إدراك ضرر الفراغ على الفرد
الفراغ الذي يصاب به المرء نوعان:
1- فراغ قلبي , بمعنى خلو القلب من التعلق بالله والشوق إليه والأنس بذكره ومناجاته وخلوه من التعلق بمعالي الامور, فهمة هذا الفارغ تدور حول الشهوات والمنكرات والمأكولات والملبوسات والموديلات!!
2-فراغ جسدي ينشأ عن الفراغ القلبي ,ويتجلى في عدم مباشرة الجوارح والأعضاء لأي عمل نافع ومثمر ومفيد دينيا أودنيويا, فتجد صاحب هذا النوع من الفراغ لايريد القيام بأي طاعة من الطاعات, بل حياته كلها أكل وشرب ونوم ولباس وشهوات!! هذه هي غايته في الحياة وهذا هو مقصده منها.
والنفس البشرية بطبيعتها لابد لها من هم وعزم وخواطر وتفكير , ولا يمكن أن تبقى ساكنة هادئة,وحينئذ إما أن تفكر في اّلاء الله تعالى ونعمه, وأعمال البر والتقوى,وإما أن تفكر في طرق اكتساب اللذات المحرمة,وكيفية تحصيل الشهوات,وهنا يكمن الخطر لأن مثل هذه الخواطر والافكار الرديئة تتحول في الغالب إلى أفعال وأعمال منكرة تباشرها الجوارح وتقوم بها.
والطاقة البشرية والصحة والحيوية والقوة الجسمانية إذا لم تستغل في الخير, فستصرف في الشر ,شاء المرء ذلك أم أبى ّّّ!! وإذا شئت دليلا عمليا على ماأقول, فقل لي: من هم الذين يتتبعون نساء المسلمين في الاسواق ويعاكسونهن؟ أليسو هم الفارغين البطالين الغافلين!! وقل لي بربك : من هم الذين يقبض عليهم في قضايا المخدارات والمسكرات والعياذ بالله وقل لي رعاك الله:أليس الفراغ القلبي والجسدي سببا لكثير من الجرائم والفواحش والقتل والسرقة؟! بلى ومقلب القلوب ولابصار!!إذن لابد أن ندرك أن الوقت لايمكن أن يقف محايدا فهو إما لك وإما عليك ! ورحم الله الامام الشافعي حين عقل هذه الحقيقة, فقال:صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ,ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وما أجمل قول الشاعر:
إن الشباب والفراغ والجدة....... مفسدة للمرء أي مفسدة
