اقتباس:
فيما مضى كنت ممن يعتبر النقد أو البحث عن الأخطاء لأخذ العبرة والعظة (هو التصرف السليم) لمعالجة الوضع السيء أو الممارسة الخاطئة أو السلوك المنحرف
وكنت أمارس تلك السياسة وأسير على ذلك النهج دون أن أصل إلى الإصلاح المنشود ودون أن أحقق أي نجاح يذكر في تقويم تلك الأخطاء
بالتأكيد لن تحصلي على النتيجة ! لأن ماتزرعينه هو ليس لك وانما لأبنائك واحفادك!
ومع ذلك واصلت السير على نفس منهاجي ليقيني بأن تذكر الخطأ أفضل من نسيانه على الأقل حتى يكون ماثلاً أمامي فلا أقع فيه مرة أخرى
واكتشفت أنني أسير في مكاني فلم أتقدم خطوة واحدة بل ربما صرت في المؤخرة بسبب ذاك الإعتقاد !!
لأنك تريدين جني الثمار في غير وقتها ! لذلك خرجتي من المولد بلا حمص!
حينها أدركت أنني أجلد ذاتي بذاتي وأنني أحرم نفسي لذة التقدم والسير بخطوات كبيرة وواثقة إلى الأمام لمجرد الخوف من الوقوع في الخطأ أو تكراره !!
من يبحث عن اللذة عليه ان يبتعد عن الشأن العام! وانظري الى حال مصلحي الامة
كيف كانت حياتهم !
تفكيري كان سلبياً ومتشائماً وصنع مني إنسانةً متشائمة لايمكنها أن تتعايش مع ماضيها فضلاً عن واقعها فكيف ستفكر في المستقبل إذاً !!؟
هذه ضريبة لابد وان يدفعها من يدخل في دائرة الهم الجمعي !
ولكن اطمأني فهي حالة سرعان ماتنتهي ! ويصبح معها التعايش طبيعي!
أدركت أنني بهذا التفكير السلبي والمتشائم أخلق حولي جواً مشحوناً باليأس والاحتضار والخوف وأجعل من حولي ربما يشمئز ويتضايق كلما قرأ لي حرفاً أو سمع مني حديثاً لأن تفكيري سينعكس على أفكاري ومنها على حياتي وبالتأكيد سيؤثر ذلك فيمن حولي
اعتقد ان الولوج في هموم الامة وماتعانيه يتتطلب من الانسان الحصيف
ان يقدم هذه المنقصات على حياته اليومية وهو مسرور!
اما من كان غير ذلك بأمكانه ادارة جهاز المخ الى برامج اخرى
اقل تأثيرا واكثر ضرراً ولكن لا يأمن يوم الحساب وليحضر الجواب!
في كل مكان
في المنتديات وفي الصحف وفي شاشات الفضائيات في أي مكان تتابع فيه كتّاباً ومفكرين فإنك تجد في ذهنك انطباعاً خاصاً بذاك الكاتب عن غيره !!
وهل يوجد من يقول غير هذا القول ؟
فهذا مثلاً تشع في كتاباته روح التفاؤل حتى وإن كتب عن الخطأ فهو يكتب عنه بطريقة تجعلك تشعر أن ذلك الخطأ أقل وأحقر من أن نتوقف عنده ونستهلك وقتاً وجهداً للبحث فيه
لابد لنا من المرور على الخطأ حتى نعرفه جيدا من غير ان نتوقف عنده!
هو إيجابي ومتفائل بحيث أنه يتجاوز الأخطاء والعثرات القديمة ويركز جهده وطاقته في السير قدماً ومراقبة طريقه والعقبات التي ستواجهه ليعالجها في حينها
وهذا عادة هو الفرد المنتج والفعال والمؤثر في الأمة
اعتقد ان من يمر على اخطاء امته هو شخص متفاءل لحاضر ومستقبل امته!
اما من يمجد الماضي فهو شخص متشائم من الحاضر والمستقبل
والديل واضح جدا!
بينما هناك من تجد روح التشاؤم واليأس والقنوط تسيطر على تفكيره فيجعل همه هو التركيز على الأخطاء والبحث والتنقيب عنها ويكرس وقته وجهده لمعرفة أسبابها بينما لو نظر حوله لوجد أن تلك الأخطاء لاتزال تُمَارس والسبب أنه انشغل عن معالجتها بالتفكير في ماضي أخواتها !!
وبالتأكيد لن يصل إلى الحل !!؟
بعيدا عن اليأس والقنوط: اعتقد ان من يتصف بهذه الصفات لا يمكن لنا ان نصفه بالمتشائم!
بل هو شخص متفائل !والدليل انه يبحث عن حلول ومخرج تخرجه وامته من هذا النفق!
فلماذا نجعل من أخطاء الماضي حجر عثرة تعوق تقدمنا !!
لأنها حجر عثرة!
لندع الماضي للماضي ولنركز على حاضرنا ومستقبلنا !!
وهذا مانريده عندما ننبه عن اخطأ الماضي!
نعالج مشكلات الحاضر ونخطو نحو إنجازات المستقبل لندرك النجاح والتقدم
ولنكن أكثر تفاؤلاً
نعم من يريد المستقبل يجب عليه ان يكون متفائلاً!
فالتفاؤل منهج نبوي لايأتي إلا بخير
نعم هذا صحيح وقد يكون هناك رأي اخر !
دمتم متفائلين وإيجابيين
حياك الله اختي الكريمة الجوهرة على هذا المشاركة التفاؤلية!
والمعذرة على المداخلة المطولة.