هل وصلنا شيءٌ من العدوى الغربية وأمراضها المميتة
هل قُصر العلم على فتح الجيوب ، بعد أن كان مفتاحا للعقول
هل أنا فتى للتتحسروا على جلوسي
هل أمر القضاء و القدر بيدي لأغير فيه و أبدل
إن كنتم لا تجدون للعلم فائدة إلا جني الأموال فهذا هو ظنكم الذي أرداكم
لأني أجني من ورائه ما لا تقدرونه ولا ترونه
قال ابن مسعود: " إن العبد ليهمّ بالأمر من التجارة والإمارة، حتى ييسر لهم ذلك، فينظر الله إليه فيقول لملائكته: اصرفوه عنه، فإنه إن يسرته له أدخلته النار "، صدقوني أن بعض المهن والحرف والأعمال و السياحات قد تنقل الإنسان من الجنة إلى النار، وهناك مهن دخلها كبير جدا، و لكن فيها معصية كبيرة لله، وهناك مهن أساس علاقتها بالنساء، فقد يضبط الإنسان نفسه إلى حين، ثم يتداعى إيمانه، و يميل إلى شهواته، و كما تعلمون: ((إن إبليس طلاّع رصّاد _ أي ذكي – وما هو من فخوخه – عنده فخوخ كثيرة – بأوثق لصيده في الأتقياء من النساء، فاتقوا الله، واتقوا النساء، فإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء
، فهذا التعسير من حفظ الله لك، لذلك الحفظ الأولي أن يحفظ الله لك بدنك من مرض عضال، من داء وبيل، من متاعب، و أن يحفظ الله لك أهلك، وأولادك، وأولادك، كل هذا حفظ الدنيا، وأما حفظ الآخرة فأن يحفظ الله لك دينك من الشبهات المضلة، والشهوات المهلكة، و قد يحفظك بطرق كثيرة لا تشعر بها، و قد يحفظك بأساليب تكرهها وأنت لا تدري، هذا يؤكده قول النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الله ليحمي صفيّه من الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه من الطعام))، فالمؤمن يعلم علم اليقين أن الفعل كله بيد الله، وأنه راض بقضاء الله و قدره، وأنه صابر عن الشهوات و على الطاعات، وعلى الأمر التكويني، صابر على الأمر التشريعي، من أمر و نهي، وعلى الأمر التكويني من قضاء و قدر، هذا المؤمن، والإيمان نصف صبر، و نصف شكر، لكن والله الذي لا إله إلا هو لو صبرت على أمر تكويني دون أن تعلم الحكمة، صبرت تعبدا و استسلاما و ثقة بحكمة الله و علمه وعدله، لو صبرت تعبدا لكشف الله لك سر هذا الشيء الذي ساقه الله لك، فلذلك من طبق الأمر تعبدا كشف الله له إكراما حكمة هذا الأمرقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من تعلم العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله جهنم )).وذكر ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى في سورة الشورى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } عن الضحاك قال : ما نعلم أحدا حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب ثم قرأ { وما أصابكم من مصيبة ..} الآية ثم قال الضحاك : وأي مصيبة أكبر من نسيان القرآن .
وقوله صلى الله عليه وسلم بخصوص خفظ الله للمسلم والمسلمه , يحفظك يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله فإن الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} البقرة وقال {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} البقرة وقال {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} محمد.
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان:
أحدهما حفظه له في مصالح دنياه كحفظه في بدنه وولده وأهله وماله قال الله عز وجل {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} الرعد.
قال ابن عباس هم الملائكة يحفظونه بأمر الله فإذا جاء القدر خلوا عنه.
وقال علي رضي الله عنه إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه وإن الأجل جنة حصينة وقال مجاهد ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئًا أذن الله فيه فيصيبه.
وخرج الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث ابن عمر قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهل ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ومن حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله.
وفي الجملة فإن الله عز وجل يحفظ المؤمن الحافظ لحدود دينه ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ وقد لا يشعر العبد ببعضها وقد يكون كارهًا له كما قال في حق يوسف عليه السلام {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} يوسف.
قال ابن عباس في قوله تعالى {أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} قال يحول بين المؤمن وبين المعصية التي تجره إلى النار.
ومن هذا حفظه عن اي طريق يوصله إلى غضب الله
فلنقل جميعاً الحمد لله على قضاء الله .
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى