتها ندامه
ما ساقني للكتابه هو ما قراءته في هذه القصه
جيل لن يتكرر
أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه
قال عمر: ما هذا
قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
قال : أقتلت أباهم ؟
قال: نعم قتلته !
قال : كيف قتلتَه ؟ ؟
قال : دخل بجمله في أرضي، فزجرته، فلم ينزجر، فأرسلت عليه حجراً ، وقع على رأسه فمات ...
قال عمر: القصاص..
لم يسأل عمر عن أسرة هذا الرجل، هل هو من قبيلة شريفة؟ هل هو من أسرة قوية؟ ما مركزه في المجتمع؟
كل هذا لا يهم عمر – رضي الله عنه – لأنه لا يحابي
أحداً في دين الله، ولا يجامل أحداً على حساب شرع الله، ولو كان ابنه القاتل، لاقتص منه..
قال الرجل: يا أمير المؤمنين: أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض أن تتركني ليلة، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية، فأُخبِرُهم بأنك سوف تقتلني، ثم أعود إليك، والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا
قال عمر: من يكفلك أن تذهب إلى البادية، ثم تعود إليَّ؟
فسكت الناس جميعا، إنهم لا يعرفون اسمه، ولا خيمته، ولا داره، ولا قبيلته ولا منزله، فكيف يكفلونه، وهي كفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على أرض، ولا على ناقة، إنها كفالة على الرقبة أن تُقطع بالسيف...
ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله؟ ومن يشفع عنده؟ ومن يمكن أن يُفكر في وساطة لديه؟ فسكت الصحابة، وعمر مُتأثر، لأنه وقع في حيرة، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل، وأطفاله يموتون جوعاً هناك، أو يتركه فيذهب بلا كفالة، فيضيع دم المقتول. وسكت الناس، ونكّس عمر رأسه، والتفت إلى الشابين: أتعفوان عنه؟
قالا: لا، من قتل أبانا لا بد أن يُقتل يا أمير المؤمنين..
قال عمر: من يكفل هذا أيها الناس؟!!
فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته وزهده، وصدقه، وقال:
يا أمير المؤمنين، أنا أكفله
قال عمر: هو قَتْل. قال: ولو كان قتلا!
قال: أتعرفه؟ قال: ما أعرفه، قال: كيف تكفله؟
قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين، فعلمت أنه لا يكذب، وسيأتي إن شاء الله..
قال عمر : يا أبا ذرّ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك! قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين..
فذهب الرجل، وأعطاه عمر ثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع أطفاله وأهله، وينظر في أمرهم بعده، ثم يأتي، ليقتص منه لأنه قتل...
وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد، وفي العصر نادى في المدينة: الصلاة جامعة، فجاء الشابان، واجتمع الناس، وأتى أبو ذر، وجلس أمام عمر. قال عمر: أين الرجل؟ قال: ما أدري يا أمير المؤمنين!
وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت الصحابة واجمين، عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله..
صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد، لكن هذه شريعة، هذا منهج ، هذه أحكام ربانية، لا يلعب بها اللاعبون، ولا تدخل في الأدراج لتُناقش صلاحيتها، ولا تنفذ في ظروف دون ظروف، وعلى أناس دون أناس، وفي مكان دون مكان...
وقبل الغروب بلحظات، وإذا بالرجل يأتي، فكبّر عمر، وكبّر المسلمون معه، فقال عمر: أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك، ما شعرنا بك وما عرفنا مكانك!!
قال: يا أمير المؤمنين، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّ من الذي يعلم السرَّ وأخفى!! ها أنا يا أمير المؤمنين، تركت أطفالي كفراخ الطير لا ماء ولا شجر في البادية، وجئتُ لأُقتل..
فوقف عمر وقال للشابين: ماذا تريان؟
قالا وهما يبكيان: عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه..
قال عمر: الله أكبر، ودموعه تسيل على لحيته، جزاكما الله خيراً أيها الشابان على عفوكما، وجزاك الله خيراً يا أبا ذرّ يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته، وجزاك الله خيراً أيها الرجل لصدقك ووفائك..
وجزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين لعدلك ورحمتك...
قال أحد المحدثين: والذي نفسي بيده، لقد دُفِنت سعادة الإيمان والإسلام في أكفان عمر!!.
أنا هنا لا أحذر من الكفاله كُلها
ولكن في هذا الزمن
اختلفت الموازين
تكفل وتذهب للسجن
والله أنني أعرف أشخاص
لم يمنعهم من الكفاله إلا الحياء
الآن بالسجن ومديونين
يعني الموازين أنقلبت عند كثير من الناس
نسأل الله لنا وللجميع الهدايه
وكما قال أحد الأخوان
واذكر مره قال لنا شخص كبير في السن ( احذروا الشوك )
فسألناه ماهو الشوك
فقال
الشين : الشراكه
والواو : الواسطه
والكاف : الكفاله
فكانت نصيحته بمحلها
أين نحن من هؤلاء القوم
المقود يا أخواني
أن الكفيل تقدم بجميل
والمفروض أن نرد هذا الجميل بأحسن منه
والموضوع يطول ويتشعب
ولعل في الإشاره لهُ تحذير
وأخوكم بالله
لم ولن يكفل أحد
إن شاء الله تعالى
تحيات أخوكم ومحبكم بالله
طاب الخاطر
8/1/1425هـ[/ALIGN]
المفضلات