لم يتجاوز حارس مرمى المنتخب الإسباني ونادي ريال مدريد إيكر كاسياس سن الثامنة والعشرين ولكنه رغم ذلك حقق العديد من الإنجازات التي قد يحسده عليها الكثير من حراس القارة الأوروبية.
فبعد أن ساهم في فوز النادي الملكي بالعديد من الألقاب خلال الأعوام الثمانية الماضية، والتي كان أبرزها لقب الليغا أربع مرات ولقب دوري أبطال أوروبا مرتين، ها هو يتألق من جديد ليحقق هذه المرة إنجازاً جديداً على المستوى الدولي بقيادته لبلاده إلى الدور نصف النهائي من كأس أمم أوروبا الثالثة عشرة (يورو 2008) للمرة الأولى منذ 24 عاماً.
وإلى حد كبير لم تتفاجأ جماهير الكرة الإسبانية بالمستوى الرائع الذي قدمه حارس مرماها في مباراة ربع النهائي يوم الأحد أمام بطلة العالم إيطاليا وتصديه لركلتي الترجيح من أنطونيو دي ناتالي ودانييلي دي روسي.
ففي الموسم المنقضي بالتحديد وقبل انطلاق البطولة بأيام كان كاسياس قد قدم مع ناديه ريال مدريد أفضل أداء له منذ بدأ مسيرته الإحترافية في موسم 1999/2000، حيث نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة في 14 مباراة من أصل 36 مباراة لعبها في الدوري ودخل مرماه خلالها 32 هدفاً فقط ليحصل للمرة الأولى في تاريخه على جائزة زامورا التي تقدمها سنوياً صحيفة ماركا لأفضل حارس في الليغا.
ولكن الحارس الإسباني بدا متواضعاً بعد مباراة إيطاليا عند تسليمه جائزة "أحسن لاعب في المباراة عندما قال: "قدمنا أداءا جيدا ولم نخاطر كثيراً وكذلك فعل الإيطاليون، ربما حالفنا الحظ بعض الشيء"، مضيفاً: "لا يجب أن نعتقد أن مباراة روسيا في نصف النهائي ستكون سهلة لاننا فزنا عليهم 4-1 في المباراة الأولى، أنهم فريق مختلف تماماً الآن".
يذكر أن هذه هي المشاركة الرابعة لكاسياس كحارس أساسي مع المنتخب الإسباني في إحدى البطولات الكبرى، فبعد أن شارك كحارس إحتياطي لكل من خوسيه مولينا وسانتياغو كانيزاريس في كأس أمم أوروبا 2000 ببلجيكا وهولندا، منحه المدرب خوسيه أنطونيو كاماتشو مهمة حراسة عرين المنتخب في كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان وهو في سن الحادية والعشرين.
وكان الحارس الشاب على مستوى المسؤولية حيث قدم في هذه البطولة أداءاً رائعاً وساهم بشكل أساسي في فوز فريقه بركلات الترجيح في دور الـ 16 على منتخب جمهورية أيرلندا بتصديه لركلتي دافيد كونولي وكيفن كيلبان، ولكن الحال اختلف في الدور التالي حيث لم ينجح في التصدي لأي ركلة ترجيح من لاعبي كوريا الجنوبية ليودع فريقه المنافسات في واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة.
ولم تكن المشاركة مع المنتخب الإسباني في البطولة التالية، كأس أمم أوروبا 2004، على نفس القدر من النجاح حيث ودع المنافسات من الدور الأول بعد أن خسر فريقه في المباراة الثالثة والحاسمة في مجموعته أمام صاحب الأرض المنتخب البرتغالي بهدف دون مقابل.
ثم جاء كأس العالم 2006 بألمانيا ليشهد تألق لافت للفريق بتصدره لمجموعته في الدور الأول بثلاث إنتصارات متتالية لعب منها كاسياس مباراتين وتلقى مرماه هدفاً واحداً، ما دعى الكثيرون لترشيح الفريق للمنافسة على اللقب، ولكن الحظ العاثر أوقعهم في دور الـ 16 أمام فرنسا زيدان التي قلبت تأخرها بهدف إلى فوز 3-1، ليعود الإسبان إلى بلادهم مرة آخرى بأيدي خالية.
ولكن رغم هذه المسيرة الطويلة مع المنتخب الإسباني لا يوجد أدنى شك أن المباراة الدولية الـ 80 لكاسياس مع منتخب بلاده والتي تألق خلالها يوم الأحد على ملعب إرنست هابل في العاصمة النمساوية ستبقى عالقة في أذهان جميع مشجعي الكرة الإسبانية للعديد من السنوات القادمة.
بدورها هللت الصحف الإسبانية الصادرة يوم الاثنين لحارس مرمى منتخب بلادها وقائده ايكر كاسياس "البطل" بعدما تألق الأخير في المباراة التي فاز بها الإسبان على نظرائهم الإيطاليين أبطال العالم بركلات الترجيح (4-2).
http://www.aljazeerasport.net/NR/exe...7EC5C4A444.htm