محمد بن مخلف الخزعلــي الشمري
لاشك ان الاعمال الطيبه هي تبقى وكل شيء خلافها يفنى
وعن مثل هذه الاعمال قال الحطيئه من قصيده طويله له
من يفعل الخير لايعدم جوازيه ** لايذهب العرف بين الله والناس
وصاحب هذه السيره من اهل الاعمال الطيبه الذين عملوا الخيرات في حياتهم
وودعوها تاركين عليها بصمات خير وسؤدد
وقد ولد محمد بن مخلف الخزعلي في مدينة حائل سنة 1333هـ وهو وحيد والده
الذي توفي في كون الشعيبه سنة 1339هـ وهو من الذين يستحقون الاشاده بهم
حيث كان صاحب تقى وصلاح استطاع بنيته الطيبه وعصاميته ان ينجح في حياته
وأن يجمع خصالا حميده اهلته لحب الناس ممن عرفه او سمع عنه
سافر الخزعلي في اول شبابه الى الظهران وعمل في شركة ارامكو وهو
من اقدم العاملين بها
فقد شارك في استقبال جلالة الملك عبد العزيز يرحمه الله
حين زيارته الاولىلأفتتاح اول بئر بترول
وكان الخزعلي من اوائل السعوديين الذين شاركوا في تمديد خطوط البترول من راس تنوره
على الخليج العربي الى جنوب لبنان على على البحر الابيض المتوسط
وذلك سنة 1948م
ولما تم التمديد وبدأ الضخ عين محمد الخزعلي مسءولا في محطة الضخ في منطقة رفحـــــاء
وكانت في ذلك الوقت صحراء قاحله ليس بها الا مورد ماء بالقرب من برك زبيده
على طريق الحج البري القديم
وهذا الطريق يسلكه المسافرون والباديه وحملات العقيلات
وكان اول عمل قام به الخزعلي حين وصوله الى منطقة رفحـــــاء هو بناء
دار للضيافه على هذا الطريق لتأوي عابري السبيل الذين هم في امس الحاجه
للمأوى والماكل في ذلك الــــــــزمن
ولما انتهت بنايتها فرشها وسخر جميع موارده من عمله في الصرف عليها
والانفاق على هذه الدار التي صارت حديث الناس في تلك الايام
ورفعت لصاحبها الرايات البيض لعمله الانساني الفريد
ولما بدأ البنيان في رفحاء وتكاثر سكانها واصبحت بلده اهلــه لم ينقطع صاحب الدار
عادته اليوميه في دعوة المسافرين والمقطوعين لـــداره
الامر الذي ضايق اصحاب المطاعم والمقاهي الجديده واضطرهم الى اقامة دعوى عليه
بحجة ان محمد الخزعلي يقطع ارزاقهم عندما يدعوا الناس للسكن والطعام في ضيافته مجانا
وقدمت الشكوى فعلا الى الامير محمد الاحمد السديري محافظ خط الانابيب في اوائل السبعينات
لكن الامير السديري رحمه الله لم يلتفت للمشتكين وطردهم
وشكر الخزعلي على صنيعه الانساني
واكد ان مثل هذا العمل من الماثر التي يعتز بها كل مواطن
وانها هبه وبركه من الله فيها خير الدارين ان شاء الله
ومع كرم هذا الرجل ونبله فقد عود المرضى على زيارتهم يوميا بمستشفى التابلاين ويبحث عن
ذوي الحاجات والايتام والارامل لذا تحصل في حياته على عدة القاب محموده
فقد سمي (كريم السوادين) وسمي ايضا (ابو اليتامى) ويقول اهالي رفحاء ان
منزله لم يغلق بابه بل كان عامرا ليل ونهار
واننا لنرجو لذلك الانسان الراحل ان يحصد كل مازرعه حيث ان له من القصص
الانسانيه واعمال البر والصله ما حمد عليه
وقد توفي محمدالخزعلي في الخامس عشر من ربيع الثاني سنة 1411هـ
وكان يوم وفاته يوما مشهودا في رفحاء التي جاءها خلق كثير من معظم مدن المملكه للصلاة عليه
وقدحمل من الجامع الكبير الى المقبره سيرا على الاقدام
ونعته الصحافه والادباء والشعراء وفي جريدة الشرق الاوسط على صفحة (صباح الخير )
كتب بعنوان دعوه لتاريخ لأهل الخير وهي مقاله عن المرحوم الخزعلي وامثاله وتساءلت
الصحيفه لماذا لاتقوم وزارة المعارف ومؤسسات الادب والعلم بتدوين حياة مثل هؤلاء
اما صحيفة الرياض فكتبت بعددها 7282 في16/10/1408هـ
تحت عنوان اجواد العرب
مانصه
محمد الخزعلي كريم جواد مشهور يضرب به المثل بالسخاء فيقال
عسى ما انت الخزعلي ويقال ايضا وش صاير كرم الخزعلي
رحم الله الخزعلي رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته
واخترت لكم احد الاشعار التي قيلت فيه وهي للشاعر الكبير
رضا بن طارف الشمري
انت عنوان المروه والشكاله ** يابعيد الصيت تفتخربك قبايل
الف نعم ومثلهن لاجا مجاله ** في كريم النفس محمود الخصايل
والف نعم ومثلهن فوقه كماله ** في رفيع الشان كساب الجمايل
المراجل كلها جود حباله ** ادركه يوم القحط والوقت مايل
تنفق اليمنى ولا تدري شماله ** والجزا يرجيه من راع الفضايل
له يمين حصلت علمه وماله ** وامره ربه على حسن الدلايل
ليت يومه ليا وصل نعطي بداله ** من رجال مالهم بالطيب فايل
والســــــــــــــلام عليكم
المفضلات