[ALIGN=CENTER]ظلموك يا " حج " وأبرزوك يا " ستار أكاديمي "
يراودني شعور هذه الأيام أننا أمة تهزم نفسها بنفسها ..
أمة غبية .. سخيفة .. تسعى لتقليد العالم فيما هي تملك التميز لتجعل من العالم هو من يبحث عن تقليدها أو حتى متابعتها من بعد مذهولا من قوة مايرى ..
وبما أننا نعيش مناسبة عظيمة ألا وهي الحج فقد خطرت برأسي فكرة أو بالأصح مقارنة بسيطة في سطحيتها كثير من المدلولات التي تدل بأننا أمة تسعى لهزم نفسها بنفسها فكيف إذا تعمقنا بها وأبرزناها من كل الجوانب فماذا سنقول عن أنفسنا ..
المقارنة باختصار ..
تخيل عزيزي .. ستة عشر شخصا مابين ذكر وأنثى يجتمعون لدراسة الموسيقى والفن في بيت يضم أكثر من خمسين كاميرا تنقل تلك الدروس وتلك الحياة التي يعيشها الأفراد مباشرة عبر قناة أنشئت خصيصا لهذا الغرض ..
وتخيل ..
أن يجتمع أكثر من مليوني شخص في مدينة واحدة لآداء فريضة دينية في زمن قياسي لا يتعدى ( كم يوم ) فلا قناة تنشأ لهم ولا كاميرات توزع على كل مكان يذهبون إليه ..
سأبتعد عن الحديث ( الديني ) في هذه الزاوية ..
وقد أبعدني عن ذلك قوله تعالى (( أتـأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم )) ..
أنا هنا لأتحدث عن الإعلام ..
عن دوره وعن امكانياته وعن سلبياته ..
فالمناسبة " حج " والعدد " مليوني حاج " والمكان مزدحم والظروف مهيئة جدا لابراز الدين الإسلامي بشكل لائق وبشكل مؤثر ..
مليوني حاج .. ألا نستطيع أن نسجل بهم أكبر عدد من مشاهدي التلفزيون إن نقلنا بصدق مايدور في كواليس الحج ..
إن أرسلنا مليون كاميرا لتدخل إلى الخيم وتنزل الشوارع وتعيش المناسبة لتنقل الحج من مزدلفة وعرفة ومنى إلى بيوتنا لترغمنا على معايشة الفريضة حتى بالبيت ..
المناسبة تستطيع أن تحقق ( ثورة إعلامية كبيرة ) إن فكر صناع الإعلام العربي في إبرازها وتشويقها مثلما يفعلون مع البرامج الأخرى ..
فالمناسبة تعتبر المناسبة الأهم في هذا الوقت بالنسبة لثلث العالم وقد يتابعها مباشرة على الهواء أكثر ممن يتابع كأس العالم ..
فكم شخص له قريب قد ذهب إلى الحج ..
وكم شخص يتمنى أن تطأ رجله الأراضي المقدسة ليعيش المناسبة ..
وكم شخص يتابع باهتمام ما يحصل في كواليس الحج ومشاعر الحجاج ..
وكم شخص قد تجذبه البرامج التي يبتدع صناع الإعلام في إخراجها في هذه المناسبة .
والفائدة الكبيرة كم ( غير مسلم ) ستتغير فكرته عن الإسلام إن رأى الحجاج بلبسهم الأبيض وبهيئتهم المهيبة وبأصواتهم الرخيمة وهم يسيرون بصف واحد تضرعا وخشية لله تعالى ..
الإعلام ( ياسادة ) أصبح الأسلوب الأقوى في السيطرة على مشاعر العالم وتغيير أفكارهم .. واسألوا ( الإدارة الأمريكية ) ..
ونحن نملك الإمكانيات والثروات والعقليات ( وفوق هذا ) المناسبة الأعظم والأبرز في تاريخ العالم والتي لا تتفوق عليها مناسبة أخرى ..
لا ينقصنا شيء سوى أننا أمة لا تفكر في تطوير نفسها بنفسها ..
نشتري حقوق البرامج ( المستنسخة ) التي أخرجتنا من طور عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا ..
نبحث عن شراء ( مبارايات كرة القدم ) بملايين الدولارات ..
ومناسباتنا الدينية .. هي اخر ما نفكر به ..
أتعرفون لماذا هي اخر ما نفكر به ..!!
لأننا نعتبرها مناسبة دينية فقط ..!!
ننسى أنها مناسبة اجتماعية .. تجارية .. إعلامية ..
نجحت ( مكة في زمن الجاهلية ) برغم أنها أرض قاحلة في جذب التجار وجعلها أرض تجارية يجتمع بها الناس من كل مكان ويعود السبب ( لموسم الحج ) ..
الموسم الذي يعد فرصة للجميع في تسويق بضاعاتهم وبيعها وابرازها ..
ونحن في ظل امكانياتنا الاعلامية الكبيرة ( خسرنا ) هذه الميزة التي كان يتمتع بها أهل مكة قديما ..
فلا صورة مؤثرة لحاج ( هرم ) يصعد لأعلى جبل عرفات برغم تعبه ..
ولا كلمة ( باكية ) من امرأة عجوز أخيرا تحققت أمنيتها بزيارة مكة واداء فريضة الحج ..
هناك ( حيث الغرب الذي نقلده ) يجلس مايقارب من مائة صحفي أمام أحد البيوت لعدة أيام وليال يريدون التقاط صورة ( لا حدى الشخصيات المهمة ) من أجل تلفيق قصة يتهافت الناس على قراءتها ..
ونحن ( يجتمع ) في أرضنا المقدسة أكثر من مليوني حاج لا يلتفت لهم أحد ..
لا اتحدث هنا عن العرض المباشر لأحداث الحج أو البرامج القديمة التي مل المشاهدون منها ..
أتحدث عن صناعة اعلامية لمجريات الحج مثلما نصنع لبرامجنا المستنسخة الأخرى كستار أكاديمي وسوبر ستار ومن سيربح المليون ..
صناعة ( تبرز الدين الإسلامي ) من زاوية مغايرة ..
زاوية لا يستطيع احد انكارها او تشويهها ..
زاوية ليس فيها قتل .. أو ارهاب .. أو اغراء .. أو فقر .. أو همجية .. أو مشاكل حدودية ..
زاوية جميلة .. بيضاء .. نقية ..
تحمل مليوني قصة مشوقة .. ومليوني صورة خاشعة .. ومليوني شخص في قالب واحد يهتفون بلا إله الا الله محمد رسول الله .. [/ALIGN]
المفضلات