نـــواف الـــتميـــاط يتحدث عن صديقه!!!!!
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
اقدم لكم مقال الكابتن / نواف الجديد في مجلة فواصل
صـــــديـــــقـــي ( عــــلي )
بعد أن أجريت لي العملية الجراحية في ركبتي صيف عام 2001 م في السويد توجهت الى باريس لاستكمال المرحلة الثانية والأهم من علاجي . ونظرا لتأخر أخوتي للحاق بي بسبب ظروف الحجوزات جلست وحيدا لفترة وجيزة . وفي محاولة مني لكسر الروتين اليومي كنت اذا انتهيت من برنامجي العلاجي أذهب برفقة العكازين الى شارع الشانزليزيه الشهير وسط العاصمة باريس للاستمتاع بالهواء الطلق واحتساء القهوة, كان الشارع كالمعتاد مكتظا بأصناف كثيرة من البشر, ولكن لم يلفت نظري من بين أمواج البشر الا ذلك الفتى الذي يرافقه والده أينما حل في ذلك الشارع. كان فتى نحيلا جدا ويبدو على وجهه علامات المرض (شفاه الله) ورغم ذلك الا أن الابتسامة لم تفارق محياه أبدا. لا أخفيكم أن ذلك الفتى أثار فضولي فرغبت في التحدث اليه وهذا ماحدث فعلا بعد بضعة أيام. فقد قابلته في أحد الأماكن العامة في العاصمة باريس واقترب مني بابتسامته المعهودة ملقيا علي السلام فقال لي : أنا علي من دولة الكويت وأنا ياكابتن نواف في الحقيقة من مشجعين نادي الهلال. قلت له أهلا بك تشرفنا. ثم جلسنا سويا وبدأنا الحديث.
كان هناك في واقع الأمر تردد كبير مني للسؤال عن صحته ولكن فضولي تغلب على ترددي وسألته عن صحته فقال لي انه مصاب بمرض السرطان وانه بدأ العلاج منذ سبعة أشهر وهذا الرجل الذي معه هو والده الذي جاء من الكويت للتو. فقلت له من كان يهتم بك قبل مجئ أبيك قال: انه هو الذي كان يعتني بنفسه كان يتنقل بين المستشفيات في ضواحي باريس بالمترو لوحده!!
في حقيقة الأمر انني لم أستغرب بما قاله بقدر ماأستغربت من طريقته في التحدث ألي . كان طيلة الحديث مبتسما ومستقبلا كل ماسيكتبه الله عز وجل له لم ألاحظ في صوته أي نبرة حزن كان مجمل كلامه عن الأيمان وماله من الدور الفعال في صناعة الأمل.
لم يخطر ببالي أبدا أن ذلك الفتى علي الذي لم يتجاوز السبعة عشر ربيعا يملك هذا النمط في التفكير الذي أكاد أجزم أن حتى بعض المصابين بالزكمة لا يملكونه. كم أدهشني ( علي ) فهو رغم أنه مصاب بمرض مميت الا أن ذلك لم يردع اصراره وتحمسه للعلاج وهذا بكل بساطة سببه ايمانه المطلق بالله عز وجل. فايمانه هو سر ابتسامته وايمانه هو الذي دفعه يمشي مزهوا بنفسه في ذلك الشارع وهو يشق طريقه وسط الحشود غير مكترث بما قد يقال عنه من تعليقات من قبل ضعاف النفوس.
كنت على اتصال مع صديقي طيلة فترة مكوثي في باريس ولكن للأسف انقطعت اتصالاتنا بسبب انتهاء فترة علاجي ورجوع علي الى الكويت, ولكن لم أنس تلك الابتسامة التي دلت على تمسك صاحبها بالأمل. علي الذي علمني أن المصائب مهما عظمت فرحمة الله أعظم وأعظم. نعم لقد استفدت من درس (علي) كثيرا. لم تعد آلام ركبتي تزعجني بعد علي ولم يعد هاجس الاستعجال بالعودة لمزاولة الكرة يقلقني بعد علي. لقد لمست من فتى مهدد بالموت (لاقدر الله) ما لم ألمسه من أناس أصحاء. ولا أدري هل علي سيقرأ مقالتي أم لا لأنني أتمنى فعلا التواصل معه. لك أصدق تحياتي وجزيل شكري ياصديقي علي.
***
(اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيك ياعلي وجميع مرضى المسلمين)
الله يشفيك يانواف ويشفي علي ويشفي جميع مرضى المسلمين ..
لــــــــــلــــــــــه درك يــــــــا نــــــــــــــــواف
المفضلات