[poet font="Arabic Transparent,5,black,normal,normal" bkcolor="darkred" bkimage="backgrounds/43.gif" border="ridge,8,white" type=1 line=200% align=center use=sp char="30" num="0,black"]
جرت نَظَرَاتها نحوي سراعاً = وقد عَََرََفََْتْ بها ماكنت أُُخفي
سهامُ عُيُونِها يَكْشِفْنَ سرِّي = بغير إرادتي بل رُغم أنفي
تُسائلني : لماذا الصمت قل لي = أليس البوح بالمكنون يشفي
فقلت لها وليتي لم أُجبها = لأن إجابتي ستجرُّ حتفي
أرى في الصمت أحياناً شفاءاًً = لما أشكوه من حُرٍ بجوفي
ولو باح الفؤاد بما لديه = لكنتُ من الحياء غضضتُ طرفي
فقالت : أيها المجنون مهلاً = فقلت : كفاكِ من هذا التشفِّي
سَرَتْ من مُقلتيها دمعتانٍ = تُناشدني أليس العذر يكفي
فعذراً إنني أخطأتُ لمَّا = نسيت بأنني قد صرت منفي
ولكني حسبتك يارفيقي = ستصبح لي خليلاً خير إلفي
صرختُ بها وقلتُ لها : دعيني = أبوحُ لكِ بما قد كنتُ أُخفي
لعلكِ حين أكشف مابقلبي = بقلبي ترأفينَ وعنهُ تعفِي
فقالت : لاتكاشفني فإني = سألتك قبل هذا بكلِّ لهفي
فكان الصمتُ خيرَ الردِّ دوماً = كأنكما على عهدٍ وحلفِ
وداعاً إنني قد زدتُ شوقاً = لمن يسبي هوايَ بحسنِ وصفِ
فلما أدبرت أيقنتُ أني = أَبِيتُ صريعَ صمتٍ لايُدَفِّي
فها قد لُذْتُ بالصمت اعتصاماً = وبين يديهِ قد لاقيتُ حتفي
[/poet]
وسلامتكم
المفضلات