.... الرياض تقع تحت حكم حائل في عهد الامير محمد بن رشيد
بسم الله الرحمن الرحيم
علاقة الرياض بحائل
ترجع العلاقة بين حائل والرياض الى ماقبل عهد الرشيد وتحديدا في عهد العلى حكام الجبل ولكن كانت حائل مستقلة تماما عن الرياض اداريا
لكن بدأت العلاقة القوية بينهما في عهد الامير عبدالله بن على بن رشيد حيث كان الحاكم في الرياض الامام فيصل بن تركي والذي ساعده ابن رشيد في استعادة ملك ابيه بعد مقتله على يد ابن عمهمم الامير مشاري بن عبدالرحمن فقال الامير عبدالله بالاشارة على الامام فيصل بن تركي بمهاجمة القصر ومعه 25 رجلا من الفرسان اعتلوا سور القصر بقيادة عبدالله بن رشيد والتحموا مع حامية القصر وانصار مشاري فقتلوهم وأسر ابن رشيد مشاري بعد جرحه وبعدها تمت اعادة الحكم لفيصل بعد مقتل ابيه
لذلك قويت هذه العلاقة بين الطرفين للمعروف الكبير الذي قدمه بن رشيد والذي لولاه لما عاد الحكم بعد الله للإمام فيصل بن تركي في عام 1250هـ
......................
في حكم الامير محمد بن عبدالله الرشيد والملقب بالمهاد والذي يصنفه المؤرخون بأنه العصر الذهبي لدولة شمر والذي بسط نفوذه على نجد كلها بما فيها الرياض والجوف ووادي السرحان واطراف الشام و اطراف العراق والربع الخاليفأصبحت أكبر رقعة لدولة شمر حيث حكم هذا الامير أكثر من25 سنة
00000000000000
الوضع في بيت آل سعود
كان الحاكم من آل سعود وهو الإمام فيصل بن تركي وبعد وفاته تولى الابن الاكبر عبدالله وله من الأبناء ( عبدالله , محمد , سعود , عبدا لرحمن ) ووقعت فتنه بين ابناء الامام فيصل استمرت 25سنة حيث كان سعود واليا على الخرج والافلاج ومناطق جنوب العارض وحسب الحكم المتوارث فإن الحكم للأبن الأكبر الحق في الحكم وهو الامام عبدالله ورفض سعود ومبايعة أخيه عبدالله الامامه وتمكن سعود من جمع المؤيدين من القبائل ضد أخيه ومنهم العجمان وبعض الدواسر وبني مرة وفي الحقيقة ساعدت ظروف كثيرة على الفتنة بين الأخوة منها طمع الدولة العثمانية في استعادة نفوذها خاصة في المناطق الشرقية من الجزيرة العربية التي كانت تخضع لحكم السعود وايضا كانت تفرض ضرائب على البحرين والتنازع على منطقة البريمي كذلك توسع الأمير محمد الرشيد وطلبه ضم القصيم في الاستقلالعن الرياض وأمور كثيرة منها تصفية الحسابات بين القبائل أنفسها والتي تقاتل بين الطرفين والعداوات بين القبائل المعارضة للحكم ايضا فخلق فتنة
التقى الجمعان في معركة المعتلاوانهزمت قوات سعود بن فيصل وجرح سعود بن فيصل ثم ذهب الى الاحساء وحصلت معركة أخرى انتصرفيها سعود في الوجاج ( الاحساء ) ثم وقعت معركة ثالثة في بئر جودة رمضان 1287هـ وانتصر سعود وأسر قائد قوات عبدالله بن فيصل محمد بن فيصل وهو أخوهم وسجن . وقتل في هذه المعركة اكثر من 500 رجل من الطرفين وهو بداية الضعف للدولة السعودية الثانية الذي مهد لنهايتها .
وبعد الهزيمة غادر الامام عبدالله بن فيصل الرياض حيث توقع من اخيه سعود الهجوم عليه وذهب الى حائل كلاجىء سياسي حيث كان متزوجامن ابنة الامير عبدالله ابن رشيد ثم عاد مرة أخرى للرياض وبعد خروج سعود بن فيصل الى الرياض قادما من الاحساء قرر عبدالله الخروج من الرياض فدخلها سعود بدون قتال .
فزادت الفتنة بين الاخوة وقام كل واحد يلجأ لعدة جهات لانتصار على اخيه .
