من القائل ، وماذا يسمى الأدب الذي يكتب على هذه الطريقة :
حَكى الحارثُ بنُ همّامٍ قال: سمَرْتُ بالكوفَةِ في ليلَةٍ أديمُها ذو لوْنَينِ. وقمرُها كتَعْويذٍ من لُجَينٍ. معَ رُفقَةٍ غُذوا بلِبانِ البَيانِ. وسحَبوا على سَحْبانَ ذيْلَ النّسْيانِ. ما فيهِمْ إلا مَنْ يُحْفَظُ عنْهُ ولا يُتَحفَّظُ منْهُ. ويَميلُ الرّفيقُ إليهِ ولا يَميلُ عنهُ. فاستَهْوانا السّمَرُ. الى أنْ غرَبَ القمَرُ. وغلَبَ السّهَرُ. فلمّا روّقَ الليْلُ البَهيمُ. ولمْ يبْقَ إلا التّهويمُ. سمِعْنا منَ البابِ نبْأةَ مُستَنْبِحٍ. ثمّ تلَتْها صكّةُ مُستفْتِحٍ. فقُلنا: منِ المُلِمّ. في اللّيلِ المُدْلَهِمّ? فقال:
يا أهلَ ذا المَغْنى وُقيتُمْ شَـرّا
***
ولا لَقيتُمْ ما بَقـيتُـمْ ضُـرّا
قدْ دفَعُ الليلُ الذي اكْفَـهَـرّا
***
الى ذَراكُمُ شَعِثاً مُـغْـبَـرّا
أخا سِفارٍ طالَ واسْبَـطَـرّا
***
حتى انْثَنى مُحْقَوْقِفاً مُصْفَرّا
مثلَ هِلالِ الأُفْقِ حينَ افْتَـرّا
***
وقد عَرا فِناءكُمْ مُـعْـتَـرّا
وأمَّكُـمْ دونَ الأنـام طُـرّا
***
يبْغي قِرًى منكُمْ ومُستَقَـرّا
فَدونَكُمْ ضَيْفاً قَنوعـاً حُـرّا
***
يرْضَى بما احْلَوْلى وما أمَرّا
[align=center]
وينثَني عنْكُمْ ينُثّ الـبِـرّا
[/align]