أسألك الرجوع بقلم حنين الليالي
أسألك الرجوع
بحق ما كان بيننا
وما سيظل منقوشا كالوشم في قلبينا
بحق الذي ينزل المطر
ويزهر الزهر
أسالك الرجوع فالأجنة لاتنمو خارج أرحام أمهاتها
والطير لا تعيش بعيدة عن أوكارها
كما الزهر الأبيض لا ينبت بين الصخر
أسالك الرجوع
فالقلوب العاشقة يتوقف نبضها
في غرف الإنعاش
تحت الأقنعة والكمامات
لا يعود لها خفقها
إلا في دفء الحب
في المواعيد في اللقاءات
أسالك الرجوع
فالحب لا يحتمل افتراقا قليلا
ولا رحيلا مؤقتا
ولا هجرا قصيرا
الحب لا يعترف بفترة نقاهة
وغياب الاستراحة
الحب يامنيتي يرفض قانون الإجازات
والإعفاء من المسؤوليات
الحب المعفي بكل بساطة يحتضر
تبح ناره رمادا
ولهيبه دخانا
أسالك الرجوع
كي لا تتسع الفجوة بيننا
وتكثر الثغرات
ونجد بيننا دخيلا
أسالك الرجوع قبل إن تعتاد البعاد ونعتاد الفراق
قبل إن تتسلل من ثقب الذاكرة أحلى الذكريات
وتغتال من النفس الثقة والأمان
وتردم في القلب حرارة الأشواق والإحساس
فنحن ما زلنا في بداية لعبة الرحيل والغياب
الحب ليس مسرحا
للشك والعذاب والانفعالات
الحب ليس أسطورة ولا سرابا
الحب لا يحتمل إن يصبح سؤالا حائرا لاجواب له
فما أغبانا حين توهمنا
إننا إذا افترقنا بقينا أحبابا
نسينا
ان وجع الفراق
يشعل بين الأحبة
الغضب والعداوة
أسالك الرجوع
أخاف إن نعود غرباء
نعود وقد فقدنا قوة الارتباط
وهان هان مبدأ الالتزام
فنغرق في بحر العتاب والاتهام
حينئذ سنجبر مرغمين
أن نرحل كل إلى غايته
لنفترق مدى الحياة
فالحب يا روح الروح
قابل كل المعاهدات لكل الاتفاقات
إلا معاهدة الفراق
عد عد لنتفق على إلا نفترق
أم تولين
مسك الختام
متى متى أعلن على الملأ
أنك جامعتي ونبراسي وفكري
ومازالت حبيبي
