كانت شاعرة تدعى مزنة من شمر ، تحب رجلا يسمى فهد الهبيرة من شمر
أيضا وقد انقضى نصف عمر كل منهما وهو لم يطلب الزواج لتأمل حبه للآخر ،
وقام بعض اقارب فهد بحملة عليه لعدم تزوجه ، فأظهر لهم بعض الرضا
والمجاملة وقام يخطب لبعض النساء وهو مصر على حبه الأكيد ، وأخفى السر
عليهم . وعند ذلك سنحت الفرصة لأهل الوشاية فما لبثوا حتى أوصلوا الخبر
للمذكورة ، فأخذ الشك يساور نفسها .. وفي سنة من السنين كان أهلها
يقطنون ماردا طيلة أيام الصيف يستخرجون منه الماء بواسطة السواني على
الإبل .
بالصدفة أتى أحد الوشاة ، وأهل هذه الفتاة يسقون إبلهم ، وهي راكبة
السانية فبدأ بالحديث مع الموجودين ومن ضمنهم إخوانها قائلا : لقد علمت أن
فهد بن الهبيرة استمع لشور جماعته فتزوج . ولكن للأسف الشديد لم يوافق
على ذلك إلا بعد أن مضى عصر شبابه ، وأقبل عصر الشيب . وكان حديثه يرن
في مسامع مزنة وملقية إليه كل حواسها ، فسقطت من ظهر السانية مغشيا
عليها فأقبل الحاضرون وإخوانها يرشون عليها الماء ، حتى أفاقت وقد حضر
محبوبها مع من حضرها ، فاعتذر منها مكذبا لما بدر من غيره ، من الافتراء الذي
لا صحة له . فقالت هذه الابيات مباشرة :
من عافنا عفناه لــــــــــــو كان غالي
ومن باعنا بالـــــــــرخص بعناه بزهود
وش عاد لو هـــــــــو بالمحبة حكالي
ولو كان من جود العهد يمسك العود
اصخي لمن هو بالمــــــــودة صخالي
ومن دار بنا الارباح درنا به الـــــــــزود
نفسي زعوله مـــــــــــا تبقي لتالي
الى جاب زلة صاحبي كـــــل مقرود
......... المصدر جريدة اليوم ..عدد 10751 بتاريخ 16/09/1423هـ
تقبلوا تحيات اخوكم الصغير
الراسي
المفضلات