[ALIGN=CENTER]((( يا أهل الكويت سيكرهكم العرب حتما )))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعل أهم تبعات خطاب الأعتذار العراقي في بداية شهر كانون الأول / ديسمبر 2002 م هي تلك الحالة الكويتية الرافضة لكل معاني الخطر التي تحيط بكل الأمة العربية ، وهنا نسجل كثير من العجب للموقف الكويتي المتراجع عن كل ثوابت دولة الكويت سواء القومية أو الدينية .
ففي مناقشات مجلس الأمة أظهر النواب الكويتيين أنموذجا من الغطرسة والغرور الغير مسبوقين أطلاقا ، وأن كان المواطن العربي قد أعتاد على تلك الألفاظ المقيتة التي يقذفها أمثال السعدون والربعي ، ولكن كان هناك أحد النواب وصل به الأمر الى تشبيه الأسرة الحاكمة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ووصل به الأمر أيضا الى تشبيه أعضاء مجلس الأمه بأبي بكر وعمر والمقداد ، حين أسقط مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه قبيل غزوة بدر الكبرى ...
لقد تجرع العراق شعبا وأرضا مرارة الخطأ التي أرتكب في صبيحة اليوم الخميس 2 آب / أغسطس 1990 م على مدار أكثر من عقد زمني ، وها هو العراق الذي دافع عن أنظمة الحكم في منطقة الخليج العربي من الخطر الذي كان يقصدهم بيد الرافضة الأيرانيين ، فكما أخطأ العراق تحمل نتائج أخطائه وهو الآن مجردا من كرامته وحقوقه حتى في التنفس من هواءه .
ما حدث للكويت حقا عظيم ألا أنه ليس نهاية المطاف بل هي نتيجة طبيعية لما وصل به حال الكويت في عموم حركتها السياسية والأجتماعية ، قال الله تعالى " ... وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ... " ، فهذه حالة لتكفير الذنوب وأستنباط الحكم الألهية منها .
أن حالة التعالي التي يظهر أهل الكويت تجاه العراق فيها أجحاف وظلم شديد ، فحتى لغة الأرقام تنصف العراق أيضا ، فالعراق قدم خلال عقدين مليون وسبعمائة ألف قتيل ، ومن جراء الحصار الدولي الجائر ذهب أكثر من مليون طفل عراقي في عداد الأموات ، وحتى الثروة العراقية النفطية تباع الآن بأبخس ثمن وكأنها شيء تافه مقابل أطعام الشعب العراقي شيئا من الطعام ليسد جوعه ..
فهل يستحق الـ ( 600 ) أسير كويتي كل هذا ؟؟؟
أن الظلم ظلمات ، وظلم الجار أشد وطأة من غيره ، وأن أخطأ العراق فقد أخطئت الكويت أولا ليس لأنها (((( سرقت )))) نفط حقل الرميلة الحدودي بل خطأ الكويت في أختيار مفودها الى مفاوضات ــ جده ــ قبل الغزو بيومين فقط ، فشخصية الشيخ / سعد العبداللة الصباح ولي العهد معلومة وعروفة بغطرستها وعنجهيتها المفرطة لذا كان تعامله مع الوفد العراقي برئاسة السيد / عزت أبراهيم قمة في عدم القدرة على تفهم ماهية الطرف الذي أمامه ، وهو الطرف العربي الأقوى عسكريا حتى ذلك الوقت ..
ليس من الأجدر أجترار الحقائق وطرحها ومناقشتها فهي دعوة شيطانية روجها خلال فترة طويلة الرئيس المصري والأمين السابق للجامعة العربية تحت شعار ( المصارحة قبل المصالحة ) ، فالوضع يستحق أستجماع أي قدرة وأي أمكانية ولو كانت ضعيفة ومتهلهله ، فما بعد بغداد ستكون دمشق ثم الرياض والقاهره ، فنحن أشبه ما نكون بأحجار ( الشطرنج ) فقط يسقط الملك فنسقط بعده جميعا ... [/ALIGN]
المفضلات