الشيخ عايض القرني داعية ذو اسلوب مميز وأديب يأخذ بالألباب بجمال عباراته ووفرة استشهاداته وترابطها ..
أحبه وأستمتع بما يطرح خصوصاً مزجه الساحر بين الشعر والآيات والأحاديث والحكم والطرف!!
وهو ليس عالم ولا سياسي محنك ولا صاحب نهج فكري ملتزم به ويدور معه!!
بالتأكيد هو لم يخطأ بمدحه السابق لعلي صالح لأنه مدح عام لأهل اليمن وهو من التلطف مع زعيم هو في زيارته مع جملة من الدعاة والمناسبة كما يبدو بعد توحيد اليمن ، وتوحيد اليمن من الأحداث التي فرح لها غالبية المسلمين والعرب لأنها بعكس التفكك والتشرذم الذي كان سمة الواقع العربي في تلك الحقبة ، وهو حسنة لصالح لا يمكن انكارها ..
الشيخ عايض فيه شيء من الطناخة والاندفاع ينسى فيها أن ما يقوله محسوب عليه وعلى الخط الاسلامي الحركي بشكل عام فتراه يأخذ بالمواقف الجماهيرية ويتحمس لها مثل موجة الاندفاع مع تغيير الحكومات وذم الحكام السابقين (ضحايا الربيع العربي) وهذه عادية لو نظرنا لعايض القرني بمنزلته التي هو فيها كمسلم خطاء يتحمس ويحب ويبغض ويتأثر بما حوله ، ولكنها كبيرة عندما ننظر لعايض كعالم ورجل فكر وسياسي محنك يجب أن لا يقع في مثل هذا !!
فعايض أخطأ هنا والشيخ فلان أخطأ هناك والعالم ذو الثمانين خريفاً الذي لم يكن له أي موقف سياسي ولا تعليق على أحداث جسام مرت على المنطقة أخطأ بتكفير القذافي والتشنيع عليه والرد على أقاويله التي مضى عليها عقود ولم يناقشه عليها في حينها ولم يراجعه فيها..
وهكذا فهم يخطئون ويصيبون كغيرهم من البشر ولكن اضفاءنا عليهم هالة من القدسية ولجمنا لكل منتقد موقف خاطئ لهم بمقولة "لحوم العلماء مسمومة" وكأن أكل لحوم سواهم جائز رغم ان الاسلام لم يضع طبقية وما حرم شي على ناس وأحله لآخرين بل جعل التفاضل بالتقوى فقط والتقوى ليست شيء ظاهري كمنصب حكومي أو رئاسة حزب أو كثرة معجبين ومريدين لذلك لا يحكم بها ولا تلصق بأحد ولا يعني ذلك عدم احترام العالم أو ذو الشيبة المسلم أو الحاكم أو سواهما ممن ذكر توقيرهم وتقديرهم..
فالخطأ خطأ نظرتنا لظاهر التدين وتنزيهه عن الخطأ أو اسقاطه لأي خطأ "لا توسط بيننا" ، وكذلك وضع بعض العاملين للدين أو المتصفين بظاهر ديني لأنفسهم موضع المنزهين عن الخطأ ومحاولتهم تبرير أخطائهم بربطها بالدين "تمترس بالدين" ..
فمثلاً فلان في هذا المنتدى يعرف بقية الأعضاء عنه ظاهر التدين ، فعندما يفعل خطأ ما ينقسم الأعضاء بين مسقطين له ونافين عنه أي صفة حسنه ورميه بالنفاق لهذا الخطأ ، وبين مبررين لخطأه ومتحايلين لربطه بالدين والاتيان بشواهد شاذه لتبرير خطأه ، وهو على الأغلب اما ينكر الخطأ أو يحاول تبريره بالدين من مثل من يغتاب فلان وفلان ويبرر فعله بأنهم غير ملتزمين أو فعلوا خطأ ما !!
وهذا خطأ فظاهري التدين ممن نطلق عليهم "المطاوعة" أو الشيوخ وحتى العلماء ماهم الا بشر يخطئون ويصيبون فلا يجب التبرير لهم ولا كذلك اسقاطهم بسبب خطأ ، وهم ليسوا الاسلام مهما تزينوا به ، فالاسلام دين حق قويم رحيم منزه عن الخطأ والظلال ولا علاقة له بخطأ فلان ولا يتحمل زلة فلانان مهما كانت منزلتهم وحسن ظن الناس بهم ..