إن هـذا الـعـبـد غـلـبـنـي وغـلـبـك

بـسـمـ الله الـرحـمـنـ الـرحـيـمـ

ـــ*ـــ*ـــ*ـــ
ـــ*ـــ*ـــ*ـــ
ـــ*ـــ*ـــ*ـــ

دخـل عـمـرو بـن الـعـاص عـلـى مـعـاويـة بـن أبـي سـفـيـان رضي الله عـنـهـم أجـمـعـيـن

بـعـدمـا كـبُـرَ ودَقَّ ، ومـعـه مـولاه وردان ، فـأخـذا بـالـحـديـث ولـيـس عـنـدهـمـا غـيـر وردان

فـلـمـا مـضـى بـهـم الـحـديـث ، قـال عـمـرو : يـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن ، مـا بـقـي مـمـا تـسـتَـلِـذُّه ؟

فـقـال مـعـاويـة : أمـا الـثـيـاب فـقـد لـبـسـت مـن لـيِّـنـهـا وجـيِّـدهـا حـتـى وَهَـى بـهـا جـلـدي

فـمـا أدري أيـهـا لـيِّـن ، وأمـا الـطـعـام فـقـد أكـلـت مـن لـيِّـنـه وطـيِّـبـه حـتـى مـا أدري أيُّـه

ألـذ وأطـيـب ، وأمـا الـطِّـيـب فـقـد دخـل خـيـاشـيـمـي مـنـه حـتـى مـا أدري أيُّـه أطـيـب ؟

فـمـا شـيء الآن ألـذ عـنـدي مـن شـراب بـارد فـي يـوم صـائـف

ومـن أن أنـظـر إلـى بَـنِـيَّ وبـنِـي بَـنِـيَّ يـدورون حـولـي ! !

..... فـمـا بـقـي مـنـك يـا عـمـرو ؟

قـال عـمـرو : مـال أغـرسـه فـأصـيـب مـن ثـمـرتـه ومـن غـلَّـتـه ! !

فـالـتـفـت مـعـاويـة إلـى وردان فـقـال : مـا بـقـي مـنـك يـا وردان ؟

قـال وردان : صـنـيـعـة كـريـمـة سَـنِـيَّـة أعـلِّـقـهـا فـي أعـنـاق قـوم ذوي فـضـل وأخـطـار

لا يـكـافـئـون عـلـيـهـا حـتـى الـقـى الله تـعـالـى ، وتـكـون لـعَـقِـبـِي فـي أعـقـابـهـم بـعـدي

فـقـال مـعـاويـة لـعـمـرو : تـبًّـا لـمـجـلـسـنـا سـائـر الـيـوم !

إن هـذا الـعـبـد غـلـبـنـي وغـلـبـك ! !

ـــ*ـــ*ـــ*ـــ
ـــ*ـــ*ـــ*ـــ
ـــ*ـــ*ـــ*ـــ