من أهم قضايا القبيلة وهمومها ..
[frame="5 80"][align=center]أهم قضايا القبيلة وهمومها .. فهل من رشيدٍ متَّعظ ؟؟
في منازل الدنيا كَتَبة وحَفَظة وحَملة علوم ، وخطباء وشعراء ومتكلمون ، ينثرون وينظمون ، تحبِّر أقلامهم وتنطلق حناجرهم ، تراهم في كل واد يَهيمون وفي كل علم يتكلمون
ولكن مجموعهم - إلا من رحم ربك - يقولون ولا يفعلون ، وينصحون ولا يُنصحون .
تكلموا فأطنبوا ، وخطبوا فأجادوا ، وكتبوا فسوَّدوا القراطيس وملؤوا الكراريس ، وقد يصدقون في الأقوال ولكن إذا سألت عن الأفعال ما رأيت لأكثرهم من عهد ووجدت أكثرهم مُفلسين ! أقوالهم أعراض سيَّالة ينقضي أوانها بمجرد النطق بها ، وكتاباتهم زخاريف وتزاويق ، وليس لهم من كل ذلك إلا كدّ القرائح وكدح الجوارح !
إن الكَلِم الطيب لا يرتفع إلى السماء ولا يلج في قلوب العباد إلا بالعمل الصالح والله تعالى يقول :
< إِليهِ يصعدُ الكَلِمُ الطيِّبُ والعملُ الصالح يرفعه > فاطر 10،
يقول الشاعر:
لا تَرْضَ من رجل حلاوةَ قولهِ حتى يُزيِّنَ ما يقول فِعالُ
ويقول آخر:
لا يكون المَقالُ إلا بفعلٍ كلُّ قول بلا فعالٍ هَباءُ
فإذا وَزنْتَ مَقال الرجل بفعاله فاستويا وتوازنا فهو من خيار الناس وساداتهم ، وإذا ثقلت كفّة الكلام وخفّت كفّة الأعمال فهو من دَهْماء الناس وعامتهم .
يقول ابن المقفع : قول بلا عمل كثريد بلا دسَم ، وسحاب بلا مطر ، وقوس بلا وتر .
ولقد ورد عن السلف : يا حملةَ العلم ! اعملوا به ، فإنما العالِمُ مَنْ عَلم ثم عَمِل ، ووافق علمُه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيَهُم ، تخالف سريرتُهم علانيتهم ، ويخالف عملهم علمهم يقعدون حِلَفاً فيباهي بعضهم بعضا ً.
تحاصرك مقالات ساحرة ، وخُطب آسرة ، يُزايلها الصدق ويفارقها الإخلاص .
هي أشبه شيء بالنظريات التجريدية التي تنقصها الشواهد المرئية وتفوتها الأدلة القطعية ،
قد تُنكر العين ضوءها من غير رَمَد ، وتُنكر الجوارح أَثرها من غير سَقَم ! ألا إن الرجال تُقاس بالأعمال وتوزَنُ بالأفعال ، وإن الإسلام قد جعل مناطَ الثواب متعلقاً بالأعمال لا بالأقوال ، وحذَّر من قول بلا عمل ومن دعوى بلا فعل ، قال الله تعالى :
< يا أيها الذين آمَنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلونَ كَبُرَ مقتاً عند اللهِ أنْ تقولوا ما لا تفعلون َ> .
فالدعاوى المجرّدة أغصانٌ لا تُثمر ولا تَنْفع سوى ما يُلْقى منها طعمةً للنيران . وقد لا تكون مقاصد أصحاب المزاعم التي فارقتها العزائم إلا جَرّ مَغنم مذموم أو كسبَ شرف مَوْهوم !
إن إبدال الأقوال بالأعمال جعل الطامحين إلى المجد والمستشرفين إلى العلياء صوراً شوْهاء ونماذج عَوْراء في مجال الاقتداء .
فمن أراد العلياء يا بني قومي من شمر ..
يا سناعيس الجزيرة ، و طنايا العرب ..
ولا تهون باقي القبائل
ورام تجديد تاريخه الأثيل ، وأمجاد أجداده التي ترفع رؤوسنا مشرئبةً بين الأمم ..
أن يتأسَّى بالرسول الأعظم ثم بهؤلاء الرجال الأوائل من شمَّر والذين كانوا أبرَّ هذه الأمة ً بين العرب ..
وأقومها سلماً و أخلاقاً وخصالا ، وأكرمها حالاً ومقالا .
بل كانوا فخر العرب و المسلمين ، وذخراً للأوطان ، وحماةً للديار في كل أرضٍ وطؤوها وكانت لهم فيها مضارب ووجود
تحدثت عنهم أفعالهم ، ونطقت للملأ آثارهم ، عرفت لهم البشرية مناقب جليلة تناطح السحاب وتعلو الجَوْزاء ونجم سهيل !
إن من سلكَ درب هؤلاء الشياهين أيقن أنه لا يَصْدُق القول حتى يصدق العمل ..
فلنجعل أقوالنا عُنواناً لأفعالنا ، وأعمالنا ترجماناً لأقلامنا ..
ونعيذ بالله تعالى أنفسنا من علم لا ينفع .. ومن عمل لا يرفع .. ومن قولٍ بلا فعل ..
وأن نزرع بذورالحب والإحترام بيننا و بين بعض ، و ندعم التعاون ما كلَّف ذلك من ثمن و أسباب ..
ونفهم جيداً قول من قال :
لسنا وإن آباؤنا كرمت
يوماً على الأنساب نتكلُ
ولكن نبني ما بنى أوائلنا
ونفعل فوق ما قد فعلوا
أرجو أن يكون مقصودي قد وصل وما أريد
وعلى ما أنا ذكرته لكم لا أضيف و لا أزيد
أخوكم الحالم لكم بالخير : أيمن [/align][/frame]
