اقتباس:
ترسخ مفهوم الأزمه منذ نعومة اظفارنا .. فكل شيء تقع عليه اعيينا ، للأزمه نصيب منه . وعبر مرّ السنين اصبح الازمه من الامور المسلّم بها ونعيشها وحقيقةً تكيّفنا معها ولا نمتعض ولا نعاني منها . فهي جزء لا يتجزأ من مخيخنا الايمن ولا نستطيع العيش بدونها ..!!
اعتقد ان مفهوم الازمة اصبح جزء من الشخصية العربية
فلا فكاك منه إلا بتفكيك هذا المخيخ الى اجزاء عدة!
اقتباس:
في مراحل طفولتنا المبكره نعيش أزمه " اماكن الترفيه " ولا زال أبنائنا يعيشون في اكنافها. وفي تلك المرحله .. ايضا " نعيش أزمة " التحريم فأغلب علاقاتنا بافراد مجتمعنا بها بعضة عشر " تابو " والتابوهات لم ينزل الله بها من سلطان . من التابوهات التي لازالت عالقه [ الجلوس مع الرجال وإن كان لا بد فاختر موقعا نائيا لا متّكأ به / الأكل مع الرجال وخصوصا " بالقلطه " الاولى او الثانيه ، اي نقتات على فضلات تلك الوليمه .. وغيرها كثير ]
ازمة ولدت ازمات وكان عندنا تابو مثلث الاظلاع فأصبح تابوهات
لا تعد ولا تحصى!قبل ايام كنت اتحدث مع صديق عن نقص الخدمات في الخفجي فقلت له بألامكان جعل الخفجي افضل مدينة و- اخضر- مدينة!
قال كيف قلت له يفترض الاستفادة من هذه المستقعات البارزة على وجه الارض بدل دبغها وجعلها ارض صالحة للسكن! فنحن لسنا بحاجة الى
مساحات من الاراضي الصالحة للسكن بقدر حاجتنا الى اخضرار الارض!
فضحك هذا الصديق وقال لسنا في اليابان! وقد يأتي زمن على اقتراحك
لكن في زمن احفاد احفادنا!
اقتباس:
عند بنوكنا .. نعيش ازمة كبرى متشعّبه إلى أزمات اخرى اقل حِدّه" أزمة المواقف / أزمة حسن التعامل / أزمة توفر الخدمات البنكيه / أزمة الهامش الربحي الكبير في القروض " في بلاد غير بلادنا تلك البنوك رائدة في تقديم الخدمات الاجتماعيه للمجتمع رغم ان المجتمع لا يقدم لها نقودة مجانا بل يحصلون بالمقابل على تكرّمهم بايداع نقودهم لديها بفائده يحصل عليها المودع والمنّه في ذلك للمجتمع ، وبالمقابل نحن هنا نقدم لهم نقودنا مجانا ويحصلون على فوائد مجيّره لهم مجّانا ، وزيادة على ذلك الفضل يعود لتلك البنوك ونحن من المُحسَن عليهم ؟!
في كل دول العالم هناك قاعدة مفادها بأن المصارف في خدمة العملاء
إلا عندنا فالعملاء في خدمة المصارف! واعتقد مصارفنا على حق!
فقد فهمت معنى العملاء بمعناه المخابراتي فكانت النتيجة كما ترى!
اقتباس:
نعيش " أزمة " التعليم العالى وتوفر الجامعات . جامعاتنا تعدّ على رؤوس الاصابع واغلب المدن لا تتوفر بها جامعات ويلزم الهجرة مئات الكيلو مترات للعثور على أقرب جامعه وهي لا تغطّي احتياج مدينتها فكيف بهجرة المدن المجاورة إليها؟
يتفاخر ويتباشر سكان المحافظات عندما يزعم بأنشاء كلية تقنية في محافظتهم وينسون ان استحقاقهم الحقيقي هو انشاء اكثر من اربع
جامعات في كل محافظة وفي كل التخصصات!
اقتباس:
نعيش " أزمة حريّة الرأي " فالحديث حول الحريه يسبب أزمه عندما تتجاوز الحدود ، ولا ندري كيف يتم تقييد الحريه بحدود !! ولا زلنا نطلق عليها حرية ؟!
من اوصلنا الى ازمة الحرية هو المفهوم السلبي لمعنى الحرية!
فالحرية تعني لنا العري والانفلات والسكر في الحواري والطرقات!
بينما حقيقة الحرية هي - اعطني الحرية او امنحي الموت-
فالحرية تعني الحياة وغيابها يعني الموت !
