الحرية بين القيد والمطلق !!

[align=center]ما اود التحدث عنه هو عما تعنيه حرية التعبير ، هذا المصطلح الذي تناولته الألسن والأقلام بصورة أوحت للقاريءوكأنها حرية مطلقة لا حد لها ولا قيد.

حتى نقرّب المعنى أكثر لنأخذ ما أُثير في موقعنا هنا عن مفهوم الحرية . فما رأيناه أن القسم الأعظم من الناس يريد التضييق والمراقبة ، في حين أن قسماً آخر يريد عدم المنع بحجة حرية التعبير .

البعض تناول هذا المفهوم وكأن المصطلح ذو قيمة ذاتية ومطلوب لنفسه ويمنحه دون غيره الحق المطلق لمصادرة حرية الاخرين ، وقد أكون ناقشت هذه الجزئية في الماضي، ولكن لا بأس من إعادة ذكرها.

الحرية مفهوم مبهم، وإن اتفقنا بأنها تعني اللاقيد، تظل الحرية غير مطلوبة لنفسها بل لأمر آخر ، فعندما نريد حرية الإنسان نقصد بذلك حرية السلوك والفكر ، وإن سألنا لِم الحرية وبنوعيها ؟
الجواب بالتأكيد أن يتكامل وليبلغ الانسان إنسانيته ، وليحقق المجتمع أهدافه كالرخاء والأمن والاستقرار.
إذاً الحرية بمعنى رفع القيود التي تعيق حركة الفكر والسلوك ليبلغ الإنسان والمجتمع أهدافهما ، أي أنها مطلوبة لا لما يفسرها الناس ، بل مطلوبة لأمر أرقى وأسمى.

وهنا نطرح تساؤل وهو: هل الحرية مطلقة أم نسبية ؟
لا يوجد عاقل يقول إن الحرية مطلقة بمعنى أنها غير مقيدة ، وللانسان أن يستخدمها بمفهومه للحرية المطلقة فيعتدي على حريات الآخرين .
فالحرية على خلاف الكرامة أو الصدق كقيم مطلقة ، كما تحدها وعلى طرفيها حدود لا يمكن اجتيازهما او القفز عليهما لذلك عليه ان يستخدمها في ظل حدود طرفيها .

كما أن التضييق على الحريات وتقييدها يعتبر خروج على حدود الحريات وانتهاك لحق من حقوق الانسان ، ايضاً تجاوز السقف الأعلى يخرج الإنسان إلى حد الفوضى والعبثية والتعدي على الغير.

نعود ونقول إن الإنسان دوماً مقيد لأنه إن لم يوجد دين يقيده ، فهو سيتبع القيود القانونية الأخرى ، وهذا حال أي مجتمع إنساني. وإن قُلت بأن الحرية الصحيحة هي اللاقيد بشتى الصور، فحتى هذا المعنى هو قيد لأن المرء سيقع هنا في شراك وقيد الشهوات ومن ثم يظل مقيداً لها ، أي استبدلنا القانون والدين والعقل بالشهوات واللذات، مما يعني أن دعوة الحرية المطلقة تصبح فارغة أو وممتهنة للآخر .

الخلاصة التي أريدها من الحرية أنها يجب أن تقع ضمن إطارها وحدودها الموضوعية ومفهومها الصحيح بحيث تفهم على انها ذات حدود فان تجاوزت حدودها الضيقة فانك حرمت من انسانيتك وان تجاوزت حدودها الواسعه فانك اعتديت على حرية الآخرين .

دمت بود[/align]