حدثتني إحدى الجدات أنها في يوم من الأيام
خرجت بصحبة أولادها وعائلتهم إلى البر ثم
حلت صلاة المغرب فأدى الجميع الصلاة ثم
ركبوا سياراتهم وغادروا إلى بيوتهم ولكن
جدتهم لم تكن معهم لأنها كانت تصلي المغرب
بعيداً عنهم قليلاً , ذهب الأولاد ظناً منهم أنها
مع أحدهم ( كل يظن أنها مع الآخر ) . عندما
عادت الجدة إلى المكان لم تجدهم ولم تجد لهم
أثراً فظنت أنهم هموا بها سوءاُ , فبحثت عن
مكان تختبئ فيه عن سباع الصحراء فوجدت
برميلاُ مدفوناُ في الأرض يعمل فيه (( المندي ))
فاختبأت فيه , بعد ساعة تقريباً سمعت أصواتاً
قريبة منها ولكنها غريبة (( ضحك وقهقة ))
فتحت فتحه صغيرة لكي تطل منها لترى لعل
وعسى أن ينقذوها ولكن تبين لها شيء آخر
إنهم .. مجموعة شباب معهم طفله لم يتجاوز
عمرها خمس سنوات فهمت هذه الجدة مقصدهم
ففكرة في حيلة كي تنقذ هذه الطفلة من بينهم
فما كان منها إلا أن نقضت ضفائرها وكانت
صغيرة وشعرها مجعد فنفشتها حتى كانت مخيفة
ثم خرجت من البرميل على هؤلاء الشباب فولوا
هاربين من الخوف والذعر تاركين غنيمتهم ظناً
منهم أن تلك العجوز جنية , فأخذت الطفلة وجلست
معها حتى جاء الفرج , إنها سيارة أولادها لقد
عادوا للبحث عنها بعدما تبين لهم الأمر فوجدوها
وبصحبتها هذه الطفلة فاعتذروا لها عما بدر منهم
بغير قصد فقبلت اعتذارهم وروت لهم قصتها فأعجبوا
بها وببطولتها وعادوا إلى المنزل بعدما سلموا الطفلة
للشرطة .
أم إبراهيم _ الزلفي
مجلة مساء
سبحان الله العظيم
جعل نسيان هذه العجوز رحمه لهذه الصغيرة
ربما دعوة .. أم أو أب.. هذه الصغيرة خرجت
من قلب صادق .. جعلت في تدبير هذه الجدة
خلاص من عار طول الدهر ..اللهم لك الحمد
تحيات أخوكم ومحبكم بالله
طاب الخاطر
المفضلات