لكن رب العالمين الرامي!!
أقم اللواء بعزّة المقدامِِ**** و أعد فديتك هيبة الإسلامِِ
و اضرب روؤس المجرمين فإنما*** عملاقهم قزمٌ من الأقزامِِ
وارفع شعار "الله أكبر" كي ترى*** ذلّ العدا وتهافت الأصنامِ
لا تخش من أعدادهم وعتادهم **** في ليل رعبٍ أو نهار زحام
فالنصر من لدن الإله منزّلٌ**** لا في خُطا الإقدام والإحجامِ
والله عونك.. والملائك في الحمى **** منصورةٌ بالوحي والإلهامِ
و اعزف نشيد انصر في كل الرُّبا *** و اسجد سجود المؤمن المتسامي
يا ويل أعداء الكرامة و الهدى *** فالنصر حولي والجنان أمامي!!
سر و استعن بالله جلّ جلاله *** ملك الملوك الناصر العلاّمِ
و اضرب فإنك ما رميت روؤسهم *** لكنّ رب العالمين الرامي!!
الحق يذهب في عوالمنا سدى *** ما لم يُحطْ بعزيمة الصمصام
والعرض يُحمى بالسلاح وبالدما *** لا يحتمى بالكتب والأقلام
وعواقب الظلم المشين مشينةٌ *** والكيد في سلطانه المتعامي
أحيوا الجهاد فلا حياة لأمةٍِ *** عاشت على التزييف والأوهاِ
شدوا الوثاق فلا بقاء لأمةٍ *** لبست ثياب الذل والإرغامِ
لغة الرصاص هي الخلاص إذا انكرت *** نور الحقيقة أعين الأقوامِ
سددّ فإنك ما رميت روؤسهم *** لكنّ رب العالمين الرامي
وصموك بالإرهاب؟! كيف؟! وهل همُ *** إلا جنود البغي والإجرامِ
هدموا البيوت على روؤس طفولةٍ *** وتعبثّوا بالشيب و الأيتامِ
بقروا بطون المؤمنات ولا صدى *** و تفننوا في الفتك والإجرامِ
ماذا أُسطّر والجراح رواعفٌ *** والحادثات علامة استفهامِ؟!
والتيه نهجٌ والضلالة شرعةٌ *** والصم يقتل هيبة الضرغامِ
ماذا أقول؟! مقدساتي رتّعٌ *** عبثت بهن سنابك الأقدامِ
لم يبق شعبٌ في زوايا أمتي *** إلا ويرقبهُ مصيرٌ دامي
الذبح فينا.. والتطرف ذنبنا *** في منطق القسيس والحاخامِ
تبعوا مزاليق الهوى فتهافتوا *** بالحقد بين الظلم والإظلامِ
حكموا فطاول في البلاد فسادهم *** بتناحرٍ وتشاحنٍ وخصامِ
فغدا الفضاء قذائفا وقنابلا *** و صواعقا تهوي بغير غمامِ
والرجمات تشقُّ صدر مياهها *** أبراجها في البحر كالأعلامِ
والعرض يهتك.. والدماء رخيصةٌ *** و لأرض تزرعها يدُ الألغامِ
ولكم ملكنا في الزمان بعزّةٍ *** فتنعموا بمحبّةٍ و وئام
نشرت خلافتنا مشاعل عدلها *** تعلو النجوم بنورها المتسامي
نبني صروح العدل في أقطارها *** بعُرى التقى وسماحة الإسلام
كالغيث ينبت بهجةً و نضارةَ *** كالنور يطوي لجّة الإظلامِ
فتهللت بالعدل أوداج الورى *** لا فرق بين العُرب والأعجام
صنّا المحارم ، والحقوق عزيزةٌ *** محفوفة بالذود والإكرام
تلكم مآثرنا مآثر رفعةٍ *** للكون .. للتاريخ.. للأقلامِ
فكأنما كانت مودتنا لهم ** و إخاؤنا ضغثاً من الأحلامِ!!ِ
أأخي لا ترنو إليّ فإنني *** متخاجلٌ من سجدتي وصيامي
بيني وبينك من أواصر ديننا *** نسبٌ يجمّعنا وعهدٌ سامي
لكن أيام الوصال بعيدةٌ *** عرضت لهن قطيعة الأرحامِ
والنفس في درب الجهاد شحيحةٌ *** والقلب عن درب الهدى متعامي
يا أنت إن غامرت في شرف المنى *** فأنا قُتلت بحسرتي وسقامي
ماذا أثرت اليوم من شجنٍ على *** قلبٍ ينزُّ على قناً وسهامِ
ترنو لنا الجنّات لكن نرعوي *** بهوى النفوس إلى دنا الأوهامِ
الله مكتفلٌ برمية من رى *** لكن سؤال الدهر: أين الرامي؟!
يا من وردت لظى الحِمام على الطوى *** والعين لم تحفل بطعم منامِ
شنّف بآيات الكتاب قلوبنا *** و اشحذ سهامك بالدعاء الظامي
واضرب فإنك ما رميت روؤسهم *** لكن ربّ العالمين الرامي
وإلى لقاء الله جلّ جلاله *** في جنّة الأرواح والأجسام
هذي مشاعر مهجةٍ محروقةٍ *** وعليك تسليمي وطيب سلامي..
المفضلات