صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
عرض للطباعة
جزيتم خيرا
حول ان لاتنام الا وقد سامحت وابحت الكل
اللهم صل عى محمد وآله وصحبه اجمعين
عليك قبل أن تعصي الله عز وجل أن تتفكر في هذه الدنيا وحقارتها وقلة وفائها وكثرة جفائها وخسة شركائها ، وسرعة انقضانها . وتتفكر في أهلها وعشاقها وهم صرعى حولها ، قد عذبتهم بأنواع العذاب ، وأذاقتهم مر الشراب ، وأضحكتهم قليلا وأبكتهم كثيراً وطويلاً .
القلب يمرض كما يمرض البدن، وشفاؤه في التوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاؤه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى،
ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة، والتوكل، والمحبة، والإنابة
- أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله أول ما يحاسب عليه العبد من حقوق الله تبارك وتعالى الصلاة ، فإن صلحت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر، ففي (سنن الترمذي) و(النسائي) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئاً. قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك )) . وفي (سنن أبي داود) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة ، قال: يقول ربنا – عز وجل – لملائكته: انظروا في صلاة عبدي ، أتمها أم نقصها ؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ، وإن كان انتقص منها شيئاً ، قال: انظروا ، هل لعبدي من تطوع ، فإن كان له تطوع ، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ، ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك ))
"من دعا إلى هدى"
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/8kw34029.gif
قال: يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ،وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَابْنُ حُجْرٍ ،
قَالُوا : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ ، عَنْ الْعَلَاءِ ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ،
وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا "
رواه مسلم .(1)
هذا الحديث - وما أشبهه من الأحاديث - فيه : الحث على الدعوة إلى الهدى والخير ،
وفضل الداعي ، والتحذير من الدعاء إلى الضلالة والغي ، وعظم جرم الداعي وعقوبته .
والهدى : هو العلم النافع ، والعمل الصالح .
فكل من علم علماً أو وجه المتعلمين إلى سلوك طريقة يحصل لهم فيها علم : فهو داع إلى الهدى .
وكل من دعا إلى عمل صالح يتعلق بحق الله ، أوبحقوق الخلق
العامة والخاصة : فهو داع إلى الهدى .
وكل من أبدى نصيحة دينية أو دنيوية يتوسل بها إلى الدين : فهو داع إلى الهدى .
وكل من اهتدى في علمه أو عمله ، فاقتدى به غيره : فهو داع إلى الهدى .
وكل من تقدم غيره بعمل خيري ، أو مشروع عام النفع : فهو داخل في هذا النص .
وعكس ذلك كله : الداعي إلى الضلالة .
فالداعون إلى الهدى : هم أئمة المتقين ، وخيار المؤمنين .(2)
http://ahl-alsonah.com/up/upfiles/8kw34029.gif
(1)( رواه مسلم / المسند الصحيح / كتاب العلم/ باب من سن سنة حسنة أو سيئة
ومن دعا إلى هدى أو ضلالة / حديث رقم4831).
(2) (كتاب بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار/
للشيخ :عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله/ الحديث العاشر).