د. رقية المحارب



من مسلسل سقوط الأقنعة تداعت الليبراليات بكل جرأة للمنتدى الاقتصادي في جدة.. وكأنما هي عملية منظمة لنزع الحجاب توافقت فيها رموز التغريب: لبنى العليان وغيرها..

وهؤلاء أردن للفتاة السعودية الدعوة الساقطة التي حملتها هدى شعراوي قبل عشرات السنين وأثبتت فشلها، حيث رجعت المرأة المصرية إلى عقلها وبدأت تعود إلى حشمتها وعفافها بعد أن اكتوت بنيران السفور وعانت الويلات جراءه.

وهؤلاء اللائي خرجن لا يمثلننا ولا يمثلن المرأة المسلمة ولا الشريعة التي تؤمن بها المرأة السعودية.

وأنا أعلن للملأ من خلال هذا الموقع أنَّ هذه الحركة، التي باركتها وسائل الإعلام، تضرب بكل جهة شرعية عرض الحائط. تأتي المرأة في بلادنا بمرأى الإعلام لتنزع الحجاب وتقف لتقول: أخيراً استمتعنا بحريتنا وحققنا ما كنا نخطط له ونرجوه من عشرات السنين؟!

نعم.. نجحت هدى شعراوي في مصر..

ونجحت هداية الصباح في الكويت..

لأنه لم يكن للمجتمع آنذاك قوة دافعة، ولم يكن للحاكم قوة رادعة، فهل غابت هاتان القوتان في بلادنا لتنجح هذه الحركة؟

إنني أحذر من أنَّ هذا التصرف في ظل هذه الظروف سيزيد من احتقان الأوضاع، وسيؤدي إلى سيطرة فئة لا تريد أن تصل البلاد إلى برّ الأمان..

لقد نعمنا كثيراً بالأمن والاستقرار، فهل نأمن ونحن ننسف أوامر الله وراء ظهورنا لأجل العيون الزرقاء؟!

{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (النور/63).

أين القرارات الرسمية من المقام السامي؟

أين العلماء؟ أين الدعاة؟ أين الغيورون؟

أين النساء المثقفات الواعيات عن القيام بواجبهن في إنكار هذا المنكر وإيصال صوتهن إلى المسؤولين؟

إنَّ هذه المنكرات لا يجوز السكوت عليها، ولا يحل التغاضي عنه ا، وأنا أحمل المسؤولين والعلماء وطلبة العلم والنساء كافة، وأدعوهم للقيام بواجبهم حفاظاً على نعم الله وأداءً لشكرها، وإلا فإنَّ الله تعالى يقول: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}.

فاتقوا الله في أنفسكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده، واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة.

ونحن متفائلون (بإذن الله) بأنَّ هؤلاء لن ينجحوا في الوصول إلى ما يريدون؛ لأنَّ الله غالب على أمره، ولأنَّ الأمة مازالت بخير. والله المستعان.