الى ان احست القبائل بضعف حكومة الرياض فااغارت قبيلة عتيبة على اجزاء الرياض الغربية وهي مؤيدة للأمام عبدالله الفيصل فرد سعود على هذه الغارات بحملة تأديبية ضد عتيبة التي حاصرته في وادي ضيق وقتل معظم انصاره واصيب بجروح نقل الى الرياض وتوفي في 18/12/1292هـ ثم ال الحكم الى اخوه عبدالرحمن والد الملك عبدالعزيز لاحقا
الذي تولى الامامة بعد وفاة أخيه سعود
وبعد عام من الحكم جاء أخوه عبدالله الحاكم الشرعي ومعه أخوه محمد من بادية العجمان حيث كانا لاجئين ومعهم قوات من عتيبة ومن الوشم وتقاتلوا في ثرمداء ولم ينتصر أحد وقان أبناء سعود ضد عمهم عبدالرحمن يطالبون بالحكم وانقلبوا عليه بعد أن كانوا مؤيدين وخرج من الرياض وذهب لأخيه عبدالله وبعدها ترك أبناء سعود الرياض وذهبوا للخرج ودخل عبالله وأخوه عبدالرحمن الرياض بدون قتال عام 1293 هـ وتولى عبدالله بن فيصل الحكم حيث أنه الاكبر لكن الامير عبدالله بن فيصل كان في موقف حرج فأبناء أخيه سعود في الخرج يحرضون القبائل عليه وأيضا كان يناصر آل عليان في بريدة وكانوا ضعفاء حيث أن الامير محمد بن عبدالله الرشيد متحالف مع أبا الخيل بن مهنا ضد آل عليان وآل سعود مما جعله في موقف أضعف
........................
الوضع في القصيم
بدأ نفوذ الامير محمد الرشيد يتوسع في الجنوب وخاصة بعد تحالفه مع مهنا الصالح أبا الخيل أمير بريدة حيث كان أمرائها سابقا آل عليان وعندما تولى الامير عبدالله الفيصل جاء ابراهيم بن عبدالمحسن العليان وطلب مساعدته ضد آل مهنا مما أغضب أمير بريده وأستغل منصبه فقام بطرد آل عليان من بريده الى عنيزه متهمهم بتدبير مؤامرة لاغتياله ثم رجعوا من عنيزة وقاموا بإغتيال أميرها مهنا أبا الخيل بعد خروجه من المسجد وحاصروا قصر الامارة واستولوا على قلعة الحكم لكن الامير حسن بن مهنا أبا الخيل جمع أسرته وحاصروا آل عليان في القصر حتى أستسلموا وتولى حسن إمارة بريدة بعد أبيه ولكن إبراهيم بن عبدالمحسن آل عليان الذي كان في زيارة الامام عبدالله الفيصل والذي أقنعه بالتدخل لصالح آل عليان مقابل تقديم الولاء والطاعة فقرر الامام التدخل وذلك بعد بطش أبا الخيل بأسرة آل عليان وأعتبره تعديا على سلطة الامام 0
...................
المواجهة الاولى بين ابن رشيد وابن سعود
سار الامام عبدالله الفيصل على رأس قوة الى بريده لمناصرة آل عليان فهرب حسن آل مهنا
وحسن هذا هو الذي اشتهر بمعركة عروى الشهيرةعام1300هـ بين شمر وعتيبة
وقد ذكره الشاعرالامير راكان بن حثيلين :
لولا حسن نوخ بذربين الايمان
راحت عليكم يابو ماجد كسيرة
قام حسن بن مهنا بالالتجاء الى حاكم حائل الامير محمد بن عبدالله الرشيد ( المهاد ) طالبا العون العسكرى ومن المعرون عن الامير محمد بن رشيدالصفات الحسنة والحنكة السياسية المعتصرة حيث أنه عاصر تنافس آل رشيد على الحكم وتنافس آل سعود ايضا على الحكم
مما اعطاه خبرة ودراية بالامور وكيفية تصريفها
إغتنم ابن رشيد الفرصةللتدخل وتوسيع إمارته التى كان يحلم بها فقام بتعبئة جيش **** من قبيلة شمر بقيادته ودخل القصيم بدون قتال حيث كان الامام عبدالله الفيصل معسكرا في عنيزة فقرر الانسحاب وعدم مواجهة جيش ابن رشيد والعودة للرياض بعد وفشل آل عليان بتحقيق اطماعهم وهي بداية شرارة الاحتكاك بين الطرفين
وفي بريدة إستتب الامن لآل أبا الخيل تحت حماية ابن رشيد وتصرفه وبذلك حقق ابن رشيد أول مكاسبة في ضم القصيم الى حائل وبدأ يتطلع لضم بقية نجد
