°•.•°ذَاكِـــرة مـــنْ وَرَق °•.•°

ح ـينما تتحولُ الذاكِرة من جزءٍ بشري


إلــى جزءٍ قابلٍ لـ للتمزيق وللإصفرار

ح ـينما نفقدُ ذاكرتنَا ك بشرٍ ...


ونصبحُ أشلاءَ لـ إنسان وذكرى إنسانْ

تصبحُ الذاكِرة مــن ورق الانسان والنسيان


فكاهما أموات .. الإنسان والذاكرة ..


في ذمة النسيان..،

إنها مساحة للتحرر منْ قيدِ الذاكرة


والخروجِ عن طقوس وفصول التحولات

في ذاكرة مــن ورق..،،


وليس أكثر من ورق...،

يمكننا اليوم تأريخه بالمداد ..
وأن نحتفل بيننا وبين أنفسنا فقط

يمكننا اليوم 29 مايو آيار من هذا العام
أن نلغي التأشيرات ونتمرد على العادات

يمكننا اليوم فقط أن نغرد على أفانين القاف
فالحدث اليوم كان غير معتاد .. ولم يكن ع البال

يستحقنا هنا أن نعلن عن ميلاد وحياة ..
وعن ذكريات مخضبة بالأصفرار ..
وأنا أعلنُ أني اليومَ كمن مات وهو لا يزال
يتنفس بين وعلى قيود الحياة..

فالحياة التي نحياها كما نريد .. قد أفلت
و لأني اليوم لست كما أريد .. بل كما يريدون

نسجت عند الحايك أقنعة ..ملونة بشتى الألوان
وقبل ذهابي لاستلامها أعلنت عن وفاة أناي ..
وريثما أعود بـ أقنعتي الفاخرة الجديدة ...
سأترك الأمكنة لتروي عما كان مني ..
قبيل أن تعم طقوس الكراهيــة ..

ثمرات الذاكرة أينعت وحان قطافها ..
وها أنا كأغصان الشجر اليابسة
قد انقطع عنها الماء فلم اتساقط
كأوراق الخريف الصفراء ..
فلا زلت أترقب ينبوع ماء قادم

كل ما أخشاه أن أتحول الى أشواك
ف ثمة يأس يجتاحني ف يجعلني أنهار
لأنقم وأسخط على كل شيء ..
فتبدأ ثرثرة الذاكرة بالتحولات لتبدأ بـ
ممارسة لعنة الصفاء فلم لم اكن ذات
رفاهية ولم تكن شفاهي حبلى ..
بـ ابناءها إنما ولدوا منها ثمة ليلة
ك لقطاء في ظلام لايعترف سوى بالخطيئة

ولمَ أكن ذات أنعام ونعيم لكن ثمة رياح
بعثرت الدموع فوق الأهداب وحنين طاغي
الوجع في الفؤاد أشعل فوق الأرض معركة
لم تبقي ولم تذر ولم ينجى منها أحـــد..

وتشتعل ذاكرة الورق لتحرق كل يباس
وتبتلع ولائم الفرح التي لم يبق منها لي
سوى بعض من الفتات ..

هي ذكرياتي المنضّدة فوق تلك الأوراق
سأتركها هنا فهي كؤوس ملآى بالأحزان
ما إن تفرغ من حزنها حتى يداهمها الامتلاء
فينسكب اعصاره في قلبي ليطفح بالظلام.

وقبل أن أمضي في تمزيق ذاكرتي .. سأترك
لك بعضاً منها وستعجبك تلك الذاكرة المثقوبة
ليست لأنها الأصدق بل لأنها بعض مني وقلبي
فهي كسرب حمائم بيضاء استحلت عرش نبضي
أما الأثمن منها سأودعها بين صدري ونحري ..
أما أسخفها سأضعها على رفوف التجاهل والنسيان
لكن أخشى من جديد أن تتدافع ذاكرتي مني كالعادة
لتداس بالأقدام فتموت فلا يذكرها سوى النسيان.
وإن بقي من ذاكرتي جزءاً سيبقى هنا لعل وعسى
ذاك الجزء الباقي يليق بالحيـاة ..
لكن مهما حاولنا انعاش ذاكرة النسيان لن يليق ..لن يليق..!!

