أحسنت أخي شمالي على هذا الأمر .. وكذلك أحسن أخي ابو خالد الجربا على إتحافنا بالإجابه ...
وللتوسع كما فعل أخي أنريجيستد وله الشكر في ذلك , فقد كتب ابراهيم بوصندل , كلاماً عن مسمى بابا نويل أو سانتا كلوز , وعن الكريسمس , وقد كُنت محتفظاً بقوله منذ مده , وأرى أن هذا الوقت هو مناسباً له , وبالمناسبه فقد مُنع هذا المقال من أن يُنشر في إحدى الصحف الخليجيه ( كما يقول كاتبه ) :
[ALIGN=CENTER]بــــــــابـــــــا نويل[/ALIGN]
عن حقيقة تسمية هذه الشخصية الأسطورية يقول الإنجيل: وقال " أشعيا " النبي: ( هاهي العذراء تحبل وتلد إبناً ، ويدعى إسمه عما نويل ) .
و" عما نويل " كلمة عبرانية تفسيرها بالعربي " إلهنا معنا " ومعناه عند النصارى " الله معنا " وفي العبرانية " عمانوا " : تعني " معنا " ، و" نيل " تعني الإله . و " بابا نويل " : أي " بابانوئيل " ، وتعني " بابانو "، و" نيل" : أي " الإله ". فكلمة " بابا نويل " تعني " الإله أبونا " .
أما تاريخيا فقصة بابا نويل مستمدة من قصة القديس نقولا اسقف ميرا وشفيع روسيا ( القرن الثالث ) . ما يهمنا أكثر في هذا الموضوع هو أن الكثير منا يعلم أن أغلب علماء المسلمين يحرمون الاحتفال ومشاركة النصارى في ما يسمونه عيد الكرسمس ورأس السنة ، ولكن الذي لا يعلمه أكثر الناس وحتى بعض النصارى هو أن علماء النصارى وخصوصا القدماء منهم يحرمون الطقوس الجديدة [ البدع ] التي أدخلت في الاحتفال بعيد ميلاد عيسى عليه السلام . وقد استمعت إلى محاضرة قيمة جدا بهذا الخصوص ألقاها رجل أمريكي اعتنق الإسلام . فيقول هذا المسلم الأمريكي : إن كثير مما كنا نفعله ويمارسه اليوم أغلب العالم المسيحي هو بدع حتى عند النصارى أنفسهم !!
وقد ذكر أمثلة على ذلك فقال : إن بدعة سانتا كلوز [ بابا نويل ] مثلاً لا أصل لها في الديانة النصرانية ، بل هي بدعة انتشرت في روسيا وجائتنا من هناك ، وهذه البدعة قائمة بمفهومها المعاصر على الكذب ، فالآباء يضعون الهدايا بأنفسهم تحت شجرة الصنوبر المضاءة بالأنوار [ وكلاهما بدعتان أيضا وسيأتي الكلام عنهما] ويقولون لأبناءهم أن هذه الهدايا قد قدمها لكم بابا نويل لأنكم كنتم طيبين طوال العام ، والصغار منهم يصدقون ذلك !
ويقول المحاضر الأمريكي إنه استغرب جدا عندما علم للمرة الأولى بأنه لا يوجد بابا نويل حقيقي ، وقال : كيف يكذب والداي علي في يوم كان المفروض أن يكون مقدسا .
أما الشجرة فيقول الأمريكي المسلم أيضا : إن ذلك أيضا هو من أعمال غير المؤمنين ، فبحسب الكتاب المقدس عند النصارى فإن عيسى عليه السلام كان قد نهى أتباعه عن قطع الأشجار وجعلها داخل بيوتهم لأن الكفار يعتقدون أن هذه الشجرة ( ويسمونها شجرة الحياة ) هي شجرة مقدسة قد حل فيها الإله ولذلك فهي تجلب لهم البركة . وبالمناسبة فقد حذر مدافعون عن البيئة من أن شجر ( التنوب النادر ) وهذا هو اسمها , يتهدده خطر الانقراض بسبب تعدي البعض عليه لبيعه بعد تزيينه كأشجار عيد الميلاد .
وقد سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ( رحمه الله ) عن حُـكم تهنئة الكفار بعيد ( الكريسميس ) ؟ فأجاب :
بأن التهنئة بعيد ( الكريسميس ) أو غيره من الأعياد الدينية حرام بالاتفاق ، ونقل عن ابن القيّم أنه قال : وهو بمنزلة أن تُهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشدّ مَـقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه . وكثير ممن لا قدر للدِّين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّـأ عبد بمعصية أو بدعة أو كـُـفْرٍ فقد تعرّض لِمقت الله وسخطه. وأضاف الشيخ ابن عثيمين : يَحرم على المسلم أن يَرضى بشعائر الكفر أو يُهنئ بها غيره , وكذلك يَحرم على المسلمين التّشبّه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا ، أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ تشبّه بقوم فهو منهم . ويقول الشيخ الطحاوي وهو من علماء الأزهر الشريف : فإن الاحتفال بعيد الميلاد أو رأس السنة الميلادية بدعة ضالة ، ليست من الإسلام في شيء والواجب على المسلم أن يربأ بنفسه وأولاده عن مجاراة ومسايرة غير المسلمين ، في طقوسهم وأعيادهم ، وعاداتهم ، للحديث الشريف : " من تشبه بقوم فهو منهم " .
ولكن ماذا يا ترى سيحمل بابا نويل الأمريكي هذا العام لأطفال العراق ( ويقدر عدد النصارى في العراق بحوالي 1.5 مليون نسمة ) ؟ فهل سيأتي بابا نويل على زلاجته التي تجرها الغزلان ليسقط عليهم الهدايا من فتحة المدخنة ، أم أنه سيأتيهم على قاذفات مزمجرة تلقي عليهم قذائف وصواريخ نارية مدمرة ( والتعليق هو للكاتب ) .
المفضلات