يذكر أنه اجتمع طائفة من الملاحدة بأبي حنيفة-رحمه الله-
فقالوا ما الدلالة على وجود الصانع؟
فقال : دعوني فخاطري مشغول بأمر غريب.
قالوا : ما هو؟
قال : بلغني أن في دجلة سفينة عظيمة مملوءة
من أصناف الأمتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعه
من غير أن يحركها أحد ولا يقودها أحد.
قالوا : أمجنون أنت؟!
قال : وما ذاك؟
قالوا : إن هذا لا يصدقه عاقل!!
فقال لهم : فكيف صدقت عقولكم أن هذا العالم
بما فيه من الأنواع والأصناف والحوادث العجيبة،
وهذا الفلك الدوار السيار يجري ويحدث هذه الحوادث من غير محدث ،
وتتحرك هذه المتحركات بغير محرك؟ فرجعوا إلى أنفسهم بالملامة