عندما يسكن الفراع كؤوس البوح وعندما تئن الحروف من وطأة الجوع
فـ تأتي الكلمــة لـ تلتهم الفراغ و الحروف ..
مؤونة الصبر فرغت واللغة لازالت ساخطة من جوعها ، والفقراء لا يملكون
ولو أحرف قليلة تسد رمقها ..
يطير الفكر دائماً بأرزاقه ..
فـ الذاكرة التي تعاني التعب لايتسع لها كون ولا يحتويها فضاء.

ثمار الذاكرة حان قطافها ..
ذكرياتي ماذا أذكر منها .. ماذا أدخر لعمري الباقي القصير
ماذا يمكنني أن اتذكر والوقت يداهم كل شيء ويضيق
أأفرد أوراق مشاعري الوعرة أو ارتباك أحرفي وخجلي ..
و
ل
ك
ن
حاجتي للذكرى كحاجة الغريق لـ قشة تنقذه من الغرق
لذاكرتي تحولات تجعل من أنفاسي أقصر والهواء أقل
وأخشى البوح عنها خشية تساقط ضوء يفضحني
فـ أشعر بالضياع فتعثر علي من خلال ظلي المبعثر

لا أرى في مرآتي إلا صور مقلوبة وكأن بصري يعاقبني
فلم أجد فيها سوى صور لاتستحق الذكرى ..
وعرة دروبي وكأن خطواتي عقاب لأني مضيت يوماً
على جسر من أحلام كثيرة منها يجب وأخرى لا تجب
أناملي باردة كأنها تغرس البرودة في اعماقي ..
لأني مددتها يوماً لمن يستحق ولمن لايستحق ..
أشعر أني كطير النعام لكن لم أتقن دفن رأسي في التراب
لذلك هبت الرياح فانكسرت رقبتي وسقطت على ثمة أرض
احتوت كل طبائع البشر منهم أدركني ومنهم لم يدركني ..

أحتاج لـ عصا كفيف ملونة فلا هو اتكأ عليها ولا ألوانها نفعته
أحتاج لكرسي مشلول فلا هو مضى به و لا أحد سار اليه..
اني بحاجة لسفر طويل أرمي فيه ذاكرتي من نافذة المسير
فـ انسى كل ما مر بي من حزن ويأس و أذى وألم وخذلان
س أنسى أحلامي التي لونتها بلون المستحيل ..
سأسافر لكي أنسى ذكريات الورق وما كتبته ومالم أكتبه
سأسافر من أجلك لأنسى هذياني ووقتك الذي ضيعته وضيعتك..

ويسألني البعض إلى أين تسافرين ..؟

السفر هو الارتحال عن أمكنة كانت عامرة بي
والهبوط في أمكنة أخرى لا أحد يكترث بي
فالسفر أحياناً يكون منفى إلى كهوف أكثر ظلاماً
الرحيل هو أن أكون حيث لا يجب أن أكون
لكن يجب أن أكون فيها حينما تضيق الأمكنة
على رحبها ..

فـ هناك غربة واغتراب بينما هنا أتكلم مع نفسي
لتأتي نهايات كلامي مبتورة ومختلة المعنى
السفر أنا لم أختره إنما هو من اختارني
فالسفر والارتحال يعنيان عدم الرغبة بالحياة ..!

ماذا فعلت بنا الحياة في أوطاننا ..؟
لا شيء سوى أننا كنا نبتلع أقراص من وهم
لا شيء سوى أننا منحنا المقابل منا ثبات زائف
و قناع من ابتسامات صفراء ارتديناها من أجله
من قال أننا سذج وحمقى ..
بل نحن العالم الأوحد الأكثر خبثاً ودهاءً ..
لأننا بسهولة استطعنا أن نخدع أنفسنا ..
فكانت اللعبة رخيصة وأحد أطرافها مشاعرنا

ورقتي الآن لم أعثر على نصفها الآخـر
يبدو أنه ارتحل عن بقية الأوراق ..
فـ عالمي هنا لا يغري بالبقاء
وليس ذي ألوان براقة و أخرى لإنعاش الاغراء
عالم ذاكرتي لا يتسع الا لي وحدي
بعد أن رحل من أحببته ..
وتهمس عيني لـ عيني ..
مابالكِ تستجيرين بأطيافه
وهو قد سكن البعيد مكاناً له..!!
أيا قلبي الباكي من قسوة مشاعره
ترفق بي .. فإنني اعتكف وحدي بعده
رغم امتلأ الأمكنة بضجيج سكانها
ل
ك
ن
فارغـــة الحياة بدونه رغم قسوته وظلمه
وقسوة انعاش الذاكرة .. من غيبوبة النسيان

ذكرى وذاكرة ضد النسيان ..

