[ أيها الشاكي عـلامَ المشتكـى ]
بينما فرحة العيد تنثر ورودها وتزرع بهجتها في أنحاء المكان
والاطفال هم اكثر من يشعر بها ويحياها ....
وكيف لا وهم بين العاب وحلوى ولهو وفرح وضجيج ....
بينما كل هذا يحدث ...لمحت في زاوية بعيده محمد
أبن أخي وهو يتكئ على الجدار ويضع يده على خده ...
وفي عينه مسحة حزن ......!!
مشيت اليه على مهل وأنا انظر اليه وأرسم ابتسامة ودوده ..
لعلمي أنه من النوع الذي يحتاج لمقدمات ليفتح قلبه ....
جلست بجانبه والتزمت الصمت لدقائق !!...
حتى يتعود على وجودي وتكون منه المبادره
او على الاقل يتقبل مبادرتي ...
حين لم المح منه اهتمام ......أحتضنته وقبلته !!
وسألته بدون مقدمات .....(حمودي حبيبي .... وش فيك ؟! )...
قال بصوت حزين وبدون ان يرفع رأسه : ( افتـــّر = افكّر:) )
قاومت ضحكه باغتتني حين سمعت رده ....
وارغمت نفسي على ان اكون اكثر جديه
فعاودت سؤاله مرة اخرى ( ياسلاااام !!..طيب وش تفكر فيه؟! )
نظر لي نظره ناقد !!....
وكأنه يتعجب كيف اطرح سؤالاً كهذا ....
ثم طوح بيده بلا مبالة
وقال وهو يتنهد ( افتّر بالدنيا :a:)
قلت له تلقائياً ( ماعليه حمودي ..هونها وتهون ...
طيب وش صاير بالدنيا وانا مادري ؟! )
عاد الى بنفس تلك النظره يرافقها صمت مطبق مع شبه ابتسامه ساخره !!
يبدو ان حواري معه لم يرقى لتوقعاته:)
فولاني ظهره واتجه مسرعاً الى بقية الاطفال يشاركهم اللعب !!
وتركني أنا ( أفكر ) وأتسائل ......!!
لماذا انتشر بيننا هذا الوباء !! الحزن والشكوى !!
حتى الاطفال ببراءة قلوبهم ومحدودية عقولهم لم يسلموا منه !!
لماذا معظمنا تجده متجهم او حزين
وكأنه مسؤول عن كل مشاكل العالم ؟!
هل قل الرضى فعمت الشكوى !!
هل غاب التفاؤل فاحتلنا التشاؤم ؟!
هل ضعف الايمان بقدر الله والتوكل عليه
واستولى على البعض منا اليأس من رحمة الله
لدرجة أنه يشتكي زمانه في كل وقت
وحين ينام وحين يقوم !!
المرأة تشتكي والرجل يشتكي
والاولاد والبنات على دربهم سائرين !!
واذا لم يجدوا بشراً يضعون عليهم اللوم في تنغيص حياتهم
انتقلت الشكوى الى البيت،السياره ، الجو ، البلد وغيرهم
كل من قابلت يشكوا همه ...... ليت شعري هذه الدنيا لمن ؟
كل بشر يناله من مصائب الدنيا جانب لكن الصبر
واحتساب الاجر والثقه بعون الله سبحانه ورحمته
تجعل كل هذا يتلاشى ويذهب اثره !!
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
.
.
هذا ماجال في فكري وماترجمته ازرار الكي بورد
فشاركوني ...بالرأي ، بالتعليق ، بالحوار ..واكون لكم شاكره roooose
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
roooose
في نفس المعنى اضع لكم هنا قصيدة فلسفيه جميله لايلياء ابو ماضي
أيّها الشّاكي وما بك داء كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود ، وتعمى أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها_ والحقل ملك سواها تخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ عليها ، والصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ حيّا والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى ، وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون صفّقت الغصون حتى تميلا
فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ فلماذا تراود المستحيلا ؟..
كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ آفة النّجم أن يخاف الأقولا
غاية الورد في الرّياض ذبول كن حكيما واسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت مطرا يحيي السهولا
قل لقوم يستنزفون المآقي هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى فأريحوا ، أهل العقول، العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدّود في الأرض ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس فيلقي على الجميع سدولا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا