الخلافة الاسلامية بالعراق
[align=center]المتشددون الاسلاميون يفرضون سيطرتهم في بعض مدن العراق
رويترز : : 2005-08-22 - 22:56:19
المتشددون الاسلاميون يفرضون سيطرتهم في بعض مدن العراق
الرمادي (العراق) (رويترز) - قال عراقيون يعيشون في شمال غرب البلاد ان القوات الامريكية ما زالت لا تسيطر على اجزاء من المنطقة وان المتشددين الاسلاميين يحكمون تقريبا بعض المدن والبلدات هناك ويجرون فيها محاكمات وينفذون عقوبة الاعدام علنا.
وقال صحفي عراقي يعمل مع رويترز في المنطقة زار بلدة حديثة قبل ايام في اعقاب حملة عسكرية امريكية في وقت سابق من الشهر الجاري وطلب عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام "لا توجد قوات امريكية ولا قوات من الجيش والشرطة العراقيين."
واضاف نقلا عن بعض سكان حديثة له اتصالات مستمرة معهم "اعدم ثلاثة اشخاص قبل ثلاثة ايام على جسر الحقلانية بعد ادانتهم بالتجسس" في اشارة الى جسر يربط بين حديثة وبلدة اخرى.
ومنطقة وادي نهر الفرات معبر للاصوليين الاجانب الذي يدخلون العراق باعداد صغيرة قادمين من سوريا ويحجم اي مراقبين من خارجها عن دخولها خشية العنف كما يمارس الصحفيون المحليون عملهم فيها في خوف.
لكن صحفيا في رويترز ومراسلين اخرين في محافظة الانبار بغرب العراق يحكون روايات مماثلة لتقرير مفصل عن الاوضاع في حديثة كتبه صحفي امضى فترة هناك في صحيفة الجارديان البريطانية يوم الاثنين.
وشنت القوات الامريكية في العراق عدة حملات استهدفت المتشددين قرب حديثة احدثها عملية الضربة الخاطفة التي انتهت في العاشر من اغسطس اب الجاري.
وقال الجيش الامريكي انه يتعاون مع قوات الامن العراقية لمحاولة اعادة الاستقرار في الانبار.
وقال الكابتن جيفري بول من مشاة البحرية الامريكية "مع استمرار تزايد اعداد القوات العراقية ستصبح العمليات التي ندخل فيها مدنا لمساعدة القوات العراقية على اقامة وجود دائم فيها قاعدة لا استثناء" مشيرا الى نجاح عملية من هذا النوع في بلدة هيت. لكنه لم يشر بصورة مباشرة الى الوضع في حديثة والقائم.
وقال سكان محليون ان اجزاء كبيرة من منطقة تمتد بطول 120 كيلومترا على نهر الفرات بين حديثة والقائم اصبح يسيطر عليها متشددون موالون لقائد تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي ولجماعات اخرى تحارب القوات الامريكية.
وقال سكان في حديثة التي يعيش فيها 90 الف نسمة وفي القائم القريبة من الحدود السورية ان انواعا من المحاكم الشرعية تأسست في البلدتين وان المتشددين ينفذون عقوبات الجلد والاعدام علنا.
وقال طبيب في مستشفى حديثة طلب عدم ذكر اسمه "بعض الناس الذين يحضرون الى هنا يعالجون من اصابات ناتجة عن التعذيب."
واضاف "لدينا جثث كثيرة نقلت الينا من الشوارع حيث القيت بعد ان تعرض اصحابها للتعذيب. احيانا يحضر مسلحون ويسحبون الى الخارج اشخاصا نجوا من محاولات لقتلهم ثم يقتلونهم. لا يمكننا عمل اي شيء."
وتوزع اسطوانات مدمجة في مدن محافظة الانبار منها الرمادي عاصمة المحافظة مسجلة عليها مشاهد تعذيب. وتتضمن المشاهد المسجلة على احدى تلك الاسطوانات لقطات لرجل اتهم بانه جاسوس للشرطة وقد ربط قضيبه بخيط واجبر على شرب كمية كبيرة من سائل ما.
ويقول السكان ان الموسيقى والملابس الغربية اصبحت ممنوعة في حديثة والقائم وان النساء يجبرن على ارتداء الحجاب كما ان الحلاقين محظور عليهم قص الشعر على الطريقة الغربية. وذكروا ان من يخالف تلك القواعد التي تعيد الى الاذهان اسلوب حركة طالبان في افغانستان يعاقب بالجلد.
وقال الشيخ ظافر العاني امام المسجد الرئيسي في القائم ان سيطرة جماعة ابو مصعب الزرقاوي منتشرة على نطاق واسع في المدينة. وأضاف ان الموالين للجماعة يحاولون اقامة خلافة اسلامية ويمنعون الناس من قص شعورهم ويعاقبون من يرتدي ملابس غربية.
ويقول سكان المنطقة ان جماعة الزرقاوي عينت بعض اعضائها في مناصب حكومية وانهم يحصلون على رواتب من المحافظة.
وتحتفظ القوات الامريكية بقواعد قرب حديثة والقائم كما تنتشر قوات من الجيش العراقي في انحاء المنطقة لكن السكان يقولون ان تلك القوات لا تدخل المدن الا اذا تعرضت لهجوم.
وقتل 14 من مشاة البحرية الامريكية في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق في حديثة خلال الشهر الجاري وهو من اكبر اعداد القتلى في هجوم واحد منذ بداية الحرب في العراق.
ووزعت جماعة الزرقاوي في الانبار اكبر المحافظات العراقية التي تمتد الى حدود سوريا والاردن والسعودية منشورات اعلنت فيها سيطرتها على حديثة والقائم والبلدات الواقعة بينهما.
وفي الرمادي وزعت منشورات في الجامعة تهدد النساء بالعقاب اذا لم يغطين وجوههن.
ويثير وجود الموالين للزرقاوي الذين يعتقد ان منهم كثيرين من الاجانب التوتر مع شيوخ العشائر وزعماء العرب السنة. ويقول سكان محليون ان كثيرين من شيوخ العشائر فروا الى الاردن.
ووصف احد سكان الرمادي احتجزته جماعة الزرقاوي ثلاثة ايام قبل بضعة شهور اسلوب معاملتها والمنطق الملتوي الذي تلجأ اليه لتبرير افعالها.
وقال "صبوا علي ماء باردا وصعقوني بالكهرباء عدة مرات لاعترف باني جاسوس. مبدأهم قتل كل من يشتبهون فيه ويقولون ان من كان بريئا سيدخل الجنة."
(شارك في التغطية مصعب الخير الله في بغداد ومراسلون لرويترز في غرب العراق)[/align]
