[ALIGN=JUSTIFY] دائماً ما يتكلم ابن بخيت الكاتب المشاغب الذي أستمتع دائماً بمقالاته بالرغم من تعارضي معه في بعض الافكار والذي خرج عن كتابة المألوف من المدح والتلميع والتطبيل.. اقول انه دائماً ما يتكلم عن حسناوات هذا الزمان.. وذلك لانه كاتب ذكي يعرف من أين تؤكل الكتف.. فبمجرد أن يكون عنوان المقال باسم إحداهن فان قراء ذلك المقال سيرتفع عددهم الى اضعاف ما كان عليه.. وحقيقة ان الكلام عن الحسناوات حسن وعن الجميلات جميل.. فرؤيتهن وذكرهن وسماع اخبارهن والكتابة عنهن وحتى سماع اخبار وغرائب عشاقهن ممتع كذلك..
«شيبان الاستراحات» المغرمين بنناسي عجرم وإليسا والذين اتهمهم ابن بخيت بالمراهقة المتأخرة.. لا لوم عليهم فالذي يرونه ليس بالشيء الهين.. لان ايامهم غير ايامنا وشبابهم يختلف تماماً عن شبابنا فواحدهم لم ير ايام شبابه جمالاً كجمال العجرمية او اليسا.. فالشيء الوحيد الذي رآه هو لمحة سريعة لبنت الجيران او بنت العم وحتى لو رآها بكامل جمالها فلن تكون بجمال اقل واحدة في هذا الزمان من اثر الماكياج وعمليات التجميل والكريمات وغيرها.. فما بالك اذا رأى العجرمية او اليسا وهي تتمايل مع شاب لا يقل عنها جمالاً.. فنحن شباب هذا الزمان بضغطة زر على الريموت نستطيع ان نرى مالا يمكن أن يتخيله أحد في زمن مضى من اجمل جميلات العالم وفي اي هيئة وبأي شكل ومن اي جنس.
والعجرمية ام المناخر كما يحلو لابن بخيت تسميتها مطربة ذكية كذكاء ابن بخيت نفسه.. فهي تعرف تماماً كيف تقتنص القلوب المريضة والعيون العطشانة للجمال والآذان المتشوقة للتغنج والدلع.. فضربت على اوتار الشيبان الحساسة المتهتكة من اثر الزمان واوتار الشباب المفعمة بالمراهقة والعنفوان وكأنها قذفت بعود ثقابها في القلوب المملوءة بالغاز فانفجرت بأصحابها.
اما اليسا صاحبة الفم المائل.. فأعتقد انها أذكى قليلاً من ابن بخيت نفسه والعجرمية معه.. فالبرغم من سمارها الا انها جعلته سماراً ساحراً.. وبدانتها رشاقة وجسماً مثاليا.. وميول فمها سمة تميُّز وعلامة فارقة.. ومع شيء من التعري والتغنج والتمايل صهرت قلوب الشيبان مع الشباب حتى لو صارت قلوبهم مصقولة بالزمان او كالحجارة أو أشد قسوة لتكفلت اليسا بتكسيرها وصهرها.
فيا ابن بخيت.. لا تثريب عليكم اليوم فشيباننا.. معذورون ولأن العذر غير مقبول خصوصاً انهم لم ولن يلقوا لنا بالاً بما نقول.. فالعجرمية وإليسا قد أنستا الشيبان الباسكاليات والكرميات والسميرات السعيدات فما بالك بأن لا يلقوا لنا بالاً..!!
وأخيراً يا ابن بخيت
أخالفك.. آه..أسيبك لا!!!!
د. عبدالعزيز النخيلان الشمري
جريدة الجزيرة -الثلاثاء 29/10/1424[/ALIGN]
المفضلات