تقرير ميلس وصمت عربي آخر !!!
لقد طالعتنا وسائل الأعلام المختلفة تقرير القاضي ديتليف ميلس المكلف من قبل الأمم المتحدة بالتحقيق في ملابسات أغتيال رئيس وزراء لبنان السابق المرحوم رفيق الحريري وآخرون .
وميلس لم يكن وحده المكلف بل معه مئة محقق من مختلف دول العالم (( لم أعرف ما أذا كان هناك عربي من بينهم )) ، وطوال فترة عمله والشعوب العربية قلبها مع دمشق وشعبها .
التقرير أنتهى وبيروت ترحب به ودمشق تشكك فيه وبقية العرب لا حس ولا خبر ، وأمريكا وفرنسا وبريطانيا تحيك قراراً من مجلس الأمن لتسليم المشتبه بهم أو أستخدام القوة ضد سوريا .
سيناريو ميلس وتقريره يذكرنا بتقرير الأمم المتحدة والأستخبارات الأمريكية حول أسلحة الدمار الشامل في العراق ، التي أعطت الذريعة لواشنطن لحتلال العراق ، وما أن تغير الحال حتى تغير بقاء الأحتلال الأنجلوأمريكي مرتبط بالأرهاب ومساعدة العراقيين في أعمار بلدهم .
الخوف والقلق الذي يلازم الشعوب العربية هو ماذا عسى أن يحدث للشعب السوري الشقيق بعد هذا التقرير ؟؟ وهل ستقوم الحكومة السورية بتجنيب شعبها من ويلات التسلط الأمريكي ؟ وهل سوف تكون القيادة في دمشق بنفس الحكمة والقدرة على أحتواء الأمور والتي كانت تتمتع بها القيادة السابقة ممثلة بالمرحوم حافظ الأسد ؟ وهل يبقى العرب صامتون عن التدخل لحين وقوع الفاس بالرأس ؟
الشعب السوري يخرج في الشوارع مندداً بالتقرير ، والشعب اللبناني يخرج مؤيداً للتقرير ، وبقية الشعوب العربية لن تخرج الا بعد وقوع الكارثة .
هناك نفق مظلم جديد مقبل على الأمة لا أحد يستطيع التكهن به سوى زعمائنا ، وعليهم مسئولية اعلامنا بما يحدث من حولنا ،لأننا في النهاية معنيين كما هم بمستقبلنا ومستقبل أوطاننا ، ولأننا درعهم الواقي من أي خطر خارجي يريد النيل منهم ومنا .
هناك سؤال محير بأعتقادي أن الكثير من الشعوب العربية يبحث عن أجابته :
من هو الذي سوف يوقف الكارثة المتوقع حصولها لعاصمة الأمويين ؟؟؟؟
اللهم في شهرك الفضيل وفي عشره الآواخر أن تزيل الهم والغم عن المسلمين ، وأن تحفظ بلاد الشام وبلاد المسلمين ، وأن ترد كيد المعتدين الى نحورهم ، وأن تنعم علينا وعلى عبادك المخلصين بنعمة الأمن والآمان ، وأن تحفظهم بعنايتك وقدرتك ، فأنت خير القادرين وأنت الرحمن الرحيم ، وأنت القوي الأمين ، اللهم آمين .