أن نعيش الذكريات بتفاصيلها الصغيرة والكبيرة
هذا يعني أننا نتمرد على عزلتنا الموحشة
التي التهمت كل ماعرفناه وتعلمناه ..
ففي بعض الذكرى تكفير عن بعض الذنوب ..
فلقد هجرنا مضاجع الذكريات لـ تبتلعنا نقاط رمادية
بعيدة عن ضوء الأمل وظلام اليأس ..
حينما نلوذ لمضاجع الذاكرة يعني أننا بحاجة لأن نضحك
على الدنيا والفصول والحكايات السخيفة ..
أنا اعيش بذاكرتي هذا يعني أني أتذكرك فهي العالم الوحيد
الذي يسمح لي بأن أخطف منك كل شيء .. واي شيء
والاشياء التي هي أكبر من إحساسي بك وأقل من وجودي لديك..
فكم اقتحمت معتقل الذاكرة لأختلس أشياء منك ومن ثم أنسبها لنفسي
لا لحب الاختلاس بل لكي تشعر أني جزء منك كنت معك ذات أنفاس
وذات حياة ولكني سقطت وحينما شعرت بقسوة السقوط ..
كنت قد أصبحت بعيدة عنك ..
وهناك حاولت أن أتحدث مثلك وأكتب مثلك حتى شعرت بأن مفرداتك
تتساقط من فمي وفكري دون إرادة مني في كل مرة أحاول فيها اقتلاع
جدران الصمت لأتكلم اليك ..ولمن حولي ..
فيض الذاكرة جعلني أفكر مثلك وأصمت مثلك فحاولت الاختباء خلف
نقطة رمادية فراراً وهرباً مما قد يأتي أو ربما لا يأتي ..
وتنسدل ستارة الذاكرة عند تلك السطور علك يوماً تقرأها فتعلم
مابين سطورها وما وراء الكلمة وتكتشف بنفسك أنك دفعتني ..
لكي اتساقط نحو الأعلى ..ونحو الأسفل..
سقوط سيكون لـ ذكراه ملامح الأرض وإحساس السماء..،

و... أحاول تمزيق تلك الورقة التي تعنونت بالدموع ..
وسكنتها غربان الخطيئة لكن كان من الصعب اغتصاب
جسد الذاكرة .. حينما تستوطنه طيور الظلام ..
التي لم تحمل يوماً سوى أخبار الشؤم والوشام ..


http://img444.imageshack.us/img444/3...a3182d64d1.jpg

لم أكن لأعني لك شيئاً لك ..يوماً
فلم اقدم لكَ ما يهمك ..
فـ حاولت الفرار منك ..
ولكن في نهاية كل درب ..
كنت أجدك أمامي كذلك هارباً مني ..

وحينما تمزقت تلك الخيوط وتبعثرت على رماد الذكرى
أدركت أنني يجب أن أمارس السطو على مخزن الذاكرة..!
لم تحتوي ما يليق بي .. ولكنها تدفعني للتمرد على العزلة
فراح يتساقط من فكري حرفاً بعد آخر
ومشهداً بعد آخر ..
وألم بعد آخر ..
وارتطام بعد آخر ..

وحينما اغلقت نوافذ الذكرى وجدتك أمامي هارباً مني ..
ولأني كنت الطرف الأكثر كسراً في أوراق الذاكرة المثقوبة
كان لابد من عصاً ارتكز عليها عصا صبر وعصا لـ التعب
فالانكسار يدفعني للبحث بين تراب الأرض عن ورق أخضر
والتعب يجعلني أرمي بجسدي إلى أقرب مكان به اتدثر
فـ أجاور ظلي لعلي أحتمي به.
لذلك اسمح لي بأن اتدثر ذكرياتي ارتكز عليها بها أحتمي
فهي الأبقى لي منك فهي رفيقة فكري مهما طغى فكري واشتكى.
ومهما ارتقى وتساقط فلن تهجرني الذكرى فهي الأبقى والأوفى
منك ومن كل العابرين ، الراسمين ظلالاً على جدران ذاكرتي .



.