قليل من الحب لايكفي ..وكثيرآ منه قد لايكفي ايضآ ..لكي تتوج كل العلاقات العاطفيه بالنهايات السعيده ويرتبط الطرفان رباطهما المقدس وينتظران ان تدوي صرخات اطفالهما في ارجاء عشهما الزوجي..وأن تكلل عذابات الصبر والسهر والقلق والنواح بأبتسامه هادئه واطمئنان شديد ونوم لايقلقه شئ..كل هذا ليس بالضروري ..كما هو ليس ضروريآ ان تكون كل هذه التداعيات خاليه من التوتر ابان نشوئها وحتى عند نهايتها سعيدة كانت ام تعيسه لسبب ربما هو واحد يتمثل في ان احد اطرافهذه العلاقه العاطفيه قد لايعيش قلق هذه العلاقه وتوتراتها وصدقها المفضي الى عنف التفكير في نهاياتها المحتمله ،فتأتي اليه فاتره وتذهب كما جأت فاتره ،وكثيرآ من العشاق يعيشون خيباتهم مسبقآ قبل ان يصدهم الواقع بما هو أمر من خيباتهم المسبقة الظنون ،وحتى أمر من آمالهم التي صورت خيالاتهم لهم بأنهم متحققه لامحاله وان رضوخها لهذا الواقع إنما هو ضرب من المحال لن يكون..
وتبقى هذه الخيبات واقعآ مريرآ عاناه العشاق منذ القدم فقيس بن الملوح لم تفض به كل توجداته وتشببه بليلى العامريه الى الأقتران بها وكذالك جميل بثينه لاروميو بجولييت وغيرهم كثير..ويستمر هذا الأصطدام بواقع الأختلاف والعادات والنصيب اولآ وأخيرآ حتى وقتنا الحاضر وحتى المستقبل البعيد ،عدا بعض العلاقات العاطفيه التي تقودها المقادير الى ان تكلل بالنهايات السعيده ..وهذا ليس على كل حال ..فمعظم العلاقات العاطفيه على مر العصور نهاياتها مأسوية في الغالب ،وهذه النهايات تعود لأمور عدة ،منها ان يكون هناك خلل ما في العلاقه العاطفيه ذاتها ربما من كلا طرفيها وربما من احدهما كالشك او الغيره او الخيانه ..او..او.. ، ومن العشاق من يقوده تخوفه من الأصطدام بهذا الواقع المريرالى التسويف والأنتظار لكي تجلب له الأيام نهايه سعيده كأن يحلم بها وبقيت تراوده في خياله دون ان يتقدم هو نحوها بخطوه ايجابيه ،قد تبلغه اياها وليبقى الطرف الأخر يصارع قلقه ومخاوفه من هذا الواقع والأيام تسرق منه ماتسرق..وكثيرآ مايقتل الخوف هذه العلاقات العاطفيه فيقضي على إمكانية وصولها الى النهايات السعيده في الغالب…هذا الخوف الذي قد يكون مبرره الأساسي الخوف اصلآ على هذه العلاقه من ان تصل الى مفترق طرق لايمكن بعده الاجتماع ابدآ عندما يأخذ الفراق طريقين متوازيين لايلتقيان وربما كان مبرر هذا الخوف ريبة ما يتوج منها احد طرفي هذه العلاقهلسبب ما او لغاية ما فيحاول بشكل او بأخر إبقاءها طي الكتمان لاترى النور ربما لتوقيت مناسب قد يراه هو وربما لكي لاترى النور ابدآ ،فتختنق هذه العلاقه في الظلام كما بدأت واستمرت خلاله ايضآ…وربما خاف الطرف الاخر على معشوقه من ان تسئ اليه هذه العلاقه إذا ماظهرت الى النور خصوصآ في المجتمعات التي لاتقر مثل هذه العلاقات العاطفيه حتى وان كان بها من العفه مابها إلا انها تبقى تجاوزآ على القيم وعلى العادات ،فيحجم العاشق عن إظهارها للنور حفاظآ على معشوقه وعلى استمرارية هذه العلاقه وهو يعلم سلف مع معشوقه انها لن تظهر الى النور ابدآ ولن تكلل عذاباتها بالنهايه السعيده طالما انها بقية طي الكتمان …الا ان بعض العشاق تمرد على عاطفتهم الصادقه على مرارة الواقع وقسوته فيرفض ممارسة العطاء في الظلام ويأبى إلا ان يظهر بها وبمعشوقه الى النور ولكن ليس على كل حال يصل الى النهايه السعيده التي ينشدها او سعى اليها من تمرده هذا ويبقى الواقع المرير اقوى من كل محاولاته مع الطرف الآخر للتقدم الى الأمام خطوه حتى وان وضع العقده في المنشار كما يقولون….
وهكذا يبقى هذا الواقع المرير بأحداثه وعاداته وتقاليده وظروفه وأنسه حائلآ دون تحقيق وصول هذه العلاقات العاطفيه بكل جمالياتهاوعذاباتها ومعاناتها واطرافها الى النهاية السعيده(الزواج) التي يتمناها كل عاشق على وجه الأرض ويبقى للعشاق امل يسكنه الكثير من الرجاء الى اتمام هذا الحب وتتويجه بهذا الرباط المقدّس ولكـــــن..
تكبر الكثير من الدوائر وتتكاثر الكثير من علامات الأستفهام وتبقى الأسئله حائره دون إجابه شافيه يمكنها ان تبلغ العشاق شيئآ من الطمأنينه على ماهو بين ايديهم الآن قبل ان تأخذ الايام منهم ماتأخذه وقبل ان تصبح آمالهم مجرد بكائيات لاطائل من ورائها سوى اجترار الكثر من الأحزان والآلام على ماحال دونه واقهم المرير او تفريطهم احيانآ كثيره وربما وقف احدهم يومآ امام احتفال كانت شموعه له هو فضأئت لغيره وباتت معشوقته لغيره دون ان يكون له الحق في شئ سوى البكاء والبكاء فقط؟؟
وهنا لاينفع الندم ولايمكنه إعادة ما فات ،ويبقى حال العشاق كما هو منذو عصور التاريخ الاولى وحتى وقتنا الحاضر ..علاقات عاطفيه ناقصه ..ناقصه ..إلا ماندر..و(ندر) هنا بكل مافي الكلمه من معان …وتبقى قصصهم واشعارهم واخبارهم مؤشرآ واضحآ على ان الحب لايؤدي الى الزواج في الغالب….
المفضلات