لايخفى عليكم أحبتي واخوتي في شبكة شمر ماللنقد من تأثير كبير
على الشخص موضع النقد خاصة اذا كان النقد نقدا جارحا ،وللتغلب
على تأثير هذا النقد ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الناقد والمنتقد
فانني اضع هذا الموضوع بين ايديكم وامام اعينكم ولعلي اكون قد
اصبت في هذا الموضوع فالى ذلك :
كيف نتعامل مع النقد
ربما تكون اللحظات التي يتعرض فيها الإنسان للنقد من أصعب اللحظات
لديه !! خاصة إذا كان النقد ن شخص يعرفه جيداً .إذ أن أثر
ملاحظاته يمكن أن يكون لاذعاً وسريع الأثر ويصل الى العظام . وقد
يكون أكثر ألماً من وقع الفأس علي الرأس . وكما يقول المثل القديم
( الناس يتأثرون جداً بالثناء أو بالنقد ) فالثناء يلمس أكثر الأشياء
حباً لأنفسهم والنقد غالباً ما يكشف نقاط النقص أو الضعف لديهم .
لذلك فإن النقد يعتبر مرآة ذات وجهين .
الوجه الأول : هو كيف نرى نقد الآخرين لنا وكيف
نتعامل معه بأمانة وامتنان ؟
الوجه الثاني : كيف نتعلم ونستفيد من نقد الآخرين ؟r
غريزة النقد :
في أي علاقة سواء علاقة حب أم كره بين شخصين ، أو كانت مجرد
لقاء عابر لدقائق معدودة ، فإن الإنسان بمجرد تعرضه للنقد تجده
تلقائياً وبدون أدنى درجة من التفكير يسن أسلحته ويرد بهجوم أشد
شراسة و يمتلئ حقدا وغضبا ويرتفع مؤشر الحرارة ويزداد جريان
الدم وغليانه في عروقه ، وفي سلوك غريزي مباشر يهاجم هذا
الشخص من ينتقده ، دون أن يفكر في طبيعة هذا النقد . وهنا تتحكم
المشاعر في تصرفات المرء ويغيب دور العقل تماماً ، على الأقل في
اللحظاتالأولى وعندما تسيطر المشاعر ، يصعب علي هذا المرء أن
يستوعب التعليقات والملاحظات النقدية ، وللتغلب علي هذه العقبة
الغريزية يمكن للمرء أن يتبع طريقه تجنبه هذا السلوك الأرعن . وهذه
الطريقة هي دراسة مثلث ثلاثي الإضلاع كما يلي :
البعد الأول:
1- الشخص الآخر الذي يوجه لك النقد
2-أنت
3-الموضوع محل النقد .
البعد الثاني : هو كيف ينظر طرفاً العلاقة إلي النقد .
البعد الثالث : هو العمل معاً لتجاوز الملاحظات وعلاجها بدلاً من تنافر
المواقف وااعتماد في أن رأي الآخر خطأ لا يحتمل الصواب أبداً .
نصف الكوب المملوء
علي المرء أن يعود نفسه على رؤية الجانب المشرق في النقد عليه أن
ينظر أولاً إلي نصف الكوب المملوء بالماء ولا يركز علي النصف
الفارغ .. المشكلة تكمن أساساً في أننا بمجرد تعرضنا للنقد نجهز
أسلحتنا ونفكر أولاً في الجوانب التي نراها إيجابية في شخصيتنا ،
وفي ذات اللحظة نبث ونفتش عن عيوب الآخر الذي يوجه النقد وهذا
الاتجاه يقودنا إلي اتخاذ موقف التفوق والتميز والاعتقاد بالصواب
المطلقمما يدفعنا إلي التصلب في مواقفنا والعناد وعدم السماع لوجهة
النظر الأخرى .
ومن الضروري للمرء أن يدرك عيوبه قبل مزاياه وعليه أيضاً أن يفكر
في مزايا الآخرين قبل الرد على انتقادهم حتى تكون إجاباته حيادية
غير منحازة. وعلى المرء أيضاً أن يكون اكثر صبراً وكرماً . وأن
يحاول شرح وجهة نظره أو مبررات سلوكه الذي تعرض للنقد .
كما يجب على المرء أن يتعامل مع الآخرين بحسن نية ، حتى ولو لم
يكن هذا المنحنى ظاهراً من جانبهم . فهذا لصالحك أنت أولاً .بقدر
رؤيتك لسن نوايا الطرف الآخر يكون ردك على النقد أكثر تحقيقاً
للوفاق والترابط في العلاقة وإصلاح ذات البين وتبادل الآراء دون
عوائق .