اقتباس:
نعيش " أزمة الثقافه " فجميع مايتم طرحه في الصروح التعليمية مبنى على التلقين ، وعند ختام مرحلة التلقين يتم مطالبتهم بفهم ما تم تلقينه لهم على مرّ عقد ونيّف من الزّمن . لا يتوانون في اختيار انواع الفحوص " الفهميه " فخرجوا لنا بالقدرات ، ثم بالتحصيلي ولا ندري ماذا يبتكرون للاجيال القادمه ؟!
التعليم اليوم اصبح ضربة حظ ليس إلا! فمن يتجهد ويثابر
قد يسقط في هذه الاربعة ساعات المتواصلات والمرهقات
المسماه بفحص القدرات!ويفوز من كان يلهو بالساحات!
ن
اقتباس:
عيش " أزمة الجدال " فلا يجتمع إثناء لمناقشة أمر إلاّ والجدال ثالثهما ، الغالب في هذه الأزمة هو حبّ الجدال فقط .
كيف تبرز سيادتك على من حولك ان لم تكن خصم عنيد في الجدال
وازعاج الخصم حتى تصرعه من الارهاق!
فيصفق لك الجالس من الرجال فتصبح حديث المقال!
اقتباس:
نعيش " أزمة الانفتاح الذهني " فبمجرد الدخول من بوابة الانترنت ، تتفتح بصائرنا وندعو الجميع للدخول من هذه البوابة السّاحره ، والأزمه هنا مختلفه عن الازمات السابقه .. والاختلاف اننا نحن " المعاصرين " لنا يد بها ، فندعو كبارنا وصغارنا بلهفه للدخول لهذا العالم ولم نعطي انفسنا فرصه لفهم هذا العالم وتحديد الأراضي الصلبه وتعليمها ثم ارشاد من ندعوه لها وتحديد الأراضي الهشّه والتحذير منها . وجرح هذه الازمه غائر لن يشفى منه مجتمعنا قريبا فهو لازال يُمعن في غورها ولا ندري متى يفيق جسد هذا المجتمع ؟!.
اما مسألة الذهن فهي مفتوحة ومفتحة على الاخر
لكن في الاتجاه الخطأ!
اقتباس:
نعيش " أزمة الحوار " فلم يتم اعداد المجتمع لقبول الحوار مع الغير واقصد بالغير من هم في تصنيفه افكارهم وتصرفاتهم خارج إطار عُرف المجتمع . فإتّحاد أزمات كـ " الجدال ، حرية الرأي ، الحوار " مع بعضها البعض ، يخلق جوّا فاسدا لا يصلح للإستنشاق .
قطرة واحدة من المواد الفاسدة تفسد عليك انهار!
وهذا ما يستخدمه اعداء الاجواء النقية!
اقتباس:
نعيش " أزمة التيّار " في ظل إفتقار الفرد للقدره على تطوير ذاته وتوسيع مداركه ، فالإرتماء تحت مظلة التيّار هو الحل الوحيد لدى الأغلبيه ، فيكفي ان تنظم تحت "تيّار يؤيك " لكي تنعم برغد العيش الفكري ، أزمة الجدال .. في ظل أزمة التيّار .. تخف حدّتها فيكفي الفرد أن يجد خلفه أفواه تهتف له .. فيغنيه ذلك عن تطوير ذاته .، أزمة حريّه الرأي .. تخف حدّتها ايضا فيكفي الفرد أن يجد خلفه مناصرين يدوسون على جميع القيم من اجل ترسيخ رأي الفرد منهم . وبالتأكيد ذلك على حساب الرأي المغاير .!!
لاتقبل عضوية مفتح العيون والذهن والمدارك في جميع التيارات!
فالعضوية في هذه التيارات تتطلب ذوبان كامل لكامل العضو!
وهناك ناس قبلوا ان يذوبون مع الذائبون بدون ان يعلم احد عن سبب الذوبان المجاني!
اقتباس:
عشت " أزمة احصاء الأزمات " عندما رأيت ان اكتب موضوعي هذا ، فحتى تعدادها بشفافيه مطلقه ، يسبب لي أزمه
من يعيش الدور ويتقنه بأحترافية عالية لابد وان تطاله شظايا
من الاحلام اما وردية او رمادية!
اقتباس:
إن كان بموضوعي شائبة عدم الترابط او الخروج عن الفكره العامه او بعض الهفوات الاملائيه ، فهذا راجع إلى ان لوحة مفاتيحي بها أزمه جفاف محبرتها
لو ان الجاحظ لحق وعُلم بلوحة مفاتيحك لأفرد لها باب من ابواب الشح!.
شكرا لك استاذي العزيز ابو سلطان على موضوعك القيم.