ما هو مرض الكوليرا؟؟
تعريفه :
هو وباء معدي منتشر في جنوب آسيا، ويسبب الإسهال وفقدان السوائل من جسم المريض، وينتقل عن طريق المياه والأطعمة الملوثة بالميكروب.
المسببات :
بكتيريا واوية الشكل أو تكون على شكل ( الضمة – من أدوات تشكيل الحروف العربية ) , ولذلك تسمى أحيانا الضمة الهيضية ، سالبة الجرام ومتحركة ، تنتقل عن طريق المياه والأطعمة الملوثة من الأشخاص المصابين بهذا المرض، حيث تدخل الضمة الهيضية إلى الأمعاء وتفرز سماً داخلياً يؤدي إلى زيادة إفراز خلايا الأمعاء للأملاح والماء مؤدية إلى حدوث جفاف يعقبها هبوط في الدورة الدموية.
الأعراض :
1/ جفافاً حاداً بسبب فقدان الماء والملح للجسم ، والذي يؤدي إلى تغير في كيمياء الجسم، وإذا لم يعالج المريض بسرعة فيمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث صدمة وربما إلى الوفاة.
2/ إسهال شديد غير مصحوب بمغص ولون البراز أولاً أصفر ثم أبيض وكمية البراز في كل مرة تبرز كبيرة.
3/ قيء شديد بعد الإسهال ، ويكون القيء غير مصحوب بغثيان ولون القيء أولاً أصفر ثم أخضر ثم ابيض وكمية القيء في كل مرة كبيرة .
4/ عطش شديد نتيجة الإسهال والقيء الشديدين .
5/ جفاف نتيجة الإسهال والقيء الشديدين مؤدياً إلى هبوط في الدورة الدموية .
6/ تقلصات مؤلمة في الأطراف أو البطن أو الصدر بسبب نقص أملاح الكلوريدات والكالسيوم .
7/ قد يشكو بعض المرضى كبار السن من ضيق شديد في منطقة الصدر ويحدث ذلك نتيجة لزيادة لزوجة الدم مؤدية إلى حدوث التصاق الصفائح الدموية ينتج عنها قصور في الدورة التاجية للقلب .
8/ نقص في البول نتيجة للجفاف مؤدياً في بعض الحالات إلى توقف إدرار البول.
العلامات :
1/ علامات الجفاف :
تكون العينان غائرتين داخل المقلتين وعند شد جلد اليدين أو البطن فإنه لا يعود إلى مكانه الطبيعي كالذي يحدث في الشخص الطبيعي ويكون اللسان جافاً .
2/ علامات قصور الدورة الدموية :
يكون النبض سريعاً وضعيفاً أولاً ثم يصبح جسه مستحيلاً وينخفض ضغط الدم أولاً ثم يصبح قياسه متعذراً وعند لمس الجلد يكون بارداً ومبللاً بالعرق وقد يحدث زرقة في الشفتين وأطراف الأصابع.
وإذا لم يعالج المريض فإن شدة المرض قد تؤدي إلى الوفاة ولكن المريض يظل متنبهاً حتى النهاية.
الصورة الإكلينيكية للمرض :
1/ الصورة العادية وتمثل 90% من الحالات .
2/ صورة إسهال بسيط في شخص يزاول أعماله كالمعتاد .
3/ الكوليرا التيفودية التي يحدث بها إسهال شديد مصحوب بارتفاع في درجة الحرارة بصورة مشابهة لحمى التيفوييد .
4/ الكوليرا الجافة التي تؤدي إلى الوفاة قبل حدوث إسهال أو قيء .
تشخيص حالة الكوليرا :
1/ يتم التشخيص اعتمادا على الصورة الإكلينيكية للمرض ولا يتأكد التشخيص إلا بعد وجود ميكروب الكوليرا في البراز أو القيء ، وعند حدوث وباء كوليرا فإن كل حالة إسهال أو قيء تعامل على أنها حالة كوليرا حتى يثبت العكس .
2/ أخذ مسحة من الشرج وزرعها لميكروب الكوليرا على المحلول الياباني وتظهر النتيجة بعد حوالي 24 ساعة .
3/ الفحص المصلي ( السيرولوجي ) للتفريق بين ضمات الكوليرا .
أهمية سرعة تشخيص الكوليرا :
يعتمد علاج مرض الكوليرا على سرعة التشخيص فإن أي تأخير في التشخيص قد يؤدي إلى الوفاة.
مضاعفات مرض الكوليرا :
1/ فشل وظائف الكلى ويبدأ بقلة إدرار البول ثم توقفه .
