بسمـ الله الرحمنـ الرحيمـ
""***""
""***""
""***""
دخـل رجـل بـدوي عـلـيـه شـعـث الـسـفـر ، عـلـى داود الـمـهـلـبـي
( كـان والـي عـلـي افـريـقـيـا ثـم الـسـنـد فـي عـهـد هـارون الـرشـيـد )
وكـان داود إذا حـضـر الـطـعـام يـصـرف الـبـوابـيـن ولا يـمـنـع أحـد مـن الـوصـول إلـى طـعـامـه
فـلـمـا فـرغ مـن الـطـعـام وثـب قـائـمـا وأومـئ لـلـبـدوي
وقـال : مـن أنـت يـا فـتـى ؟
قـال الـبـدوي : شـاعـر قـصـدتـك بـأبـيـات مـن الـشـعـر
قـال داود : مـهـلا قـلـيـلا
ثـم دعـا بـقـوس فـأوتـرهـا ، وأومـئ لـلـبـدوي
فـقـال لـه : قُـل فـإن أنـت أحـسـنـت خـلـعـتُ عليك وأجـزلـتُ
وإن أخـطـأت رمـيـتـك بـهـذا الـسـهـم يـقـع فـي أي مـوضـع يـقـع فـيـه
فـتـبـسـم الـبـدوي وقـال :
آمـنـْـــــت بــــداود وجُـــــود يــمــيــنـــه <><><> مـن الـحـدث الـمـرهـوب والـبـؤس والـفـقـر
وأصـبـحــتُ لا أخــشــى بــداود نـَـبـْـــوَة <><><> ولا حَـــــدَثــــــانــا إن شـــــددت بـــه أزري
فـتـى تـهـرب الأمــــوال مـن جُـود كـفـِّـه <><><> كـمـا يـهـرب الـشـيـطــــان مـن لـيـلـة الـقـدر
فـقـوسـك قـوس الـجـود والـوتـر الـنـدي <><><> وسـهـمـك فـيـه الـمـوت فـاقــتــل بـه فـقـري
فـضـحـك داود ورمـى بـسـهـمـه مـع الـقـوس مـن يـده
وقـال :
يـا فـتـى الـعـرب ، بـالله هـل كـان ذكـر الـقـوس فـي الأبـيـات ؟
قـال الـبـدوي : لا والله !
فـفـرح داود بـذلـك وقـال :
يـا فـتـى الـعـرب بـالله أيّـمـا أحـب إلـيـك ، أعـطـيـك عـلـى قـدرك أم عـلـى قـدري ؟
قـال الـبـدوي : بـل عـلـى قـدري !
قـال داود : كـم عـلـى قـدرك ؟
قـال الـبـدوي : مـائـة ألـف درهـم .
فـأمـر لـه بـهـا ثـم قـال : مـا مـنـعـك أن تـقـول عـلـى قـدري ؟
قـال الـبـدوي :
أيـهـا الأمـيـر ، أردت أن أقـول ذلـك
فـإذا الأرض لـم تـسـاوِ قـدر الأمـيـر ، فـطـلـبـت عـلـى قـدري
قـال داود :
لله درّك ! والله إن نـثـرك لأحـسـن مـن نـظـمـك ،،، فـأمـر لـه بـمـائـة ألـف ثـانـيـة
""***""
""***""
""***""
