" التحديق بالاخرين " ... !!!
اعتدت ان اذهب الى عملي يوميا بنفس الطريق والطريقه !!! وهذا ديدن الكثير هنا ولكن اعتدت ايضا ان امر بطريقي على كافتيريا مجاورة للحي الذي اسكن فيه لاتناول وجبة الفطور وكوبا من الشاي يعمل بطريقه فنيه اتلذذ بها !!! وهناك اجد الكثير من الناس وقد ازدحمت الكافتيريا بهم فهذا طالب مدرسه وهذا موظف وذاك رجل اعمال وهذا عامل خارجي والكل يطلب نوعا من الاكل !!! كنت اتردد كثيرا حينما امر في احد الصباحات واجد احدا من كبار السن في المطعم وذلك خوفا من الاحراج لي وله ولكن ومع مرور الوقت والحاجه ( الجوع ) وجدت نفسي ادلف الى الكافتيريا دون النظر الى الاخرين المشغولين بحاجاتهم ( الجوع ) بالطبع , ولكني استرق النظرات الى هؤلاء الزبائن فأجد ان كثيرا منهم " وانا بالطبع " قد طار غرابهم وغزا ذلك الشعر الرمادي وجوههم والاغرب ان بعضهم قد احضر ابناؤه ليطعمهم في ذات المطعم وهذا المشهد يكاد يتكرر يوميا (( ليس تحديقي في الاخرين ولكن الزبائن )) !!! فأخذت اسأل نفسي لماذا اصبح الجميع تقريبا يتناول وجبة الفطور على الاخص خارج المنزل وهل وصلت الحال الى ان يذهب الاب بابناؤه الى المطعم ليشتري لهم الفطور جاهزا ؟؟؟ اين الامهات واين النساء ؟؟ اين الاخوات واين الشغالات ؟؟ اين ذهب الجميع ؟؟ لماذا اصبح الاب يشارك ابنه الفطور من ايدي ذلك الهندي او البنغالي في الكافيتيريا ؟؟؟ طرحت هذه الاسئله على الزملاء في العمل فلم اجد اجابة واحده منهم !!! سألت تسعة اشخاص " متزوجين بالطبع " ولم احصل على اجابه مقنعه , مجرد اعذار واهيه لاتطعم ولاتغني !!! هل يوافقني احدا هنا اننا بطريقه او باخرى نسبح مع تيار ناعم يكاد يختطفنا سنا بريقه دون ان ندري ؟؟؟ في رايي انا الاجابه هي " ربما " شكرا ... !!!