[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم[/ALIGN]

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل السلام وأتم التسليم وعلى صحبه الأخيار المنتجبين ومن والاهم إلا يوم الدين وبعد


أتقدم بطرح هذا الموضوع أسأل الله العلي القدير أن يجعله في ميزان حسناتنا دنيا وآخرة وأرجو التثبيت مع تحياتي 0


أولاً :
ان الدعاء معجون جامع من : الاحساس بالافتقار من طرف العبد ، والاعتقاد بالاقتدار من طرف المولى ، والحب المنقدح بينهما ، والاحساس بضرو! رة الانابة الى من بيده خزائن السموات والارض .. وعليه ففي الدعاء : حركة جوارحية وجوانحية ، اي حركة فكرية وقلبية وعملية .. فكم هو معجون جامع !!


ثانياً :
ليس الغرض من الدعاء قضاء الحاجة فحسب ، بل ايجاد حالة الربط بين الخالق والمخلوق .. فالامر اشبه ما يكون – مع فارق التشبيه – بالاب الذي يريد ان يجلب الطفل الى احضانه ، فيضع بين يدية قطعة من الحلوى مثلا فاذا اقترب منه الولد جذبه بشدة اليه ، فالحلوى الجاذبة لم تكن الا طريقا للوصول الى المحب .. وهكذا الامر في اغراء المولى عبيده ببعض المكاسب الارضية ، طلبا لاقبالهم عليه ، والحال بانه الغني المطلق !!


ثالثاً :
المشكلة اننا حصرنا الادعية في قالب الالفاظ ، ومن الواضح ان اللسان ليس ذلك العضو المقدس الذي يربط الانسان بالغيب ، لعدم السنخية بين الغيب والشهادة .. فالمناسب ! لعالم الغيب هو القلب الداعي ، لا اللسان الملقلق !!


رابعاً :
ان من الامور الواضحة : ان اللسان لا يكون مذكرا للقلب لان مرتبة الداعي ارقى من المدعو .. بل الصحيح ان اللسان اثر لحركة القلب ، فاذا تحرك القلب جرى فيضانه على وادى اللسان .. ومن هنا كان للدعاء القلبي قيمتة المستقلة ، بخلاف اللفظي منه .


خامساً :
الدعاء اذا كان واردا- ولو على نحو خبرالواحد - فانه فيكفي هذا لرجحانه ، لانه لا تشريع في البين ، اذا لا نقول بان هذا الدعاء ثبت استحبابه .. واي ضير في ان يناجي الانسان ربه بما شاء من الدعاء ، فهل يحق لاحد ان يمنع عبدا من الحديث مع ربه بما يحب ، وذلك بدعوى البدعة ؟!.. وهذا بخلاف الادعية ذات المضامين الغريبة التي لا تستند الى معصوم .. بل ما الداعي لمثل ذلك مع وجود البديل المناسب ؟!.


سادساً :
ان من الضروري تحقيق الانس بالدعاء ، ومعرفة مواسم الدعاء ، ومواطن استجابته .. فان المستفاد من الروايات ان ابواب السماء لا تفتح دائما بل عند موارد منصوصة من المناسب ان يعلمها المؤمن المراقب للفرص .. فمنها : ساعة الزوال ، والزحف على الاعداء ، وهطول المطر ، وليلة الجمعه ونهارها ، وعند الاسحارمن كل ليلة .. وعليه فان مقتضى الفطنة ان يكتشف المؤمن هذه الساعات المباركة ، فانه قد يعطى فيها ما لا يعطى في غيرها !!


سابعاً :
ان التوسل بالله تعالى وباوليائه وجهان لعملة واحدة ، كالذي اذا وصل يده الى السلطان يطلب منه مباشرة .. ولكن ويتفق - في بعض الحالات - ان يرى اقبالا من السلطان على احد رعيته ، ومن جهة اخرى يعيش حالة الخجل والوجل للتقصير بحق السلطان .. وعليه فيجعل تلك الرعية المقربة سبيلا الى السلطان ، رغم انه في محضر السلطان نفسه .. وهذا لا يعد اعراضا عن السلطان بل يعد في نظر العرف من! صور تعظيمه وتوقيره .. بل نلاحظ في حياتنا اليومية - وبشكل فطري - نرى الطفل يلتجا الى امه لتاخذ له مالا من ابيه ، وذلك لعلمه بتاثير كلمة الام على الاب !! اوهل يعد هذا تجاوزا على سلطان الاب ؟!


ثامناً :
من صور الانحراف هي دعوة الناس بنشر بعض الادعية والنصائح- وان كانت حقه - فان هذا ليس اسلوب الشرع في دعوة الناس الى الاستقامة من خلال المنامات والطلسمات والتهديدات ، التي لا تفيد العلم بل ولا الظن !!


تاسعاً :
ان الدعاء المتخلل للنشاط اليومى له وزنه عند الله تعالى ، والا فان دعاء الازمات ليس له كثير قيمة ، لانها نابعة من حالة المصلحية في العبد ، لا من حالة الارتباط بالمولى .. فكم من الجميل ان يوقف العبد نشاطه اليومى في لحظات ، ليستمد الطاقة من مولاه ، معتذرا من الغفلة ! بين يديه ، بدلا من مجرد تغيير مذاقة بقطعة من الحلوى !!.. ان تلك الحلاوة الربانية لو امتزجت مع شهية العبد ، لجعلته يعيش مرارة كل شيء يبعده عن مولاه .. اوليس الحق ذلك ؟!




آنا أبدوي وفي عيشتي ما تنعمت 00 ورمز البداوه سيف وللكيف دله 00 محبوبتي صحرى وفي حبها همت أعشق سهلها 00يكفي اني من البداوه تعلمت ان الخضوع لغير الله مذله
[/ALIGN]