وفي هذا الصدد ، عليك تذكر ثلاث خطوات يمكن اتباعها عند الرد على
أي نقد يوجه إليك مهما كان مصدره وتذكر أنه لا أحد يسعد بالنقد
ولكن الخطوات التالية ستجعل التعامل معه أيسر:
الاستماع :
أولي خطوات التعامل مع النقد هو الاعتراف للطرف الآخر بأنك سمعت
ملاحظاته جيداً والواقع أنه سواء كان النقد صحيحاً أم لا فإن تجاهل
الرد عليه يشل إدانة حتمية خاصة إذا سمعه آخرون ومن ثم فلابد من
الرد عليه ولكن كيف يكون الرد ؟
يكون الرد على النقد بعدم الهجوم على صاحبه واستخدام لغة غير
مستفزة فمثلاً يمكن القول ( أفهم أنك قلق من ذلك ) بدلاً من قول
( ليس لك حق في ذلك )
ويجب تجنب توجيه اللوم أو استخدام لغة سيئة مثل ( هذا كذب )
أو ( أنت لا تعرف شيئاً عما تتحدث عنه ) فهذه العبارات يمكنها أن
تزيد النار اشتعالاً .. وهو أمر غير مطلوب .
طلب المزيد :
الخطوة الثانية للتعامل مع النقد هو طلب الزيد من المعلومات ممن
ينتقد . وهنا تكون الإجابة بأنك تصرفت في حدود المعلومات التي
لديك وأنك مستعد لمعرفة المزيد من المعلومات حول الموضوع محل
الخلاف للتصرف بشكل أفضل .
في هذه الحالة يكون الرد أكثر احتراماً للطرف الآخر ويكون مفعوله
سريعاً ومن ثم يتم نزع فتيل الأزمة قبل نشوبها .
الإذعان للحق:
في هذه الخطوة الثالثة والأخيرة إذا وجدت أن الملاحظات النقدية في
محلها عليك أن تقر بأنك كنت خاطئاً وأنك لم تكن تعلم بذلك . وإذا
كان الآمر يتطلب منك اعذاراً عليك أن تقدمه فوراً دون تأخير .
وبعد ذلك حدد ماذا عليك أن تفعل استجابتا للملاحظات النقدية وعليك
أن تشكر الطرف الآخر لأنه قدم لك هذه الملاحظات النقدية وأكد له
أنك ستستفيد منها حالياً ومستقبلاً .
وهذا السلوك سيجد احتراماً لدى الطرف المنتقد أو من أي شخص
يكون شاهداً للواقعة وحينئذ ستشعر أنت بالراحة تجاه نفسك .
وعلى الجانب الآخر إذا وجدت أن التعليقات النقدية غير صحيحة
وتفتقر إلي الدقة ، يجب أن يكون ردك ( هل يمكن أن أشرح وجهة
نظري ؟ ) فهذا التسال سيتيح لك فرصة الحديث وإبداء وجهة نظرك
حتى يسمعها الآخرون .
كن هدئاً:
إذا هاجمك شخص بشراسة ، لا تقاطعه ، أو تحاول الرد
على الهجوم بهجوم مضاد ، ولا تحاول إطالة النقاش أو تسخين الحوار
. وعندما ينتهي من النقد إسأله ( هل هناك أي شئ آخر تريد
إضافته؟ ) أو ( هل أستطيع تحسين هذا الموقف بالطريقة التي تراها
مناسبة لنا معاً )
وأسال الطرف الآخر أن يقترح حلاً للموضوع المختلف عليه . وإذا
واصل الشكوى أو الهجوم عليك ، اعترف له بأنك سمعت كل ما قاله\n
وعاود السؤال مرة ثانية (ماذا أفعل كي يكون الأمر أفضل ؟)
قدم له وجهة نظرك ، وإذا لم تعجبه ،اسأله ( ما الذي يمكن القيام به
كي يبدو الموقف أفضل لنا جميعاً ؟ )
وحاول أخذ الطرف الآخر من موقف توجيه النقد لك إلي جبهة البحث
معك عن الحل المناسب . وإذا واصل النقد ، أجبه بصوت هادئ قائلاً
( أنا أفهم ما تريد ، وأقدر قلقك بشأن الموضوع ، ولكن ماذا نفعل
كي نحل المشكلة) .
وفي النهاية تذكر دائماً قول أحد الأخيار ذات يوم ( رحم الله من
أهدى إلي عيوبي ) نعميستحق الدعاء بالرحمة ذلك الذي يأخذ
بأيدينا إلى طريق الخير المنشور .
المصدر((مجلة الشباب ص 16 العددالعشرون))
هذا وارجو ان اكون وفقت في اضافة معلومة جديدة في هذه الشبكة.
وتقبلوا تحياتي
اخوكم/ابو يزيد
المفضلات