بعدها قرر آل عليان وبما أن ابن رشيد هو الاقوى في المنطقة المسيطر قرروا الذهاب بوفد للأمير محمد بن رشيد فقام وفدهم برئاسة أميرهم ابراهيم بن عبدالمحسن بن عليان بزيارة لحائل والتقاء بابن رشيد لكن الامير المحنك حسن بن مهنا علم بهم وكمن لهم في طريق العودة وقطع مسعاهم وفتك بهم جميعا وبذلك إنتهى أمل أسرة آل عليان باستعادة إمارتهم من أبا الخيل
بعد ذلك قام الامير محمد بن رشيد بمراسلة أمراء الاقاليم في المجمعة وسدير والوشم مستغلا انتفاضة امرائها وميلهم للإستقلال عن الرياض كما رأينا من التقاتل بين الامراء أبناء الامام فيصل فرأى ابن رشيد ان ينهي هذه الخلافات ويضممها تحت حكم حائل فوقع معهم اتفاقيات لحمايتهم واعطاهم العطايا والاموال
وقام بالاستيلاء على المجمعة بعد ثورة أهلها للأستقلال عن الرياض فقام بضم المجمعة عام 1299هـ وعين عليها سليمان بن سامي من أهل حائل وإنفصلت المجمعة عن الرياض وبدأ الزحف الشمرى شيئا فشيئا عى مدن نجد وقراها
ولم سمع محمد بن سعود (غزالان )بأن الامير محمد بن رشيد بدأ في الزحف والاستيلاء على الاقاليم التى كانت تتبع الرياض قام وحشد قوة من قبيلة عتيبة في معركة عروى الشهيرة عام1300هـ وكان النصر حليف لابن رشيد ومعه حسن ابن مهنا وأجبرالامير محمد بن سعود الى الالتجاء الى الخرج التى كانت فيها ابناء سعود أخ عبدالله الفيصل وبذلك فشل محمد بن سعود في وقف زحف شمر لاقاليم نجد الباقية
بعدها حاول الامام عبدالله استرداد المجمعة مما أدى الى معركة أم العصافير عام 1301هـ لكنه منى بهزيمة ساحقة وخسائر فادحة فقد انتصر ابن رشيد وهو من نصر الى نصر وبعدها قام الامير محمد بن رشيد باستقبال أمراء سدير والوشم والعارض الذين قدموا الولاء والطاعة لابن رشيد وقام ابن رشيد بتعيين أمراء تابعين له ومن قبله على هذه امناطق وبسط نفوذه عليها بعد استمالة أهلها
..........................
التوجه لضم الرياض
في عام 1305هـ هجم أولاد الامام سعودوهم (( عبدالله وعبدالعزيز وعبدالرحمن ومحمد ((غزالان )) ) على الرياض وألقوا القبض على عمهم الامام عبدالله وسجنوه بالرياض وقام عبداللعه الفيصل بطلب النجده من الامير محمد بن رشيد فكانت فرصة سانحة وقام ابن رشيد بتلبية الدعوة وتحقيق الحلم وهو ضم الرياض لحكم حائل وجهز جيشا ****ا وقاده بنفسه وزحف به الى الرياض ولكن لما سمع أولاد سعود بهذا الجيش فروا من الرياض الى الخرج ودخل ابن رشيد الرياض بدون مقاومة وأطلق سراح الامام عبدالله الذي كان زوج اخته وكان مريضا وتفاوض ابن رشيد مع ابناء سعود بأن لايتدخلوا في شئون الرياض وبعدها عين قائده سالم السبهان من الجعفر من شمر حاكما على الرياض وأخذ معهعالامام عبدالله الفيصل وأخوه عبدالرحمن ومعهم آخرين من آل سعود ومنهم الاسيرين الامير عبدالعزيز ومحمد ابناء سعود حيث كانوا في الرياض ولم يخرجوا مع اخوتهم للخرج
قام اهل الرياض على حاكمهم الجديد سالم السبهان بسبب قتله أبناء سعود الثلاثة أما الرابع فقد كان أسيرا كما قلنا لدى ابن رشيد .
فاشتكوا للأمير محمد بن رشيد الذي قام بعزل اب سبهان وتعيين فهاد بن عيادة الرخيص الشمري بديلا لسالم السبهان حفاظا على الهدوء والامن
زاد المرض على الامام عبدالله الفيصل في حائل فأشار الامير محمد بن رشيد على أخوه الامام عبدالرحمن بأن يأخذ أخيه للعلاج في الرياض وعندما وصل للرياض توفي بعدها بيومين عام 1307هـ
بعدها تولى الامام عبدالرحمن الحكم وهو والد الملك عبدالعزيز بعد وفاة أخيه أما الاخ الاكبر محمد فلم تكن له مطامع سياسية ولم يطالب بالحكم ربما لحكمة يراها
..................