2/ تجمع مائي (أوديما ) بالرئتين تحدث عادة بسبب إعطاء محاليل معوضة تم زيادتها في حالة المريض.
3/ شلل بالأمعاء خصوصاً في الأطفال .
4/ انسداد في الشريان التاجي خصوصاً في كبار السن .
الوقاية :
1/ ضمان وصول الماء النظيف الصحي إلى المساكن , يعتبر من أهم الأولويات التي يجب الحرص عليها .
2/ رفع مستوى الصرف الصحي .
3/ فرض رقابة صحية شديدة على المواد الغذائية بكافة أنواعها .
4/ اتخاذ إجراءات الحجر الصحي الصارمة على القادمين من الأماكن الموبوءة أو المشتبه فيها لحماية البلاد من الأمراض الوبائية.
5/ الاعتناء بالنظافة الشخصية ونظافة المسكن وخاصة دورات المياه وأماكن القمامة وغسل الأطعمة جيداً.
التطعيم ضد الكوليرا :
هناك لقاح ضد مرض الكوليرا ، ولكنه غير فعال في المناطق التي تكون فيها الكوليرا واسعة الانتشار. ولكن للوقاية من المرض أثناء حدوث أوبئة أو الخوف من حدوثها يعطى الأفراد تطعيم الكوليرا، ويطعم أي شخص في أي سن ماعدا الأطفال الذين يبلغون من العمر سنة فأقل والسيدات الحوامل في الشهرين الأخيرين من الحمل ، ويعطى الأطفال من (1- 5 ) سنوات ربع سنتيمتر مكعب تحت الجلد .
ومن (6 - 12) سنة نصف سنتيمتر مكعب تحت الجلد , وأكثر من 12 سنة واحد سنتيمتر مكعب تحت الجلد , ويعطى التطعيم مناعة جزئية 30 ـ 80% ومناعة مؤقتة 3 ـ 6 أشهر .
ويجب تطعيم الحجاج ضد الكوليرا قبل قيامهم بفريضة الحج أو العمرة .
العلاج :
تعالج الكوليرا بمضادات الحيوية المناسبة بالإضافة إلى تعويض السوائل المفقودة من المريض بمحاليل خاصة ، ويمكن أخذ هذه المحاليل عن طريق الفم أو وريدياً ، والمعالجة الوريدية ذات فعالية ، ويمكن تحضير محلول في المنزل بسهولة لعلاج الكوليرا ويتكون من 5 جم (ملعقة صغيرة) من الملح، و20 جم (4 ملاعق صغيرة) من السكر لكل لتر ماء. ويجب أن تتناسب كمية السائل المعطاة للمريض مع كمية السائل المفقودة.
وفي خبر آخر قرأته في موقع يعنى بالعلاج بواسطة الغذاء تبين ان النشا قد يساعد في علاج الأشخاص المصابين بالكوليرا
The New England Journal of Medicine 2000; 342: 308-313, 345-347
ان تناول انواع صعبة الهضم من النشا قد يساعد في حل مشكلة الاسهال الناتجة عن الاصابة بالكوليرا، كما ورد في احدى الدراسات الحديثة.
ان سبب حدوث مرض الكوليرا هو الاصابة ببكتيريا معدية، ويتميز هذا المرض باسهال شديد، تقيء، وحدوث الجفاف. وفي الحالات الحادة قد يؤدي الى الوفاة. ان الكوليرا وغبرها من الأمراض المسببة للاسهال تعد من أهم الأمراض المسببة للوفاة للاطفال في الدول النامية.
ان الاشخاص المصابين بالكوليرا يعالجون حاليا بتناول محاليل الجفاف عن طريق الفم وذلك لتعويض ما تم فقده من سوائل واملاح بسبب الاسهال. ولكن بنفس الوقت تتسبب الكوليرا بعدم القدرة على امتصاص السوائل في الامعاء، ويمكن التغلب على هذه المشكلة بتناول الكربوهيدرات ( النشا) الغير قابل للتحلل بالانزيمات الموجودة في الامعاء. تقوم البكتيريا الموجودة في القولون تخمير هذه الكربوهيدرات، وينتج عن هذا التخمير احماض دهنية قصيرة السلسلة تساعد على امتصاص السوائل في الامعاء، وبالتالي تساعد في منع حدوث الجفاف.
ويقول القائمون على البحث ان العلاج بالنشا المقاوم للتحلل بأنزيم الاميليز الموجود في الامعاء بالاضافة الى محاليل الجفاف، ادى الى تقليل استمرارية حدوث الاسهالات وفقد السوائل لدى الاشخاص المصابين.
الله يعافينا ويشافي جميع المسلمين ...اللهم امين .
المفضلات