نظرت منال إلى ساعة يدها وقالت: يا إلهي لقد تأخر زوجي .
إنها تنتظر زوجها ليذهب بها إلى أختها حنان ، لقد وعدتها أن تأتي لتساعدها في تنظيم بيتها حيث سيقدم عليها ضيوف في الليلة القادمة . وأخيراً جاء زوجها وذهب بها إلى أختها … وبدأتا في العمل .لقد كان عملهما كثيرا،ً وكل شيء في الدار يحتاج إلى لمساتهما .
خرجت حنان من المطبخ واستلقت على الأريكة ، إنها لا تكاد تمسك بظهرها من الإجهاد بعد تنظيف المطبخ ، نظرت إلى أختها منال وهي تمسح بهمة ونشاط أثاث غرفة الضيوف ، فقالت لها باسمة: لقد قمت بتنظيف الأواني فقط وأجدني في غاية الإنهاك ، وأنت مازلت في همتك ونشاطك بعد ؟!
أجابتها منال وهي تعيد التحف إلى مكانها بعد مسحها عن الغبار: يبدو أنك لا تعملين كثيراً وتعودت على الكسل ! فلا تكادين تبدئين في عمل حتى تتململين صارخة: أوه ، لقد تعبت !
أظنك تمزحين ، أترين من لها بيت وأشغال ، وعندها زوج وأطفال تتعود على الكسل وقلة العمل ! بل ما أظنني تعبت سريعاً إلا لأنه وهن جسدي وأرهقت من كثرة أشغالي ومتابعتي لأطفالي .
- أتسمحين أن أسألك سؤالاً ؟
- وما هو؟
- هل ترددين الدعاء الذي علمه الرسول - ابنته فاطمة قبل النوم ؟
- نعم ، ولكن كثيراً ما أنساه ، وأحياناً تغلبني عيناي قبل ذكره ، إنها أم الأطفال يا عزيزتي .
- إذن لا تلومي إلا نفسك ، ما جاءت فاطمة - رضي الله عنها - إلى النبي - لتطلب منه خادماً يخدمها بعدما سمعت أن رقيقاً قد أوتي بهم إليه إلا وقد عانت مما تعانين منه ، لقد كانت تجر الرحى حتى أثرت بيدها ، وتستقي بالقربة حتى أثرت في نحرها ، وتقم البيت حتى اغبرت ثيابها ، وتوقد القدر حتى اسودت ثيابها ، ومع ذلك لم يعطها - - منهم شيئاً وهي من أحب أهله إليه ، بل علمها ما هو خير لها مما سألته حيث أمرها أن تسبح عند النوم ثلاثاً وثلاثين وتحمد الله ثلاثاً وثلاثين وتكبره أربعاً وثلاثين . ليس هذا فقط ، بل إن من يداوم عليه يجد قوة في بدنه تغنيه عن الخادم ، فذكر الله عموماً يا عزيزتي يعطي الإنسان قوة تفعلين معها ما لا تطيقين فعله بدون الذكر ، ألم تقرئي كتاب الوابل الصيب لابن القيم ؟ !
- لقد أفدتني يا أختي ، أقول لك صراحة لقد فكرت كثيراً في استقدام خادمة لتريحني من عناء البيت ، ولكنك شددت انتباهي إلى هذا الحديث العظيم وفوائدهالكبيره .
- وما تصنعين بالخادمة ؟ ألم تسمعي عن مشاكلها الكثيرة ومتاعبها التي لا تنتهي ! ثم إنني لا أظنك بحاجة إلى خادمة ، فما زلت شابة ، فما عليك إذن إلا بالوصفة التي ذكرتها لك ، ألم يقل النبي- لعلي وفاطمة: هو خير لكما من خادم ؟
منقول للفايدة
المفضلات