الامير محمد الرشيد يبسط نفوذه على نجد بعد خروج آل سعود منها
المهم بعد تولى الامامة للإمام عبدالرحمن طلب من الامير محمد بن رشيد أن يعزل حاكمه في الرياض فهاد بن رخيص فرفض ابن رشيد في تحد واضح وصريح وجرئ حيث أن الحكم بيد ابن رشيد لابيد آل سعود خصوصا أنه أخضع نجد كاملها تحت سلطته
قام الامير محمد بن رشيد بعزل فهاد بن رخيص واعادة الحاكم الشرس سالم السبهان في تحد واضح وقوى للرياض فقام الامام عبدالرحمن بالرد على ذلك بالقبض على ابن سبهان وسجنه وراسل أهل القصيم محاولا اعادتهم لسلطة الرياض وخصوصا في الفترة الاخيرة يتطلعون للأنفصال عن ابن رشيد والذي لم يمهلهم ابن رشيد ذلك الوقت وعرف مخططات الطرفين فقام بقيادة جيش كبير واتجه به الى الرياض لنصرة ابن سبهان والحفاظ على ماحققه من نصر سابق لكن أهل الرياض علموا بذلك وتحصنوا فيها فحاصرهم ابن رشيد مايقارب اربعين يوما وقام بقطع 8000نخلة وهي طريقة يتخذها المهاجمون لاضعاف خصومهم وضربهم في الاقتصاد وقطع امداداتهم فطلبوا التفاوض فقام ابن رشيد يفاوضهم وقد اتفقوا على مايلى
1-اطلاق سراح سالم السبهان
2-رحيل ابن رشيد وفك الحصار عن الرياض
3-تكون السلطة في الرياض بيد آل سعود
كانت تلك الشروط التي حصلت عليها واظن انه يوجد شروط اخرى
عند قيام ابن رشيد بتجهيز جيشه لغزو الرياض قام أهل القصيم بالمكاتبات السرية ضد ابن رشيد فعلم بذلك وعند طريق العودة الى حائل قرر ابن رشيد أن يؤدب أهل القصيم خصوصا أنهم تحت طاعته وحمايته وبيده وقام أهل القصيم بتجهيز جيش وعنها قررالامام عبدالرحمن مساعدة أهل القصيم فجهز هو الاخر جيشا ومشى به لكن ابن رشيد كان الاسرع والاقوى فانتصر انتصار ساحقا ومدمرا لاهل القصيم فقد خسروا أكثر من ألف رجل في المعركة وقيل أكثر من ذلك في موقعة المليدا الشهيرة عام1308هـ وفيها تم أسر اميرها حسن المهنا
عندما علم الامام عبدالرحمن وهو في منتصف الطريق بأن الهزيمة حلت على أهل القصيم وكان في سهل الحمادة فقرر العودة لأنه يعلم جيدا مايحصل له وقد كان متفقين قبل مدة في الرياض لكن ابن رشيد إشتبك معه في معركة حريملاء ومزق حشوده ومن حسن الحظ أنه نجا كما قال المؤرخ عبدالرحمن الناصر في كتابه عنوان المجد والسعد
وترك الامام عبدالرحمن الرياض لابن رشيد في عام 1891م واتجه الى الاحساء ثم الى آل مرة ثم البحرين ثم انتقل بعدها اللى الكويت واستقر بها
فكان انتصار ابن رشيد انتصارا قويا حققه في وقت قصير وضم بذلك الانتصارات المتتالية جميع الاقاليم النجدية وأخضع القبائل لحكمه بالعدل والحكمة وساد الرخاء أرجاء نجد في حكم محمد الرشيد كما يذكر المؤرخون
وهنا ظهرت قوة الجبل وحكامه في المنطقة التى ظمت نجد جميعها والذي أثار انتباه الانجليز وقاموا يحسبون هم وحكام الكويت ألف حساب لابن رشيد خوفا من التوسع السريع لشمر وقاموا يحمون حدودهم من ابن رشيد
http://www.almlf.com/get-8-2009-almlf_com_8p7mmo7u.jpg
المراجع
1- عنوان المجد في تاريخ نجد
2- تاريخ الدولة السعودية الثانية
2- عقد الدرر
3- نبذه تاريخية عن نجد لضاري الرشيد
4- تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد
