(أبوذؤيب الهذلى)
خويلد بن خالد ينتهي نسبه إلى نزار، شاعر مخضرمي ادرك الجاهلية والاسلام ولم يلق النبي صلى الله عليه وآله في حال حياته.
قالوا: اشعر الاحياء هذيل، واشعر هذيل ابوذؤيب. وتقدم جميع الشعراء بقصيدته العينية التي قالها وقد هلك له خمسة بنين في عام واحد بالطاعون وكانوا فيمن هاجر إلى مصر فرثاهم بها منها قوله:
[poet font="Simplified Arabic,5,white,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/26.gif" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أمن المنون وريبة تتوجع =والدهر ليس بمعتب من يجزع
اودى بني فأعقبوني حسرة = عند الرقاد وعبرة لا تقلع
فالعين بعدهم كأن حداقها = كحلت بشوك فهي عور تدمع
سبقوا هواي واعتفوا لهواهم = فتحزموا ولكل جنب مصرع
ولقد حرمت بأن ادافع عنهم =فاذا المنية اقبلت لا تدفع
وإذا المنية انشبت اظفارها = الفيت كل تميمة لا تنفع
وتجلدي للشامتين اريهم = اني لريب الدهر لا اتضعضع
حتى كأنى للحوادث مروة = بصفا المشرق كل يوم تقرع
والدهر لا يبقى على حدثانه = جون السحاب له حدائد اربع
والنفسٌ راغبةٌ إذا رغَّبتها = وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تقنع
[/poet]
وهي طويلة.
حكي ان المنصور لما مات ابنه جعفر الاكبر مشى في جنازته إلى مقابر قريش حتى دفنه ثم رجع إلى قصره وقال للربيع انظر من في اهلي ينشدنى قصيدة ابي ذؤيب العينية حتى اتسلى عن مصيبتي، فخرج الربيع إلى بنى هاشم وهم بأجمعهم حضور فلم يجد فيهم احدا يحفظها فرجع فاخبره، فقال ان مصيبتي في اهل بيتي لا يكون فيهم احد يحفظ هذه القصيدة لقلة رغبتهم في الادب اعظم
واشد علي من مصيبتي بابنى، ثم قال انظر هل في القواد والعوام من يعرفها، فاني احب ان اسمعها من انسان ينشدها، فخرج الربيع فوجد شيخا مؤدبا كان يحفظها فاوصله إلى المنصور فانشده إياها فلما قال (والدهر ليس بمعتب من يجزع) قال صدق والله، فانشدني هذا البيت مائة مرة لتردد هذا المصراع علي، فانشده ثم مر فيها فلما انتهى إلى قوله (والدهر لا يبقى.. الخ) قال سلى ابوذؤيب عند هذا القول ثم امر الشيخ بالانصراف.
تحياتي
المفضلات