انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء يزيد من تركيز الكولسترول في الدم
http://www.malfat.com/up/uploads/5033b60a1a.jpg
أ. د. رشود بن عبدالله الشقراوي
تشير العديد من الأبحاث العلمية والدراسات الميدانية أن أمراض القلب والأوعية الدموية من أهم الأسباب الرئيسية في حدوث الوفيات على مستوى العالم بين الرجال والنساء وتعود هذه النتائج إلى أن أسباب هذا المرض في تزايد مستمر ومن هذه العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بأمراض القلب ما يلي:
أولاً - التغذية السيئة:
مما لاشك فيه أن للتغذية دوراً كبيراً في إرهاق القلب وذلك عن طريق ارتباطها بحدوث تصلب الشرايين هو الأغذية الدهنية وخاصة الدهون الحيوانية المشبعة وكذلك السمن البلدي والذي في الغالب قد يضاف إلى المعجنات والحلويات حيث لوحظ من خلال التجارب على الحيوانات أن هذه الدهون الحيوانية تزيد من تصنيع الكولسترول مما يجعل عملية تصلب الشرايين أكثر وخاصة إذا صاحب ذلك بعض العوامل الأخرى مثل ارتفاع الضغط أو التدخين ومن المشاكل التغذوية التي تساهم في زيادة تركيز الكولسترول في الدم وتزيد من تصنيعه الوجبات السريعة والتي في الغالب يكون اللحوم المفرومة جزءاً كبيراً فيها وكذلك تمثل البطاطس المقلية والمشروبات الغازية من أساسياتها.
ثانياً -زيادة الوزن:
يلعب تراكم الشحوم وزيادته في الجسم دوراً كبيراً في مشاكل أمراض القلب وحدوث الذبحة الصدرية حيث أن تراكم الدهون في الجسم وزيادته ترهق القلب حيث تجعل عمله أكثر مشقة لتوصيل وضخ الدم إلي أجزاء الجسم المختلفة كما أن هناك إرهاقاً وضيقاً في التنفس ينتج من زيادة الوزن لذلك فإن من أهم العوامل التي تساهم في تقليل الضغوط والإرهاق على أداء القلب هو إنقاص الوزن والحد من دهون الجسم وذلك بمراقبة البرنامج الغذائي وزيادة النشاط الحركي "الرياضة" للحد من تراكم الدهون وبالتالي إنقاص مشاكل القلب والدورة الدموية.
ثالثاً - انخفاض درجات الحرارة:
لوحظ أن انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء له تأثير على معدل وتركيز الكولسترول حيث يزيد تركيز الكولسترول في الدم وخاصة عند كبار السن وكما نعلم أن زيادة مستوى الكولسترول في الدم يرتبط ارتباطاً كبيراً في زيادة معدلات تصلب الشرايين وخاصة عند زيادة تأكسد هذا الكولسترول خاصة في النوع الضار الذي يعرف بالكولسترول السيئ (LDL) ولقد لوحظ ذلك في دراسة في بريطانيا على صحة بعض الأشخاص المسنين حيث ارتفاع معدل وتركيز الكولسترول من 4.5إلى 5.5محلول لتر، وهذه الزيادة قد تلعب دورًا في حدوث مشاكل أمراض القلب والأوعية الدموية.
رابعاً - ارتفاع الضغط:
إن من العوامل الأساسية التي تساهم في زيادة حدوث وتجمع وتخثر الدم في الأوعية الدموية خلال فصل الشتاء هو ارتفاع معدلات ضغط دم الإنسان خلال فصل الشتاء وقد يزيد الأمر تعقيداً إذا زاد الفرق بين قراءات الضغط الانضباطي (البسط) مقارنة بالضغط الانبساط (المقام).
الاحتياطات العامة للحد من ارتفاع معدلات الكولسترول في الدم:
1- الخضار والفاكهة:
حيث إن للتغذية دوراً كبيراً جداً في المحافظة على صحة الإنسان عموماً وصحته خلال فصل الشتاء لذلك يجب علينا عدم إهمال تناولها خلال هذا الفصل حتى وإن كان ذلك بأكلها طازجة (فواكه وخضار) أو على شكل عصير.
2- السوائل: يجب علينا عدم إهمال تناول السوائل لأنها مهمة خلال فصل الشتاء وخاصة أن هناك زيادة في تركيز العديد من مكونات الدم لذلك فشرب السوائل (ماء، عصير، مشروبات ساخنة) وهنا يجب عدم إهمال بعض المشروبات العالية في تركيز مضادات الأكسدة مثل الشاي الأخضر والذي يساهم في امداد الجسم بالعناصر الحيوية المهمة وينصح كذلك بتناول الزنجبيل والذي يلعب دوراً في زيادة سريان الدورة الدموية في أعضاء الجسم المختلفة وخاصة الطرفية والذي عن طريقه يتم تدفئة الشخص.
3-اللبن والزبادي:
لوحظ أن لتناول الألبان المتخمرة أو التي يضاف لها بعض أنواع البكتيريا عند بعض الشعوب له ارتباط بزيادة الحيوية والنشاط والحد من الأمراض المرتبطة بالقلب والشرايين ولذلك درست هذه المنتجات والتي يأتي في مقدمتها اللبن الرائب (Yogurt) ولوحظ أن تناول كميات مناسبة "علبة" في اليوم له تأثير في خفض الكولسترول في الدم ويرجع ذلك إلى البكتريا التي تضاف لتصنيع الروب أو الزبادي مثل النوع (Lactic acid Bacteria) لها تأثير في تثبيط عملية تصنيع الكولسترول في الجسم.كما أن للزبادي دوراً جيداً في الحد من امتصاص الكولسترول من الأمعاء ولقد لاحظ العلماء في هذا المجال أن هناك بضعة أنواع البكتيريا التي تستخدم في تصنيع الزبادي لها القدرة على تحمل والعيش حتى في الأمعاء الدقيقة وتحمل العصارة المعدية. وينصح بتناول علبة واحدة من الزبادي يومياً لمدة 4أيام في الأسبوع وعموما ينصح باستخدام الزبادي منزوع أو قليل الدسم.
4- زيت الزيتون:
"زيت الزيتون" من أهم هذه الزيوت في الحد من تصلب الشرايين وتراكم الكولسترول والدهون الثلاثية في جدار الشرايين، ولقد ربط زيت الزيتون وفوائده عندما لوحظ أن معدل إصابة سكان حوض البحر الأبيض المتوسط تقل عن باقي الشعوب بإصابتهم بأمراض القلب وتصلب الشرايين وراجع ذلك باستهلاكهم لكميات كبيرة من "زيت الزيتون" في غذائهم عن طريق إضافته مباشرة "طازج" للغذاء مثل السلطات المختلفة أو عن طريق الطبخ به. وعموماً فإن هناك تأثيراً جيداً لزيت الزيتون على خفض تركيز الكولسترول في الدم وله أيضاً تأثير على الحد من تأكسد الكولسترول وخاصة الكولسترول السيئ.
